-A +A
أنمار مطاوع
في كثير من دول العالم، وكثير من الأديان، يصنف القبر على أنه العنوان الدائم حتى يوم القيامة لأي إنسان. وفي بعض الدول، يتم شراء غرف خاصة بكل عائلة ليدفن فيها أفراد تلك العائلة جيلا بعد جيل ـ كما هو في مصر ـ، أو شراء قبر ـ خاص لكل فرد ـ قرب الكنائس أو في المقبرة العامة ـ كما هو في الدول الأوروبية وأمريكا.. ودول أخرى في العالم ـ.
في الدول الإسلامية، تمتثل المجتمعات لرأي علماء الإسلام في هذا الخصوص. فبعض الآراء تعتمد على حديث نهي الرسول صلى الله عليه وسلم عن تجصيص القبور..كما أخرج أحمد ومسلم وأهل السنن، وزاد الترمذي: (... وأن يكتب عليها)، وفي لفظ للنسائي: (.. نهى أن يبنى على القبر، أو يزاد عليه، أو يجصص، أو يكتب عليه)،.. وبعض الآراء تجيزها، مثل أبو حنيفة وابن حزم.

ولكن، باتفاق أهل المذاهب الأربعة، يمكن (.. تعليم القبر بحجر، أو خشبة، أو نحوهما)، بل قال الشافعي رحمه الله باستحبابه. وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبر عثمان بن مظعون، وقال: (أتعلم بها قبر أخي، وأدفن إليه من مات من أهلي).
وذهب بعض العلماء إلى القول: (فإن أراد كتابة اسم الميت للتعريف، فظاهر، ويحمل النهي على ما قصد به المباهاة والزينة والصفات الكاذبة، أو كتابة القرآن وغير ذلك).
وقد ذكر ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: (الكتابة التي لا يراد بها إلا إثبات الاسم للدلالة على القبر، فهذه لا بأس بها، وأما الكتابة التي تشبه ما كانوا يفعلونه في الجاهلية: يكتب اسم الشخص ويكتب الثناء عليه وأنه فعل كذا وكذا وغيره من المديح، أو تكتب الأبيات، فهذا حرام، وهذا ما يفعله بعض الجهال أنه يكتب على الحجر الموضوع على القبر سورة الفاتحة أو غيرها من الآيات، فكل هذا حرام، وعلى من رآه في المقبرة أن يزيل هذا الحجر، لأن هذا من المنكر الذي يجب تغييره).
قبورنا الحالية، رغم أنها منظمة ومرتبة بالأرقام، ويمكن تحديد كل موقع قبر داخل أي مقبرة، إلا أنه لا يمكن التعرف على أصحاب هذه القبور حتى من قبل أهلهم أو صديقهم.
المطلوب هو أن يتم وضع كمبيوترات في صالة الدخول لكل مقبرة، مدخل فيها كل المعلومات والبيانات الموجودة لدى المقبرة عن أسماء الموتى وأماكن دفنهم ـ قبورهم ـ، أي كل المعلومات الخاصة بأسماء المقبورين في كل قبر منذ بداية الأرشفة ليصبح من السهل معرفة مكان قبر أي شخص دفن هناك. ويتم بعد ذلك، إضافة اسم المتوفى فور صدور تصريح دفنه ومكان القبر ورقمه، وذلك تحقيقا لهدف معرفة مكان المتوفى جيلا بعد جيل، ليتمكن أهله وذريته من زيارته والوقوف على قبره للدعاء له.
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم وضع كمبيوترات متخصصة في كل مقبرة تحتوي على كافة أسماء المقبورين وأرقام قبورهم، ليتم معرفتها والوقوف عليها لمن يريد.
قال صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه، إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام.