-A +A
علي غرسان (مكة المكرمة)
أكد وزير الحج الدكتور بند الحجار رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، لفعاليات ملتقى أبحاث الحج الرابع عشر الذي تحتضنه قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية في جامعة أم القرى اليوم، تأتي في إطار الدعم المعهود من القيادة الرشيدة التي وضعت منظومة الحج وراحة ضيوف الرحمن على هرم أولوياتها في تطوير دائم لها من خلال مواكبة كافة المستجدات وعبر رؤى مرتكزة على دراسات وأبحاث علمية.
وقال د. الحجار لـ«عكاظ»: «لا شك أن رعاية مثل هذا الملتقى من ولي العهد يعد مفخرة لنا في قطاع الحج، حيث نجد الاهتمام والمتابعة من أعلى قيادات الدولة في ما يخص خدمة ضيوف الرحمن، وهي رعاية تعكس اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بكل ما يتعلق بخدمة ضيوف الرحمن والمعتمرين والزائرين لهذا البلد، وتجسد الاهتمام الكبير بأعمال الحج حتى يؤدي ضيوف الرحمن مناسكهم وشعائرهم في أمن وأمان واستقرار»، مشيرا إلى أن الملتقى يعد منبرا علميا تطرح فيه كافة الدراسات والبحوث العلمية التي تسهم في الارتقاء بمنظومة الحج من باحثين وخبراء ومهتمين في هذا المجال.

ولفت الحجار إلى أن التعاون بين وزارة الحج ومعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج قائم منذ سنوات حيث تقوم الوزارة بتنظيم ورش عمل بالتعاون مع المعهد، مشيرا إلى مساهمتها في هذا الملتقى بالعديد من أوراق العمل والبحوث التي ستسهم في إثراء نقاشاته، مبينا أن الإثراء في عمل الحج متعدد الجوانب كونه عملا جماعيا ومنظومة واحدة لا يمكن فصلها، فهناك قطاعات عديدة تشارك في خدمة الحاج وتطوير الخدمات المقدمة له وتمكينه من أداء نسكه في أجواء مريحة وآمنة.
ولفت الدكتور الحجار إلى أن نجاح منظومة الحج لا يتأتي إلا من خلال تعاون وثيق ومباشر وإقامة ورش عمل متخصصة وخطط تشغيلية لكل الجهات، وتنفذ بدقة بعد أن تعتمد من القيادة الرشيدة.
خطط تشغيلية
وقال وزير الحج إن مواسم الحج الماضية شهدت بفضل الله نجاحات متعددة وهذا النجاح مرده حسن التنسيق والتنظيم والتوجيه، مبينا أن هناك ورش عمل تقام سنويا بين الجهات ذات العلاقة، فضلا عن الاتصال المباشر والتنسيق المستمر معها، مضيفا: الأهم من كل ذلك وضع خطط تشغيلية لكل جهة، فنحن في وزارة الحج تقوم مؤسسات الطوافة بوضع خطة تشغيلية مستقلة وترفع إلى الوزارة برفعها للاعتماد.
ولفت إلى أن تنفيذ الخطط التشغيلية وفق ما تم اعتماده سيسهم بلا شك في الخروج بموسم حج ناجح تتكامل فيه كافة الخدمات.
وشدد وزير الحج على أهمية استخدام التقنيات الحديثة في أداء خدمات الحج والعمرة للوصول إلى التكامل المنشود واختصار الوقت لمصلحة الحاج، متوقعا أن يحقق حج هذا العام أيضا نجاحات أخرى نظرا لدخول الكثير من الخدمات التطويرية خاصة في البني التحتية لمكة المكرمة أو المشاعر المقدسة.
محاور هامة
وحول محاور الملتقى وأهميته في تطوير منظومة الحج هذا العام قال الوزير: «يستعرض الملتقى الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة تفعيل أنظمة حماية المستهلك الخاصة بالحجاج والمعتمرين، وظاهرة الافتراش في الحج، والإطعام الخيري في المشاعر المقدسة، وضوابط وشروط فقه الأولويات في الحج، وبيان المفهوم الحقيقي للحديث الشريف (الحج عرفة)، وذلك في الجلسة العلمية الأولى برئاسة وكيل الوزارة حاتم بن حسن قاضي بعنوان (دراسات الإدارة والاقتصاد وفقه الحج والعمرة)».
وبين أن ظاهرة الافتراش في الشوارع والطرقات في مناطق المشاعر المقدسة تعتبر من أبرز الظواهر التي تعيق حركة الحجيج وكذلك الأجهزة الضرورية الخدمية في الحج من المرور وسيارات الإسعاف والدفاع المدني، مشيرا إلى أن الملتقى سيتناول حقيقة الافتراش في الحج، وحجم المشكلة، ويستعرض الأسباب المؤدية إليها، والآثار السلبية المترتبة عليها، مع بيان حكم الشرع فيها وطرق علاجها.
كما يتناول أهمية الإطعام الخيري في المشاعر المقدسة والعوامل الغذائية المؤثرة فيه مع إبراز آليات تفعيل ضوابط تكفل إيجاد قدر من التوازن بين إشباع الحاجات الغذائية الأساسية للحاج والحد من الإسراف، وتبرز هنا أهمية تدريب العاملين في مجال الإطعام الخيري وتوظيف وسائل التقنية الحديثة لتشجيع الحجاج على تقدير ما يحتاجونه من أغذية وطرق إزالة النفايات وأهمية إجراء أبحاث متخصصة في جودة الغذاء وتقييم العناصر الغذائية لوجبات الحجاج.
وسيتباحث المختصون كذلك حول تزاحم أحكام الحج عند التنفيذ والتطبيق العملي من قبل المسلم، الأمر الذي يحتاج إلى معرفة الكيفية المثلى لترتيب تنفيذ هذه الأحكام على الوجه الأمثل الذي يرضي الله تعالى، وهو ما يعرف بفقه الأولويات في الحج، حيث يعرض الآراء الفقهية ومقارنتها ويستنبط الحكم الفقهي في مسائل الحج بناء على ضوابط وشروط فقه الأولويات.
واختتم الدكتور الحجار تصريحه متفائلا بأن يخرج الباحثون برؤى تخدم منظومة الحج والعمرة وتطور العمل بما يحقق تطلعات الحكومة الرشيدة ويسهم في صناعة الحج كما ينبغي.