-A +A
سامي المغامسي (المدينة المنورة)

علق الكثير من الشباب أسباب محدودية الفرص القيادية للشباب في القطاعين الحكومي والأهلي، بعدم أهليتهم نظرا للقصور في هذا الجانب متمثلا في غياب الدورات والبرامج الشبابية التي تعتني بصنع جيل قيادي تحت إشراف رسمي، مؤكدين خلال برلمان الشباب الذي اهتم بالدور القيادي للشباب، ومدى فاعلية البرامج والفعاليات التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب في صقل إمكانيات وقدرات الشباب، أن البرامج من شأنها تطوير القدرات المهارية والقيادية للشباب بتنويعها وعدم احتكارها على المجال الرياضي والثقافي وحسب، بل تمتد لتصل إلى التوعية الفكرية بالمؤهلات والصفات الواجب توفرها في القيادي بجانب استحداث دورات تأهيلية لتنمية القدرات والإمكانيات لدى الكوادر الوطنية ومنحها الفرصة لتكسب الثقة.

العديد من الأسئلة التي تم طرحها ومناقشتها حول الفرص والمناصب القيادية، وأسباب عزوف الشباب عن المشاركة والانضمام للبرامج الشبابية، وذلك بحضور عدد من مسؤولي البرامج والأنشطة الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب.





الحنيني: برامج الرئاسة جذبت اهتمام الشباب





ذكر فايز الحنيني طالب في جامعة القصيم أن تعريف القيادة يعني القدرة على قيادة البرامج والأنشطة الشبابية بنجاح مع توفر أدوات العمل القيادي، ومن هذا المنطلق فإن إدراك مفهوم القيادة وحده يساعد على استيعاب الشخص لذاته ومعرفة إمكانياته وقدرته على قيادة مجموعة أو فريق، ولاشك أن البرامج التي خصصتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتطوير العمل القيادي من خلال تنفيذ العديد من المناشط الشبابية، أفادت العديد من الشباب وجذبت الكثير منهم للانخراط في تلك البرامج التي بحاجة لتفعيل أكثر.





البلوي: تكثيف الدورات خطوة لاكتشاف القياديين





وشدد مشاري البلوي موظف في جامعة تبوك على ضرورة امتلاك القيادي للصفات اللازمة لنجاحه مثل التخطيط والعمل بروح الفريق الواحد وتوزيـع الأدوار بين المشاركين في العمل، كما لابد من زيادة الدورات التثقيفية بأهمية القيادة ومواصفاتها واستحداث برامج وفعاليات من شأنها أن تكتشف الأشخاص القياديين وتزيد من تطورهم من خلال تبنيهم وإشراكهم باستمرار في الأعمال التطوعية والخيرية التي تصقل إمكانياتهم وتزيد رصيدهم المعرفي.





الفريح: التطوع يصقل الإمكانيات ويطورها





ويضيف إبراهيم الفريح طالب في جامعة القصيم: «أعتقد أن الممارسة والعمل المستمر خاصة في البرامج التطوعية تساعد بلاشك في صقل إمكانيات الشباب وتمنحهم الفرص في العمل القيادي، والأهم من ذلك هو توفر الاستعداد والقدرة لدى الشاب في العمل القيادي بجانب الموهبة وممارسة العمل القيادي ميدانيا».





معصوم: البرامج لا تلبي الرغبات وتحتاج لغربلة





وطالب أحمد محمد معصوم طالب في المرحلة الثانوية في إحدى مدارس المدينة المنورة، بضرورة تنويـع الأنشطة التي تقيمها رعاية الشباب والابتعاد عن النمط التقليدي السائد، حيث إن الكثير من البرامج لا تلبي رغبات الشباب والدليل العزوف عن كثير منها، وأتمنى أن يتم تقييم هذه البرامج وإعادة صياغتها من جديد.





النفيسة: توجه إيجابي لتطوير القدرات





ويقول محمد صالح النفيسة طالب في جامعة القصيم: «نفذت الرئاسة العامة لرعاية الشباب في السنوات الأخيرة العديد من البرامج المتنوعة والشاملة، والتي عكست اهتمام القيادة الرياضية بتنمية قدرات الشباب والاهتمام ببرامجهم وأنشطتهم المختلفة، ومن ضمن تلك البرامج القيادية الجهود التي تنمي الفكر القيادي لدى الشباب»، وتابع قائلا: «للأسف التجاوب ضعيف من إدارات التربية والتعليم والجامعات والمعاهد، وكانت لنا تجربة في القصيم ولكن التجاوب ضعيف نتيجة إحباط الشباب من انصباب الاهتمام على لعبة كرة القدم فقط، ولا تهتم بالبرامج الأخرى التي لها مردود جيد على الشباب وتركز على تنمية النواحي المهارية لديهم في كافة المجالات وليس فقط الرياضة، يجب أن يتغير الفكر السائد في تنفيذ البرامج حتى يتواكب أكثر مع تطلعات وأفكار الشباب».





الزهراني: 3 عوامل تصنع الشخصية القيادية





ورأى أحمد الزهراني معلم في تبوك، أن التحفيز والقدرة والموهبة ثلاثـة عوامل رئيسية يجب توفرها لدى الشباب ليصبحوا قادة، وبدونها لايستطيعون تحقيق ذلك كون الشخصية القيادية لابد من أن يتوفر فيها عدة امتيازات تستطيع أن تطبق الأفكار على أرض الواقع وتنجح بفعلها في القيادة، أيضا من الضرورة الاستفادة من البرامج والندوات التي تقام والتي من المفترض أن تقام لتكون منهلا لأولئك المتميزين لتطوير مهاراتهم وقدراتهم. وقال: إن «الكثير من الشباب الذين يسجلون في برامج وأنشطة رعاية الشباب هم تقريبا مجموعات موحدة من كل منطقة، بحيث تشارك مجموعة متقاربة يدرسون في مرحلة واحدة أو أصدقاء منذ فترة زمنية طويلة وليس هناك تنويع في انضمام أو اختيار أسماء أخرى»،، وختم حديثه قائلا: «أتمنى من المسؤولين في الرئاسة العامة لرعاية الشباب إشراك بعض الشخصيات الاجتماعية والرياضية والدينية في هذه البرامج مثلا دعوة لاعب مشهور أو مدرب أو شخصية اجتماعية محببة لدى الشباب أو شخصية دينية، وهذا سيكون دافعا إيجابيا لحضور وتفاعل الشباب في البرنامج».





السناني: رسم خطط البرامج بما يتوافق مع التطلعات





وقال عبد العزيز السناني مشرف الأنشطة الشبابية بمكتب رعاية الشباب في المدينة المنورة: «البرامج والمناشط الشبابية التي تنفذ حاليا من أفكار القادة الشباب العاملين في البرامج الشبابية، حيث يعقد اجتماع في نهاية العام لوضع البرامج والأنشطة من قبل القادة الشباب، إذ تكتفي الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالبرامج الأساسية مثل خدمة ضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي الشريف»، وتابع قائلا:

«البرامج تنمي الفكر القيادي لدى الشباب، ولذلك دأبت رعاية الشباب على الاهتمام بهذه البرامج وتطويرها، وحاليا ينفذ برنامج الخدمة العامة للمسجد النبوي الشريف وتم وضع ستة فرق ميدانية كل فرقة لها قائد ونائب له، ولاشك أن ذلك عامل مساعد لانخراط الشباب في العمل القيادي، لكن للأسف البعض لا يتقيدون بأسس العمل ولا ينفذون المهام المناطة بهم، لذلك يتم إبعادهم عن العمل القيادي وتتاح الفرصة للآخرين» ، وأضاف: إن «للمبادرة والتدرج في ذلك أهمية كبيرة في العمل القيادي، وليس من المعقول أن تكسب جميـع الخبرات القيادية من المشاركة في برنامج أو أكثر، فالتجربة الميدانية المتعددة تزيد الخبرة والرصيد المعرفي بأبعاد الشخصية القيادية»، وأردف قائلا: «كانت لنا تجربة سابقة من خلال فتح مدينة الأمير محمد بن عبدالعزيز الرياضية للشباب لمدة يوم واحد في الأسبوع حسب توجيه الرئيس العام لرعاية الشباب، وتم تنفيذ حملة إعلامية موسعة عن استقبال الشباب من خلال جميـع الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وتم مخاطبة جميـع الجهات المعنية مثل التعليم والجامعات بهدف ممارسة الأنشطة الرياضية في المدينة الرياضية، ورغم ذلك جاء الحضور ضعيفا جدا واقتصر على مجموعة بسيطة ولم نستسلم للأمر حيث تم إدراج (1000) شاب في المدينة المنورة، وسيتم التواصل معهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل (ms) لتحديد مواعيد البرامج وتوسعة قاعدة المشاركة بأكبر عدد ممكن».





المطلق: شهادات تكريم لتحفيز الشباب





وتابع مطلق عبدالرحمن المطلق مدير البرامج الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب: «الرئاسة نفذت قبل أشهر في مكة المكرمة برنامجا للقيادة الشبابية، وتم اختيار الشباب الذين يملكون تجربة طويلة في العمل بالبرامج الشبابية التي تنفذها الرئاسة العامة لرعاية الشباب، لعمل ورش عمل ميدانية حيث عملت 8 فرق كل فرقة لها قائد ونائب، وكانت المشاركات ناجحة بشكل جيد وتم منحهم شهادة معتمدة باجتيازهم دورة العمل القيادي، وتكريم القيادات الشبابية نهاية العام لتحفيزهم»، وأضاف: «هناك 68 برنامجا نفذ في المدينة تهتم بالأنشطة الشبابية وهذه البرامج أشرف على تنفيذها قادة من الشباب وترك لهم مجال الحرية في اختيار القائد الذي يمتلك المواصفات القيادية لإنجاح البرنامج والإشراف على جميع الفعاليات وتحديد أطر البرنامج حيث منحناهم مجالا واسعا من الحرية، ونحن نعمل فقط ضمن نطاق الإشراف العام، وهناك برامج مكثفة نحتاج إلى من يشرف عليها»، وأوضح: «غياب البرامج إعلاميا يضعفها على الرغم من أن وسائل الإعلام عامل محفز لدى الشباب، كما أن استقطاب خبراء لوضع البرامج يعود للقيادة في الرئاسة العامة لرعاية الشباب الذين يبحثون باستمرار عن الصالح العام وما يخدم شريحة كبيرة من الشباب، ومن وجهة نظري إن البرامج الأخيرة التي نفذت شهدت إقبالا مميزا وجيدا».





الجوفي: تفعيل وسائل التواصل لجذب الشباب





وبين عصام الجوفي من المدينة المنورة أن الحملات الإعلامية ضعيفة لدى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وقال: «صحيح إن هناك إعلانات في بعض المواقع إلا أنها تقليدية وليس فيها عنصر جذاب للشباب، وأتمنى من المشرفين على البرامج الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب التفاعل مع وسائل الإعلام الجديد، من خلال بث البرامج عبر تويتر والفيس بوك ووسائل التواصل الأخرى التي أصحبت متعددة»، وبين قائلا: «أتمنى الوصول للمدارس خاصة المرحلة الثانوية وتقديم شرح عن هذه البرامج لجذب الشباب لها، لكننا نرى أن وصول الشباب لهذه البرامج صعب، خاصة أن الكثير منهم لديهم قناعات أن برامج رعاية الشباب غير مقنعه لهم».





النغيمشي: استقطاب خبراء لتقييم البرامج





وطالب فهد علي النغيمشي من إدارة البرامج الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بإعادة صياغة بعض برامج رعاية الشباب لتتناسب مع المتغيرات الحالية، من خلال استقطاب خبراء يدرسون بشكل فعلي مدى حاجة الشباب الفعلية لبعض البرامج وليس لمجرد تنفيذها، حيث يجب تخصيص قناة خاصة تهتم بالبرامج والأنشطة الشبابية، إذ إن القنوات الرياضية تعرض بعض البرامج الشبابية، لكن وفق إطار معين وضيق واجتهادات شخصية.





الحماد: تنوع البرامج واستقطاب الخبراء





وأيد علي الحماد طالب في جامعة القصيم وجود خبراء لوضع البرامج بدلا من الشباب الذين لا يمثلون إلا شريحة بسيطة من هذا الجيل، لذلك هناك عزوف لدى الكثير منهم عن الانضمام لبرامج رعاية الشباب، نظرا لمحدودية تنوعها وبالتالي الاستفادة الفعلية منها.





الحربي: تسخير اليوتيوب لخدمة البرامج الشبابية





وبين أحمد الحربي طالب في جامعة القصيم أن الكثير من الشباب يحبذون العمل التطوعي ويمتلكون الوازع الديني والحب والانتماء لهذه البلاد، لذا وجب تنفيذ برامج على مستوى عال ويتم نشرها في اليوتيوب، حيث إن بعض المشاهدات لبعض المقاطع الشبابية تتجاوز مشاهداته لحاجز ثلاثة ملايين، وأتمنى من الرئيس العام لرعاية الشباب توقيع اتفاقية مع وزارة الثقافة والإعلام لخلق شراكة فعلية لنقل برامج الشباب بدلا من الغياب الحالي رغم وجود العديد من القنوات الرياضية.





هشام: تجاهل

المدارس أحبط الطلاب





وأبدى زهير هشام أحد طلاب مدارس المدينة المنورة، أسفه من الإحباط الذي يواجه الشباب من بعض إدارات المدارس والمعلمين بعدم المشاركة في الأنشطة الشبابية رغم أنها لا تتعارض مع الدراسة علاوة على مردودها الجيد في تنمية وصقل مهارات وخبرات الطالب، حيث يواجه الكثير من الطلاب إشكالية عدم الموافقة من قبل بعض المعلمين لأسباب غير مقنعة وغير منطقية.



المشاركون:





• مطلق عبد الرحمن المطلق (مدير إدارة البرامج في الرئاسة العامة لرعاية الشباب).

• عبد العزيز السناني (مشرف الأنشطة الشبابية في رعاية الشباب في المدينة المنورة).

• فهد علي النغيمشي (إدارة البرامج الشبابية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب).



التوصيات:





• منح الفرصة للشباب للإشراف وقيادة البرامج.

• إنشاء قناة شابية على اليوتيوب لنشر برامج الشباب.

• استهداف أماكن تجمعات الشباب وعدم حكر البرامج على مجموعات معينة من الشباب.

• استقطاب الرياضيين والاجتماعيين للمشاركة في البرامج الشبابية.

• إنشاء موقع إلكتروني لرعاية الشباب يهتم بنشر فعاليات البرامج الشبابية.

• تفعيل دور الأندية الرياضية ومشاركتها بشكل فعلي في الأنشطة الشبابية.