.. إنه هذا الإمام الذي لازالت حسناته تترى بعد وفاته، فقد اتفق أغلب المسلمين على أنه الإمام الأعظم، وتطرف الذين خالفوه فعابوه، فكانت حسناته تزيد كلما ذكره عائب.
ولم يضرب لنا في تاريخ الفكر الإسلامي أحد مثالا كالمثال الذي ضربه أبو حنيفة عن الفطرة .. وهي اليقين بأن لكل مصنوع صانعا، فقد ناظر بعض الدهريين (أي الملاحدة) وحكى لهم قصة سفينة كانت جذع شجرة ضخمة ثم تشققت هذه الشجرة وانقسمت أعوادها ما بين مربع ومستطيل وسميك ولطيف وكثيف ونحيف ثم تحركت هذه الأعواد وركب بعضها بعضا فمنها ما حط على الأرض كمثل القاعدة ومنها ما انتصب ليكون سوراً ومنها ما ارتكز ليكون شراعاً وجاءتها مسامير شتى الأشكال والمقاسات فانغرزت في أخشابها وأعوادها حتى ثبتت السفينة كأقوى ما تكون السفن ثم تتحرك إليها قطيفة طويلة عريضة فاستمسكت بوتد عال وأصبحت شراعاً بديعاً يرفرف فوقها ثم تحركت السفينة إلى الساحل وأبحرت في البحر بدون ملاح ولا ربان ولا عمال ولا بحارة كل ذلك تم خلال ساعة واحدة، فقال الدهري: هل تعقل يا أبا حنيفة هذا الكلام ؟ فقال أبو حنيفة: إذا كنت لا تعقل أن سفينة تصنع نفسها بنفسها وتسير إلى البحر دون أن يسيرها مسير فكيف يجوز في عقلك أن هذه الأرض بما عليها من كائنات وهذه السماء وهذه الأجرام السماوية .. وهذا النظام الشمسي وهذا التدرج القمري من هلال إلى بدر فهلال فبدر .. كيف يقبل عقلك أن يكون هذا الكون العظيم كله بلا خالق ولا صانع، وأنت لا تعقل أن سفينة واحدة تدب وحدها بدون صانع ولا ربان ؟
هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، هذا القلم أو هذا الكمبيوتر الذي نستخدمه للكتابة وهذه المطبعة وهذه الجريدة قد قام عليها رجال كثيرون، المهندس والحداد والخراط والتقني والرياضي والميكانيكي والمراسل والمحرر والكاتب وغيرهم .. صنعوا هذه الجريدة الورقية .. الورقية التي جاءت أصلا من شجر في إندونيسيا أو في فلندا وهذا الشجر هو ابن عم الشجر الذي صنعت منه المراكب والبواخر .. وكلها قام عليها صناع كثيرون .. والكون قام عليه صانعه وفاطر السماوات والأرض سبحانه وتعالى.
هذا استطراد للمثال الذي ضربه الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله لإقناع الزنادقة والملاحدة بوجود الله الخلاق العظيم .. وفي حلقة قادمة نواصل الكلام عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله.
السطر الأخير :
فيا عجبا كيف يُعصَى الإلــــــــــــه
أم كيف يَجْحدُه الجاحد
وفي كــــل شيء لـــه آيـــــة
تدل على أنـــه الواحــــد
ولم يضرب لنا في تاريخ الفكر الإسلامي أحد مثالا كالمثال الذي ضربه أبو حنيفة عن الفطرة .. وهي اليقين بأن لكل مصنوع صانعا، فقد ناظر بعض الدهريين (أي الملاحدة) وحكى لهم قصة سفينة كانت جذع شجرة ضخمة ثم تشققت هذه الشجرة وانقسمت أعوادها ما بين مربع ومستطيل وسميك ولطيف وكثيف ونحيف ثم تحركت هذه الأعواد وركب بعضها بعضا فمنها ما حط على الأرض كمثل القاعدة ومنها ما انتصب ليكون سوراً ومنها ما ارتكز ليكون شراعاً وجاءتها مسامير شتى الأشكال والمقاسات فانغرزت في أخشابها وأعوادها حتى ثبتت السفينة كأقوى ما تكون السفن ثم تتحرك إليها قطيفة طويلة عريضة فاستمسكت بوتد عال وأصبحت شراعاً بديعاً يرفرف فوقها ثم تحركت السفينة إلى الساحل وأبحرت في البحر بدون ملاح ولا ربان ولا عمال ولا بحارة كل ذلك تم خلال ساعة واحدة، فقال الدهري: هل تعقل يا أبا حنيفة هذا الكلام ؟ فقال أبو حنيفة: إذا كنت لا تعقل أن سفينة تصنع نفسها بنفسها وتسير إلى البحر دون أن يسيرها مسير فكيف يجوز في عقلك أن هذه الأرض بما عليها من كائنات وهذه السماء وهذه الأجرام السماوية .. وهذا النظام الشمسي وهذا التدرج القمري من هلال إلى بدر فهلال فبدر .. كيف يقبل عقلك أن يكون هذا الكون العظيم كله بلا خالق ولا صانع، وأنت لا تعقل أن سفينة واحدة تدب وحدها بدون صانع ولا ربان ؟
هذه هي فطرة الله التي فطر الناس عليها، هذا القلم أو هذا الكمبيوتر الذي نستخدمه للكتابة وهذه المطبعة وهذه الجريدة قد قام عليها رجال كثيرون، المهندس والحداد والخراط والتقني والرياضي والميكانيكي والمراسل والمحرر والكاتب وغيرهم .. صنعوا هذه الجريدة الورقية .. الورقية التي جاءت أصلا من شجر في إندونيسيا أو في فلندا وهذا الشجر هو ابن عم الشجر الذي صنعت منه المراكب والبواخر .. وكلها قام عليها صناع كثيرون .. والكون قام عليه صانعه وفاطر السماوات والأرض سبحانه وتعالى.
هذا استطراد للمثال الذي ضربه الإمام الأعظم أبو حنيفة رحمه الله لإقناع الزنادقة والملاحدة بوجود الله الخلاق العظيم .. وفي حلقة قادمة نواصل الكلام عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله.
السطر الأخير :
فيا عجبا كيف يُعصَى الإلــــــــــــه
أم كيف يَجْحدُه الجاحد
وفي كــــل شيء لـــه آيـــــة
تدل على أنـــه الواحــــد