لعل من تخطى سن الأربعين يذكر المسلسل اللبناني «النهر» عام 1975 الذي أخرجه إيلي سعادة، حيث ظهر وعبر الشاشة الصغيرة ممثل شاب على جانب من الوسامة والحضور الملفت للنظر ليشارك إلى جانب ممثلة جميلة وعرف عنها الرقة والنعومة، فكان الحب والحساسية المرهفة التي تلاقى بها جاد ونسرين أو سمير شمص ونهى الخطيب سعادة جعلت الجميع ــ آنذاك ــ يتسمر أمام الشاشة الفضية حتى انتهاء آخر مشهد منه، بل إن اسم جاد ونسرين انتشر كثيرا بين مواليد ذلك العام، ولم يكتف سمير شمص بالتمثيل للكبار، بل انتقل لدبلجة أفلام الكرتون، ولعل أشهرها ( كرعون) في سلاحف النينجا والببغاء المزامل للقرصان سيلفر في جزيرة الكنز.
وبالرغم من قرب بلوغه سن السبعين عاما، إلا أنه لا يزال يحتفظ بوسامته وقوة أدائه التمثيلي واكتساب احترام المشاهدين، خصوصا أنه من أكثر الفنانين المحاربين لأعمال المقاولات، بل كتب فيها مقالات لاذعة ولعشقه للغة العربية والعمل الإذاعي اتجه لإنشاء مركز للتدريب الإعلامي لتخريج إعلاميين يتقنون لغة الضاد، كما هو الحال بالنسبة له ولكثير من الفنانين اللبنانيين الذين أتحفونا منذ سنوات طويلة بالأعمال الناطقة بالعربية الفصحى.. «عكاظ» حاورته بعد أول وآخر زيارة قام بها إلى الصحيفة قبل أكثر من ثلاثة عقود، حيث قلنا بداية أين هو سمير شمص الآن؟ وما مدى رضاه عن نفسه؟
ــ أنا من ضيع في الأفلام عمره، وبابتسامة يشوبها الألم، يتابع:
رغم النجاحات التي حققتها في السينما والتلفزيون، إلا أنني أعاني من تراجع الأعمال الفنية في بلدي وهيمنة القنوات الخاصة التي لا تعير للفن أي اهتمام يذكر. لذلك تجدينني أركز على الأعمال الصوتية في الإذاعات والتسجيلات الوثائقية وإدارة مركزي الإعلامي الذي يخرج أجيالا من المذيعين والإعلاميين.
• أيهم الأقرب إليك سمير شمص الفنان أو الإعلامي أو المدرب؟
ــ كلها أعتبرها أدوات لصقل خبرتي الفنية، فالتمثيل والصحافة والتدريبات الإعلامية والصوتية كلها تنضوي تحت شمولية الفنان، وتستكمل موهبته في مجاله الفني.
• في الماضي كنا نتعلم، بل نستمتع ونحن نستمع إلى الممثل اللبناني، وهو يتحدث اللغة العربية الصحيحة، فلماذا اختفى الآن؟ وهل هناك أمل بعودته؟
ــ يبدو أن اللهجة اللبنانية أو الفصحى التي عرفنا بأدائها في الستينيات لم تعد مقبولة بعد موجة الدبلجة للمسلسلات المكسيكية والتركية، وحاليا الكثير من اللغات مثل الهندية والكورية والإنكليزية وسواها، والملاحظ أن اللهجة السورية هي المطلوبة حاليا في أعمال الدبلجة بعدما اعتادها الجمهور العربي، لكن ما زلنا في لبنان نصدر الأعمال المسجلة بالفصحى، لكن ليس بنفس الزخم كما في الستينيات والسبعينيات.
• رشيد علامة، جهاد الأطرش، سمير شمص، محمود سعيد، إلياس رزق، علي دياب، عبدالمجيد مجذوب، وفاء طربية، وهند أبي اللمع.. وغيرهم من الأسماء، والتي كنا نتراكض للشاشة الصغيرة حينما يكونون ضمن عمل يعرض وأحيانا يجمعهم عمل واحد، فأين هي تلك الأعمال الجميلة هل دخلت دائرة النسيان؟ أم الفقدان الأبدي؟
ــ لكل زمان دولة ورجال، الزمن يتغير وكذلك الوجوه والأعمال، لكن الزمن الجميل، كما يطلق عليه، مضى ــ للأسف ــ وبتنا أمام أعمال «الفاست فود» التي لا طعم ولا نكهة لها.
• مقالاتك في مجلة ألوان أصبحت نارية يعلوها الهجوم على الحال بالنسبة للفن اللبناني؟ هل هي من واقع خيبة الأمل؟ وكيف هي ردة فعل من يقرأها من فناني هذا العصر؟ ومن القراء أيضا؟
ــ مقالاتي نابعة من مشاهداتي للقنوات التي خلعت ثوب العفة وأغرقتنا بأعمال وبرامج تتنافى وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا الشرقية. هي صرخة في وجه الذين يفسدون أخلاق أولادنا وبناتنا بما يقدمونه على شاشاتهم.
وبالرغم من قرب بلوغه سن السبعين عاما، إلا أنه لا يزال يحتفظ بوسامته وقوة أدائه التمثيلي واكتساب احترام المشاهدين، خصوصا أنه من أكثر الفنانين المحاربين لأعمال المقاولات، بل كتب فيها مقالات لاذعة ولعشقه للغة العربية والعمل الإذاعي اتجه لإنشاء مركز للتدريب الإعلامي لتخريج إعلاميين يتقنون لغة الضاد، كما هو الحال بالنسبة له ولكثير من الفنانين اللبنانيين الذين أتحفونا منذ سنوات طويلة بالأعمال الناطقة بالعربية الفصحى.. «عكاظ» حاورته بعد أول وآخر زيارة قام بها إلى الصحيفة قبل أكثر من ثلاثة عقود، حيث قلنا بداية أين هو سمير شمص الآن؟ وما مدى رضاه عن نفسه؟
ــ أنا من ضيع في الأفلام عمره، وبابتسامة يشوبها الألم، يتابع:
رغم النجاحات التي حققتها في السينما والتلفزيون، إلا أنني أعاني من تراجع الأعمال الفنية في بلدي وهيمنة القنوات الخاصة التي لا تعير للفن أي اهتمام يذكر. لذلك تجدينني أركز على الأعمال الصوتية في الإذاعات والتسجيلات الوثائقية وإدارة مركزي الإعلامي الذي يخرج أجيالا من المذيعين والإعلاميين.
• أيهم الأقرب إليك سمير شمص الفنان أو الإعلامي أو المدرب؟
ــ كلها أعتبرها أدوات لصقل خبرتي الفنية، فالتمثيل والصحافة والتدريبات الإعلامية والصوتية كلها تنضوي تحت شمولية الفنان، وتستكمل موهبته في مجاله الفني.
• في الماضي كنا نتعلم، بل نستمتع ونحن نستمع إلى الممثل اللبناني، وهو يتحدث اللغة العربية الصحيحة، فلماذا اختفى الآن؟ وهل هناك أمل بعودته؟
ــ يبدو أن اللهجة اللبنانية أو الفصحى التي عرفنا بأدائها في الستينيات لم تعد مقبولة بعد موجة الدبلجة للمسلسلات المكسيكية والتركية، وحاليا الكثير من اللغات مثل الهندية والكورية والإنكليزية وسواها، والملاحظ أن اللهجة السورية هي المطلوبة حاليا في أعمال الدبلجة بعدما اعتادها الجمهور العربي، لكن ما زلنا في لبنان نصدر الأعمال المسجلة بالفصحى، لكن ليس بنفس الزخم كما في الستينيات والسبعينيات.
• رشيد علامة، جهاد الأطرش، سمير شمص، محمود سعيد، إلياس رزق، علي دياب، عبدالمجيد مجذوب، وفاء طربية، وهند أبي اللمع.. وغيرهم من الأسماء، والتي كنا نتراكض للشاشة الصغيرة حينما يكونون ضمن عمل يعرض وأحيانا يجمعهم عمل واحد، فأين هي تلك الأعمال الجميلة هل دخلت دائرة النسيان؟ أم الفقدان الأبدي؟
ــ لكل زمان دولة ورجال، الزمن يتغير وكذلك الوجوه والأعمال، لكن الزمن الجميل، كما يطلق عليه، مضى ــ للأسف ــ وبتنا أمام أعمال «الفاست فود» التي لا طعم ولا نكهة لها.
• مقالاتك في مجلة ألوان أصبحت نارية يعلوها الهجوم على الحال بالنسبة للفن اللبناني؟ هل هي من واقع خيبة الأمل؟ وكيف هي ردة فعل من يقرأها من فناني هذا العصر؟ ومن القراء أيضا؟
ــ مقالاتي نابعة من مشاهداتي للقنوات التي خلعت ثوب العفة وأغرقتنا بأعمال وبرامج تتنافى وعاداتنا وتقاليدنا وأخلاقياتنا الشرقية. هي صرخة في وجه الذين يفسدون أخلاق أولادنا وبناتنا بما يقدمونه على شاشاتهم.