تعيش مملكتنا الغالية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك العادل عبدالله بن عبدالعزيز وعضده الأيمن سمو ولي عهده الأمين حديقة أمن وأمان واستقرار، وذلك منذ أرسى قواعدها المؤسس العظيم جلالة ــ المغفور له بإذن الله ــ الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ طيب الله ثراه وأحسن مثواه.
واستمرت المسيرة وعجلة النمو والبناء بتأصيل أساس حكم بحكمة لملوك أفذاذ لخدمة شعب، وفي مخلص تمسك بدينه ووطنه، وبيعة خالصة مخلصة لولاة أمره خدام الحرمين الشريفين.
من هذا المنطلق، ومن أجل استقرار الوطن واستمرار مسيرته، كان الأمر الملك الكريم، وبناء على ما أقرته هيئة البيعة، تم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير الخلوق فعلا وعملا مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد.
ويعرف الكثيرون سمو الأمير مقرن رجل الدولة والإدارة الذي عركته الحياة، فما زادته إلا توهجا ورسوخا ونجاحا. ومن ثم، فإن الحديث عن سموه في ذلك المضمار قد لا يضيف الكثير، لكني أردت أن أسجل قناعة ترسخت عبر عدة مواقف شخصية شرفت فيها بالتعرف على سموه عن قرب، ومفاد تلك القناعة أننا أمام نموذج من هؤلاء الرجال الذين يحملون في قلوبهم قيم وجوهر الإنسان المتواضع العملي الجاد في آن واحد.
أتذكر اللقاء الأول الذي حظيت فيه بشرف الاستماع إليه، وذلك قبل نحو 45 عاما، وعلى وجه التحديد في عام 1390هـ، حينما كنت أتلمس طريقا في عالم مهنة المتاعب (الصحافة)، حيث سعدت بإجراء ــ ما أعتقد ــ أنه أول لقاء صحفي أجري مع سموه، وكان في المنطقة الشرقية، وتحديدا في منزله بالخبر، وكان ــ حينذاك ــ ملازم طيار بالقوات الجوية السعودية ضمن دفعة من الخريجين ضمت سمو الأمير الملازم منصور بن بندر بن عبدالعزيز، وسمو الأمير الملازم عبدالرحمن الفيصل، والملازم خالد بن محمد آل الشيخ، والملازم محمد محيسن العنقري (أيضا حظيت بإجراء لقاءات صحفية معهم)، حينذاك، أثرني الشاب بكونه أحد القليلين الذين يستمزجون التعب لخدمة وطنهم، بل يتفوق على الجميع باستعداده الجلي لتحمل المزيد من المسؤوليات والأعباء، وهو الأمر الذي لمسه الجميع بعد سنوات في مسيرة الرجل العملية أميرا لمنطقة حائل، أو أميرا لطيبة الطيبة، أو رئيسا للمخابرات، أو نائبا ثانيا ومستشارا ومبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، وأخيرا وليا لولي العهد، واليوم يتشرف الوطن بأن يكون سموه وليا لولي العهد.
وأما اللقاء الثاني الذي شرفت فيه بلقاء سموه خطرت لي فكرة، وهي بعد تعيين سموه أميرا لمنطقة المدينة المنورة، ولتقديم التهنئة لسموه تذكرت مقابلتي الصحفية الأولى مع سموه، وقمت بزيارة سموه وقدمتها كذكرى بدرع خاص تفاجأ بها ــ حفظه الله، وأعاد بأخلاقه وحسن تعامله ذكرى هذا اللقاء الذي لن أنساه ما حييت.
الثالث/ لسمو الأمير مقرن جوانب إنسانية ورعاية خاصة بأبنائه ذوي الاحتياجات الخاصة، وتجدد اللقاء مع سموه خلال حفل افتتاح مركز جمعية الأطفال المعوقين بالمدينة المنورة، وأدركت حينها جانبا من سر هذه الكيمياء التي تربط بين الرجل وكل من يعرفه!! ولماذا بات الرجل شريكا فاعلا يستلهم منه الرأي الصائب، وركيزة أساسية من ركائز صنع القرار، فقد لمسنا في الجمعية ومن خلال مركزها بطيبة الطيبة كيف كان قريبا من خططها وتوجهاتها، لم يتوان سموه يوما عن تقديم المبادرة لتعضيد مسيرتها مستشعرا دورها الإنساني والوطني، مؤمنا بأن لكل أبناء الوطن الحق في المشاركة، وأن الإعاقة لا تقف حائلا أمام تلك المشاركة، لقد لمست ــ حينذاك ــ رغم تعدد مسؤوليات الرجل كم هو متفاعل مع العمل العام، مبادر في رعايته لمشروعات خيرية وخدمية وطنية، حريص على تواصله الاجتماعي، وعلى تسابقه نحو إقالة عثرة الناس، وتعاطفه مع أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي أصبح بعد الله الآن مسؤولا عنهم في كل أرجاء الوطن.
الرابع/ معروف عن سموه التواضع ومشاركة الجميع أفراحهم وأحزانهم، ومن تجربة متواضعة بأنه سيلبي الدعوة، وحانت الفرصة بدعوته لزواج الابن تركي، وبالرغم من مسؤولياته وقربه من ولي الأمر، إلا أنه ــ وفقه الله ــ لم يفاجئنا بحضوره ومشاركته في أداء العرضة السعودية وصافح جميع المدعوين ببشاشته التي لا تفارقه وسعة صدره، ما أضفى على المناسبة جوا من السعادة ومدى ثبات العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
هذا غيض من فيض، استمرت اللقاءات حسب المناسبات، ورسخ سموه، بل زرع محبته في قلب كل من عرفه بتواضعه وتواصله ومهنيته وتعدد هواياته بوسع مداركه وخلقه وأخلاقه وقربه من المواطن العادي الذي ينتظر منه الكثير الكثير بعد تولى هذا المنصب القيادي الهام.
إن الوطن أحوج ما يكون لمدرسة أميرنا المحبوب مقرن المؤمنة بالنهج العلمي في التفكير، والرؤيا العملية القائمة على الاستفادة من تجارب الآخرين دون مزايدة، فإمكان الدول خوض تجربة التحديث والذهاب فيها إلى أبعد مدى ممكن مع المحافظة على سمات الشخصية الوطنية، وهذا ــ في اعتقادي ــ نهج الرجل وسر تميزه، الذي وظفه سموه بحنكة الطيار الحربي بفن وحكمة واقتدار، ثقتنا بالله ثم بك لا حدود لها، ودعاؤنا إلى الله لك بالإعانة والتوفيق... يا رب.
* المستشار الخاص لسمو رئيس
الهيئة العامة للسياحة والآثار
واستمرت المسيرة وعجلة النمو والبناء بتأصيل أساس حكم بحكمة لملوك أفذاذ لخدمة شعب، وفي مخلص تمسك بدينه ووطنه، وبيعة خالصة مخلصة لولاة أمره خدام الحرمين الشريفين.
من هذا المنطلق، ومن أجل استقرار الوطن واستمرار مسيرته، كان الأمر الملك الكريم، وبناء على ما أقرته هيئة البيعة، تم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير الخلوق فعلا وعملا مقرن بن عبدالعزيز وليا لولي العهد.
ويعرف الكثيرون سمو الأمير مقرن رجل الدولة والإدارة الذي عركته الحياة، فما زادته إلا توهجا ورسوخا ونجاحا. ومن ثم، فإن الحديث عن سموه في ذلك المضمار قد لا يضيف الكثير، لكني أردت أن أسجل قناعة ترسخت عبر عدة مواقف شخصية شرفت فيها بالتعرف على سموه عن قرب، ومفاد تلك القناعة أننا أمام نموذج من هؤلاء الرجال الذين يحملون في قلوبهم قيم وجوهر الإنسان المتواضع العملي الجاد في آن واحد.
أتذكر اللقاء الأول الذي حظيت فيه بشرف الاستماع إليه، وذلك قبل نحو 45 عاما، وعلى وجه التحديد في عام 1390هـ، حينما كنت أتلمس طريقا في عالم مهنة المتاعب (الصحافة)، حيث سعدت بإجراء ــ ما أعتقد ــ أنه أول لقاء صحفي أجري مع سموه، وكان في المنطقة الشرقية، وتحديدا في منزله بالخبر، وكان ــ حينذاك ــ ملازم طيار بالقوات الجوية السعودية ضمن دفعة من الخريجين ضمت سمو الأمير الملازم منصور بن بندر بن عبدالعزيز، وسمو الأمير الملازم عبدالرحمن الفيصل، والملازم خالد بن محمد آل الشيخ، والملازم محمد محيسن العنقري (أيضا حظيت بإجراء لقاءات صحفية معهم)، حينذاك، أثرني الشاب بكونه أحد القليلين الذين يستمزجون التعب لخدمة وطنهم، بل يتفوق على الجميع باستعداده الجلي لتحمل المزيد من المسؤوليات والأعباء، وهو الأمر الذي لمسه الجميع بعد سنوات في مسيرة الرجل العملية أميرا لمنطقة حائل، أو أميرا لطيبة الطيبة، أو رئيسا للمخابرات، أو نائبا ثانيا ومستشارا ومبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين، وأخيرا وليا لولي العهد، واليوم يتشرف الوطن بأن يكون سموه وليا لولي العهد.
وأما اللقاء الثاني الذي شرفت فيه بلقاء سموه خطرت لي فكرة، وهي بعد تعيين سموه أميرا لمنطقة المدينة المنورة، ولتقديم التهنئة لسموه تذكرت مقابلتي الصحفية الأولى مع سموه، وقمت بزيارة سموه وقدمتها كذكرى بدرع خاص تفاجأ بها ــ حفظه الله، وأعاد بأخلاقه وحسن تعامله ذكرى هذا اللقاء الذي لن أنساه ما حييت.
الثالث/ لسمو الأمير مقرن جوانب إنسانية ورعاية خاصة بأبنائه ذوي الاحتياجات الخاصة، وتجدد اللقاء مع سموه خلال حفل افتتاح مركز جمعية الأطفال المعوقين بالمدينة المنورة، وأدركت حينها جانبا من سر هذه الكيمياء التي تربط بين الرجل وكل من يعرفه!! ولماذا بات الرجل شريكا فاعلا يستلهم منه الرأي الصائب، وركيزة أساسية من ركائز صنع القرار، فقد لمسنا في الجمعية ومن خلال مركزها بطيبة الطيبة كيف كان قريبا من خططها وتوجهاتها، لم يتوان سموه يوما عن تقديم المبادرة لتعضيد مسيرتها مستشعرا دورها الإنساني والوطني، مؤمنا بأن لكل أبناء الوطن الحق في المشاركة، وأن الإعاقة لا تقف حائلا أمام تلك المشاركة، لقد لمست ــ حينذاك ــ رغم تعدد مسؤوليات الرجل كم هو متفاعل مع العمل العام، مبادر في رعايته لمشروعات خيرية وخدمية وطنية، حريص على تواصله الاجتماعي، وعلى تسابقه نحو إقالة عثرة الناس، وتعاطفه مع أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة، والذي أصبح بعد الله الآن مسؤولا عنهم في كل أرجاء الوطن.
الرابع/ معروف عن سموه التواضع ومشاركة الجميع أفراحهم وأحزانهم، ومن تجربة متواضعة بأنه سيلبي الدعوة، وحانت الفرصة بدعوته لزواج الابن تركي، وبالرغم من مسؤولياته وقربه من ولي الأمر، إلا أنه ــ وفقه الله ــ لم يفاجئنا بحضوره ومشاركته في أداء العرضة السعودية وصافح جميع المدعوين ببشاشته التي لا تفارقه وسعة صدره، ما أضفى على المناسبة جوا من السعادة ومدى ثبات العلاقة بين الحاكم والمحكوم.
هذا غيض من فيض، استمرت اللقاءات حسب المناسبات، ورسخ سموه، بل زرع محبته في قلب كل من عرفه بتواضعه وتواصله ومهنيته وتعدد هواياته بوسع مداركه وخلقه وأخلاقه وقربه من المواطن العادي الذي ينتظر منه الكثير الكثير بعد تولى هذا المنصب القيادي الهام.
إن الوطن أحوج ما يكون لمدرسة أميرنا المحبوب مقرن المؤمنة بالنهج العلمي في التفكير، والرؤيا العملية القائمة على الاستفادة من تجارب الآخرين دون مزايدة، فإمكان الدول خوض تجربة التحديث والذهاب فيها إلى أبعد مدى ممكن مع المحافظة على سمات الشخصية الوطنية، وهذا ــ في اعتقادي ــ نهج الرجل وسر تميزه، الذي وظفه سموه بحنكة الطيار الحربي بفن وحكمة واقتدار، ثقتنا بالله ثم بك لا حدود لها، ودعاؤنا إلى الله لك بالإعانة والتوفيق... يا رب.
* المستشار الخاص لسمو رئيس
الهيئة العامة للسياحة والآثار