-A +A
سعود الجراد
للعنصرية وجوهها العديدة القبيحة والبالية والقذرة عربيا وعالميا! ولها تقاليدها وأعرافها البالية التي ما أنزل الله بها من سلطان! والتي في حال شيوع أشكالها بلا عقاب تؤدي إلى التذمر والتحزب والحروب الصغيرة والكبيرة وإلى تدخل الدول العظمى في شؤون الدول المتعنصرة في بعض الأحيان!
فالعنصرية قد تستند على عدة أشكال، في الشكل واللون والعرق والطائفة والمذهب والمنطقة والقبيلة. وكل الدول المتقدمة والمتحضرة التي يشار إليها بالبنان تجرمها.. وتعاقب على كل فعل عنصري قد يمارس بالقول أو الفعل أو الإشارة! بالتلميح أو التصريح.

ونحن في بلدنا القارة، نجد أحيانا بعض الممارسات العنصرية التي يجب أن نشير إليها ونعترف بها ونحاربها كمثقفين وكتاب حرف ولا ندفن رؤوسنا في الرمال ونقول كل شيء تمام. الواقع يقول لنا غير ذلك، فعندما تكون حاضرا في مكان عام، سترى وستسمع أبشع الأقوال والأفعال العنصرية وأحطها تقال بغباء وثقة! تقال أحيانا حتى من أناس تعلموا في مدارس الغرب ــ مع الأسف الشديد..
وأشكال العنصرية التي أقصدها قد تستند على المذهب أو على اللون (أسود/ أبيض) أو على الجنس (ذكر/ أنثى) أو على القبيلة أو العرق (بدوي/ حضري).. أو على المناطقية.. وقد تتجلى ممارسة العنصرية في العمل والتوظيف والتنكيت وحتى ملاعب كرة القدم!
فالوحدة الوطنية التي يجب أن نحافظ عليها هي بالضرورة تحارب التعنصر، والتي ترتكز على عناصر الكفاءة والجدارة والأنسب ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب.. وليس بسبب أن هذا ولد فلان وعلان أو من قبيلة واق الواق.
الشاهد أن العنصرية موجودة ربما في العائلة الواحدة وحتى في فخوذ القبيلة الواحدة (هؤلاء من رعاة أو بدو القبيلة وهؤلاء الأسياد)!! فالأنثى التي نعتت الكابتن طيار نوال هوساوي ذات يوم بـ(العبدة)، لو كانت تعرف أن هناك حكما صارما يجرمها بذلك ماديا ومعنويا والسجن لما قالت ما قالت! ربنا أبعدنا عن كل ما هو يفرق وقربنا من كل ما هو يجمع ويوحد.