أكد عدد من المراقبين السياسيين السعوديين لـ «عكاظ» على أن خطاب بوتين يدل على أن السياسة الخارجية الروسية غيرت بوصلتها بعد اصطدامها مع المصالح الغربية في أوكرانيا والقرم، واستوعبت الدرس جيدا من خلال اعتمادها على تحالفات ضيقة أضرت بمصالحها، واكتشافها متأخرا الدور القوي الدولي الذي تلعبه المملكة كقوة اقتصادية فاعلة على الساحة من خلال الأوراق الضاغطة التي تملكها من خلال تحكمها بأسعار النفط العالمية.
وتحدث الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي، بأن هذا الحديث يدل على عودة السياسة الروسية الخارجية إلى حواسها بعد أن كانت تنظر إلى المنطقة من خلال تحالفات ضيقة، أصبحت الآن تستوعب الأطراف الأخرى التي كانت تستعديها بعد أن اتضح لها بأن تلك الأطراف قد تكون أقرب إليها من حيث المصالح الاستراتيجية الاقتصادية والتي تعول عليها الكثير.
وأضاف، بأنه عند اشتعال الأزمة في سوريا كانت روسيا في تصالح مع الغرب، وكانت ترفض الإصغاء إلى أبعاد موقف المملكة من الملف السوري، وقبل اندلاع الأزمة في القرم لم يسبق للكرملين أن دخل في اختبارات حقيقية مع أمريكا والدول الأوروبية، ولكن تلك الأزمة أثبتت لروسيا بأن أمريكا والدول الغربية قادرة على التأثير الحقيقي وبشكل مباشر على الوضع الروسي، وخاصة الاقتصاد الروسي بشكل لا يخطر على بال.
موضحا، بأن حديث بوتين يدل على أن روسيا اكتشفت بأن المملكة بيدها بعض أوراق اللعبة الدولية الضاغطة، وهي الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، والتي يمكن أن تؤثر على أسعار النفط في العالم، وأدرك أبعاد السياسة الخارجية للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين والتي انتهجت الحكمة والصبر، ولم تلجأ في تعاملها مع روسيا إلى أساليب يائسة.
وأشار د. التواتي الى أن بوتين استوعب درس التوازنات الدولية جيدا ويعمل على التخفيف من إرثه القائم على التحالفات العقائدية والتي قد لا تخدم مصالح بلده على المدى الطويل.
وقال التواتي: إن التجربة التي مرت بها المنطقة أثبتت عدم الرهان والاعتماد على المصالح الأمريكية فقط، بل العمل على مراعاة مصالح الجميع، وهذه فرصة لنجعل من روسيا أكثر توازنا بدلا منها أكثر عامل زعزعة في المنطقة.
مبينا، بأن الاستقواء الذي انتهجته كل من إيران وسوريا وحزب الله نابع من اعتماده على حالة عدم التوازن في السياسة الروسية في المنطقة، وطالما بوتين يرغب في فتح علاقة جديدة مع المملكة، فيجب أن نعمل على المساعدة في بناء علاقات متوازنة، لأن السياسة السعودية لن تضر بالمصالح الروسية، ونأمل من روسيا أن لا تضر بمصالحنا في المنطقة.
ومن جهته، أوضح المحلل الاستراتيجي فضل البوعينين: بأن المملكة دائما ما تتخذ خطا متوازنا في تعاملاتها النفطية؛ وهي تسعى دائما إلى تحقيق التوازن في أسواق النفط بما يحقق العدالة ومصلحة المنتجين دون الإضرار بمصالح المستهلكين.
وأضاف، بأن السعودية تعتبر الدولة الرئيسية التي يعول عليها العالم في حفظ توازن الأسواق، من حيث العرض وتوازن الأسعار، فهي أشبه بالبنك المركزي العالمي للنفط؛ لذا لا يمكن أن تقدم المملكة على اتخاذ خطوات للإضرار بالمنتجين الرئيسيين التي تعتبر واحدة منهم، فأي ضرر يلحق بالدول المنتجة سينعكس مباشرة على السعودية أحد المنتجين الرئيسيين في العالم هذا من جانب، ومن جانب آخر تسعى السعودية جاهدة للنأي بنفسها عن أية خلافات دولية، أو أن تضع نفسها في مواجهة لمصالح الآخرين.
وأشار إلى أنه على الرغم من الخلاف السعودي الروسي حول الوضع في سوريا، إلا أن السعودية ارتأت أن تتعامل مع الوضع السوري من خلال الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولة عما يحدث هناك، إضافة إلى مساعداتها المباشرة للشعب السوري، ومع كل ذلك لم تتوق السعودية في مفاوضاتها المباشرة مع الجانب السوري من أجل الوصول إلى معالجة الوضع في سوريا ووقف حمام الدم وآلة القتل والدمار.
وقال «أعتقد أن الرئيس الروسي قال كلمة حق في خادم الحرمين الشريفين، حين وصفه بالقائد الذكي والحكيم، وكم كنت أتمنى أن يستمع لحكمته في التعامل مع القضية السورية بدل الاستماع إلى نصائح الشيطان التي تصدر من إيران وسوريا، فالحكمة والذكاء والإنسانية التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين هي التي تدفعه نحو اتخاذ قرارات عادلة وحساسة وأكثر إنسانية في تعامله مع القضايا الدولية، وهي التي تشكل رؤى المملكة السياسية التي يفترض أن تتجاوب معها الحكومة الروسية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة».
وألمح إلى أن مصلحة روسيا يمكن أن تكون أكثر ارتباطا بالسعودية لا الدول الأخرى، ومن الفطنة والذكاء، استثمار المصالح المشتركة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وعلى رأسها أمن المنطقة، وسلامة الدول العربية.
وبين البوعينين، بأن المراهنة على الجواد الخاسر سيتسبب في خسارة روسيا مستقبلا، وقد مرت روسيا بهذه التجربة من قبل في العراق، وهي تكررها اليوم في سوريا، فحاجة روسيا للسعودية في المحافظة على أسعار النفط، وعدم دخولها في تحالفات مضادة يجب ألا ينسيها حاجة السعودية لروسيا في رفع يدها عن النظام الأسدي وبما يحقق مصلحة الشعب السوري، والمنطقة بشكل عام، لذا أتمنى أن يتبع هذا الاعتراف الروسي الإيجابي بدور المملكة، في تغيير مواقفها المتشددة تجاه الوضع في سوريا، وحمايتها لنظام الأسد وإفشالها جميع القرارات الأممية ذات العلاقة بسوريا.
ومن جهته، أكد المحلل الاستراتيجي الكويتي الدكتور ظافر العجمي بأن بوتين رئيس قوي ومحنك وهي صفات جعلت لديه القدرة على أن يسمي الأشياء باسمائها، وما قاله عن خادم الحرمين الشريفين لا يعني قصر رؤيتها بل تتجلى قدرتها على كشف الواقع الدولي الراهن وموقع المملكة مما يجري.
ليست كلمات بوتين توصيفا لما هو قائم فحسب، بل إشارات لمرحلة قادمة، فقد نرى توافقا سعوديا روسيا في ملفات عدة يمسكان بطرفي نقيض فيها مثل الأزمة السورية، والنووي الإيراني، وفي العلاقات السعودية الروسية حاليا نجد أن للرياض اليد العليا، وروسيا تحت رحمة السعودية في مسألة الإمدادات من النفط والمشتقات البترولية، وروسيا تخوض صراعا حادا في هذا الملف مع الغرب.
وتحدث الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي، بأن هذا الحديث يدل على عودة السياسة الروسية الخارجية إلى حواسها بعد أن كانت تنظر إلى المنطقة من خلال تحالفات ضيقة، أصبحت الآن تستوعب الأطراف الأخرى التي كانت تستعديها بعد أن اتضح لها بأن تلك الأطراف قد تكون أقرب إليها من حيث المصالح الاستراتيجية الاقتصادية والتي تعول عليها الكثير.
وأضاف، بأنه عند اشتعال الأزمة في سوريا كانت روسيا في تصالح مع الغرب، وكانت ترفض الإصغاء إلى أبعاد موقف المملكة من الملف السوري، وقبل اندلاع الأزمة في القرم لم يسبق للكرملين أن دخل في اختبارات حقيقية مع أمريكا والدول الأوروبية، ولكن تلك الأزمة أثبتت لروسيا بأن أمريكا والدول الغربية قادرة على التأثير الحقيقي وبشكل مباشر على الوضع الروسي، وخاصة الاقتصاد الروسي بشكل لا يخطر على بال.
موضحا، بأن حديث بوتين يدل على أن روسيا اكتشفت بأن المملكة بيدها بعض أوراق اللعبة الدولية الضاغطة، وهي الطاقة الإنتاجية الاحتياطية، والتي يمكن أن تؤثر على أسعار النفط في العالم، وأدرك أبعاد السياسة الخارجية للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين والتي انتهجت الحكمة والصبر، ولم تلجأ في تعاملها مع روسيا إلى أساليب يائسة.
وأشار د. التواتي الى أن بوتين استوعب درس التوازنات الدولية جيدا ويعمل على التخفيف من إرثه القائم على التحالفات العقائدية والتي قد لا تخدم مصالح بلده على المدى الطويل.
وقال التواتي: إن التجربة التي مرت بها المنطقة أثبتت عدم الرهان والاعتماد على المصالح الأمريكية فقط، بل العمل على مراعاة مصالح الجميع، وهذه فرصة لنجعل من روسيا أكثر توازنا بدلا منها أكثر عامل زعزعة في المنطقة.
مبينا، بأن الاستقواء الذي انتهجته كل من إيران وسوريا وحزب الله نابع من اعتماده على حالة عدم التوازن في السياسة الروسية في المنطقة، وطالما بوتين يرغب في فتح علاقة جديدة مع المملكة، فيجب أن نعمل على المساعدة في بناء علاقات متوازنة، لأن السياسة السعودية لن تضر بالمصالح الروسية، ونأمل من روسيا أن لا تضر بمصالحنا في المنطقة.
ومن جهته، أوضح المحلل الاستراتيجي فضل البوعينين: بأن المملكة دائما ما تتخذ خطا متوازنا في تعاملاتها النفطية؛ وهي تسعى دائما إلى تحقيق التوازن في أسواق النفط بما يحقق العدالة ومصلحة المنتجين دون الإضرار بمصالح المستهلكين.
وأضاف، بأن السعودية تعتبر الدولة الرئيسية التي يعول عليها العالم في حفظ توازن الأسواق، من حيث العرض وتوازن الأسعار، فهي أشبه بالبنك المركزي العالمي للنفط؛ لذا لا يمكن أن تقدم المملكة على اتخاذ خطوات للإضرار بالمنتجين الرئيسيين التي تعتبر واحدة منهم، فأي ضرر يلحق بالدول المنتجة سينعكس مباشرة على السعودية أحد المنتجين الرئيسيين في العالم هذا من جانب، ومن جانب آخر تسعى السعودية جاهدة للنأي بنفسها عن أية خلافات دولية، أو أن تضع نفسها في مواجهة لمصالح الآخرين.
وأشار إلى أنه على الرغم من الخلاف السعودي الروسي حول الوضع في سوريا، إلا أن السعودية ارتأت أن تتعامل مع الوضع السوري من خلال الأمم المتحدة والمجتمع الدولي المسؤولة عما يحدث هناك، إضافة إلى مساعداتها المباشرة للشعب السوري، ومع كل ذلك لم تتوق السعودية في مفاوضاتها المباشرة مع الجانب السوري من أجل الوصول إلى معالجة الوضع في سوريا ووقف حمام الدم وآلة القتل والدمار.
وقال «أعتقد أن الرئيس الروسي قال كلمة حق في خادم الحرمين الشريفين، حين وصفه بالقائد الذكي والحكيم، وكم كنت أتمنى أن يستمع لحكمته في التعامل مع القضية السورية بدل الاستماع إلى نصائح الشيطان التي تصدر من إيران وسوريا، فالحكمة والذكاء والإنسانية التي يتمتع بها خادم الحرمين الشريفين هي التي تدفعه نحو اتخاذ قرارات عادلة وحساسة وأكثر إنسانية في تعامله مع القضايا الدولية، وهي التي تشكل رؤى المملكة السياسية التي يفترض أن تتجاوب معها الحكومة الروسية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة».
وألمح إلى أن مصلحة روسيا يمكن أن تكون أكثر ارتباطا بالسعودية لا الدول الأخرى، ومن الفطنة والذكاء، استثمار المصالح المشتركة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية وعلى رأسها أمن المنطقة، وسلامة الدول العربية.
وبين البوعينين، بأن المراهنة على الجواد الخاسر سيتسبب في خسارة روسيا مستقبلا، وقد مرت روسيا بهذه التجربة من قبل في العراق، وهي تكررها اليوم في سوريا، فحاجة روسيا للسعودية في المحافظة على أسعار النفط، وعدم دخولها في تحالفات مضادة يجب ألا ينسيها حاجة السعودية لروسيا في رفع يدها عن النظام الأسدي وبما يحقق مصلحة الشعب السوري، والمنطقة بشكل عام، لذا أتمنى أن يتبع هذا الاعتراف الروسي الإيجابي بدور المملكة، في تغيير مواقفها المتشددة تجاه الوضع في سوريا، وحمايتها لنظام الأسد وإفشالها جميع القرارات الأممية ذات العلاقة بسوريا.
ومن جهته، أكد المحلل الاستراتيجي الكويتي الدكتور ظافر العجمي بأن بوتين رئيس قوي ومحنك وهي صفات جعلت لديه القدرة على أن يسمي الأشياء باسمائها، وما قاله عن خادم الحرمين الشريفين لا يعني قصر رؤيتها بل تتجلى قدرتها على كشف الواقع الدولي الراهن وموقع المملكة مما يجري.
ليست كلمات بوتين توصيفا لما هو قائم فحسب، بل إشارات لمرحلة قادمة، فقد نرى توافقا سعوديا روسيا في ملفات عدة يمسكان بطرفي نقيض فيها مثل الأزمة السورية، والنووي الإيراني، وفي العلاقات السعودية الروسية حاليا نجد أن للرياض اليد العليا، وروسيا تحت رحمة السعودية في مسألة الإمدادات من النفط والمشتقات البترولية، وروسيا تخوض صراعا حادا في هذا الملف مع الغرب.