الأدباء والمثقفون لا يملكون قلوبا تختلف عن قلوب البشر في تكوينها، لكنهم يملكون نبضا يتحد ويتواشج حال الهم والحاجة، لدرجة أنهم يشعرونك أنهم لا يملكون إلا قلبا واحدا، وهذا المبدأ الأسمى الذي يشغل حيزا من أمكنة الوفاء هو ما لمسناه مترجما بلغة الواقع مؤخرا في الموقف الذي حدث للصديق الأديب الصامت الشاعر عبدالكريم العودة الذي تعرض لموقف صحي مفاجئ، حيث تعرض لأزمة قلبية في بكين، بعد أن كان مرافقا لصديق يستشفي هناك. وما كنا لندري لولا مقال الأستاذ القدير عبدالله الناصر الجمعة الماضية حين حرك المشاعر بكلماته المؤثرة عن الحال التي أصبح عليها عبدالكريم العودة والانتكاسة الصحية وما روي على لسانه عما لقيه من تجاهل، لن أتحدث عن مواقف مشابهة نلمسها كثيرا في تنقلاتنا لبعض موظفي سفارات خادم الحرمين في أكثر من دولة ولا عن الإهمال الذي يجده بعض الأدباء وغيرهم هناك، لكن سأكتفي بتوجيه الشكر الجزيل لجميع من تفاعل مع الموقف العصيب الذي عاشه زميلنا العودة، ولا عجب أن يقوم خادم الحرمين الشريفين الذي أصدر أمره الكريم بتذليل الصعاب ونقله إلى أي مكان في العالم لمواصلة علاجه؛ لأنه أب للمواطن وأب لكل من يقيم على هذه الأرض، وقد اختار عبدالكريم العودة ألمانيا مكانا لتداويه، فشكرا لخادم الحرمين الشريفين ولقلبه الكريم، وشكرا لكل النبلاء والأنقياء الصادقين، شكرا لمعالي وزير الثقافة والإعلام، شكرا للكاتب الأستاذ عبدالله الناصر على مبادرته الطيبة التي تدل على عمق إنسانيته وحسه الوطني، شكرا للدكتور عبدالله الغذامي، شكرا لجميع الزملاء المثقفين والمثقفات في مجموعة نخبة الإبداع.