-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
أجمل وصف تستطيع أن تصف به حال بنوكنا هو وصف المنشار (آكل طالع .. آكل نازل)، وبالرغم من كل ذلك فما تقدمه للمجتمع لايمكن رؤيته بالعين المجردة .. وقد استفادت تلك البنوك من أنظمة الشريعة الإسلامية التي تحرم الربا .. ففي الغرب يستطيع الفرد أن يضع ما يملك في البنك مقابل أرباح سنوية (مضمونة)، بعكس المسلم الذي يضع ماله فقط (للحفظ) وللبنك حرية الاستفادة منه.
ولا ننسى الأرباح التي يتقاضاها البنك

(الفوائد) حينما يضطر أحدنا إلى الاقتراض منه.. وبالتالي تتنامى الأرباح في تلك البنوك وبشكل تصاعدي حتى تصل إلى مئات الملايين سنويا.. فماذا قدمت تلك البنوك للوطن ولأفراد المجتمع؟!!.
إن ما تقدمه البنوك (هذا إذا قدمت شيئا) لا يوازي على الإطلاق ما تحظى به من تسهيلات وأرباح، فلماذا لا توضع سياسات ولوائح تحكم مداخيلها.. وتفرض عليها ما يجب دفعه مقابل تلك التسهيلات.. ويعود نفع ما يؤخذ منها للمجتمع.
إن بناء الوطن لا يكون معتمدا فقط على الحكومة.. وإنما يعتمد على شراكة بين الحكومة وأفراد المجتمع ومؤسساته التي تحصد الأرباح في ظل الدعم وتوفير سبل العمل وتيسيره أمامهم.
إن ما يقدمه بعض رجال الأعمال من أجل الوطن يفوق كثيرا ما تقدمه تلك البنوك.. فلماذا السكوت عليها وعدم التدخل للاستفادة منها أيضا بما يعود على المواطن بالنفع والفائدة.
وما قاله صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود (ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء) حفظه الله.. عن تلك البنوك خير شاهد على واقع الحال الذي نعيشه وقد آن الأوان لهذا المنشار أن يهدأ.. وأعتقد أنه حان الموعد لتصحيح مسارها وتقييم دورها بين الفينة والأخرى.