-A +A
ماجد الصقيري، سماح ياسين (المدينة المنورة)
يشهد المؤتمر الثاني لمكافحة الإرهاب «حلول فكرية ومراجعات علمية»، في ختام أعماله اليوم، جلسات فكرية لستة ممن تأثروا بالفكر التكفيري والإرهابي ثم عادوا إلى منهج الصواب بجهود المناصحة، حيث يتحدثون عن تجربتهم في نفق الإرهاب المظلم.
وكانت جلسات المؤتمر انطلقت أمس في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، حيث رأس الجلسة الأولى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس، وشارك فيها الدكتور أحمد عبدالكريم الكبيسي (جامعة إب اليمنية)، والدكتور خالد بن مفلح آل حامد (المعهد العالي للقضاء)، والدكتور رفعت محمود بهجت (جامعة جنوب الوادي المصرية)، والدكتور محمد زين العابدين رستم (جامعة السلطان المولى سليمان المغربية)، والدكتور السعيد سليمان عواشرية (جامعة باتنة الجزائرية)، والدكتورة أحلام محمود مطالقة (جامعة اليرموك الأردنية)، الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الهليل (الأمن الفكري بوزارة الداخلية).

وأكد الباحثون نجاح جلسات المناصحة ببيان المنهج الصحيح من خلال الحوار مع المتأثرين بالفكر التكفيري، ودحض الشبهات المتعلقة بذلك، وتفعيل الفتاوى ونصوص العلماء حولها، وتكثيف توعية الطلاب في جميع المراحل الدراسية من خلال تضمين المناهج الدراسية للمنهج الشرعي في علاقة الحاكم بالمحكوم.
وأوضحوا أهم أولويات العمل اللازمة للانتقال بالمنهج الدراسي الجامعي من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق، من خلال تحديد أولويات العمل التي تقع في النظام التربوي (الجامعة)، وتحديد أولويات عمل أخرى تقع خارج النظام التربوي (المجتمع).
وأشاروا إلى دور الدراما في تشكيل الوعي الجمعي في تلقي المعلومات والأفكار لدى الجمهور، وفي إيصال الفكر المعتدل والمنهاج الوسطي إلى شريحة عريضة من المتلقين. وبينوا إلى أن ضعف قدرة الأسرة على التعامل مع الجوانب النفسية والعقلية لأبنائها، والاكتفاء بإشباع الحاجات الجسدية ظنا منها أن إشباعها كفيل بإيجاد شخصية متكاملة، ما شكل شخصيات غير متوازنة سهلة الانقياد لأفكار متطرفة، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في تأهيل الأسرة لتطوير قدرتها للتعامل مع هذه الجوانب.
أما الجلسة الثانية، فرأسها مستشار وزير الداخلية الدكتور ساعد العرابي الحارثي، وتحدث فيها الدكتور عبدالله بن محمد زين (المستشار الديني لرئيس وزراء ماليزيا)، والدكتور عبدالمنعم بن سليمان المشوح (مدير حملة السكينة لتعزيز الوسطية)، واللواء الدكتور محمد فتحي عيد (عميد كلية علوم الأدلة الجنائي)، الذي قيم قواعد الاتفاقيات الدولية لمكافحة الإرهاب، والدكتور إبراهيم عبدالفتاح رزق (كلية التربية في حفر الباطن)، والدكتورة رقية سليمان عواشرية (جامعة باتنة الجزائرية)، والباحثة أميرة فوزي، والدكتورة رقية طه العلواني (جامعة البحرين). ودعا المشاركون إلى إنشاء مركز عالمي مختص في مواجهة الإرهاب، وإنشاء مركز عالمي للتدريب على مواجهة الإرهاب، وتشجيع الأبحاث والدراسات المختصة بالإرهاب، وإنشاء وحدات حوار إلكترونية (فكرية) بلغات متعددة لمناقشة المتعاطفين مع الجماعات المتطرفة، وتضمين مشروع اتفاقية الأمم المتحدة الشاملة لمكافحة الإرهاب.
وأكدوا على العمل على اتخاذ ما يلزم نحو تشكيل لجنة تنبثق من الجمعية العامة للأمم المتحدة تسمى لجنة مصالح المجتمع الدولي، تتكون من عشرين دولة عضوا من أعضاء الأمم المتحدة، بينهم الدول الأعضاء الدائمة في مجلس الأمن، وتتولى اللجنة تقويم استخدام حق النقض ومدى تغليبه لمصالح المجتمع الدولي على مصلحة الدولة التي استخدمته أو مصلحة الدولة التي تسير في ركابها.
وفي جلسة الأمس الثالثة التي رأسها مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، تحدث فيها الدكتور يوسف بن أحمد الرميح (أستاذ علم الإجرام)، والدكتور عبدالفتاح محمود إدريس (جامعة الأزهر)، الدكتور عمر بن حسن إبراهيم الراشدي (المعهد العالي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بجامعة أم القرى)، الدكتور محيي شحاته سليمان شحاته (أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية في مصر)، والدكتور خالد بن قاسم الردادي (عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية)، الدكتورة هدى عبدالمؤمن عبدالعال (أستاذ علم الاجتماع الحضري بجامعة عين شمس)، الدكتورة شقراء بنت علي آل بشير (كلية العلوم والآداب بصامطة)، والدكتورة قماشة بنت سهو نزال العتيبي من جامعة الدمام).
وأكد المشاركون في الجلسة، أن لجان المناصحة تحتاج من وقت لآخر للتأكد من صحة مسيرها ومسيرتها وطريقتها ومنهجها الذي تسير عليه، والاهتمام بالجانب العلمي من المناصحة بنشر البحث العلمي خصوصا البحوث الميدانية التحليلية، وإقامة دورات علمية لأعضاء المناصحة خصوصا في مواضيع الأمن الفكري وأصول الحوار، والقيام بحملات للأمن الفكري بين الشباب في أماكن تجمعهم كالمدارس والجامعات والنوادي، وتفنيد كل ما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة من أفكار منحرفة أو مغلوطة، وتشكيل هيئة علمية من أهل الخبرة والدراية والأسلوب الحواري الجيد للرد على كل ما ينشر في وسائل الإعلام أو وسائل الاتصال الحديثة من شبه فكرية وعقدية وضالة، وتأسيس مركز علمي تتوفر فيه الخبرات الشرعية والأمنية والاجتماعية والنفسية والفكرية ليقوم بجهود تقويم الأمن الفكري وبرامجه وتطوير ما يحتاج منها للتطوير والتنبه لكل ما يستجد من أمور تحتاج للمعالجة العاجلة والتدخل السريع خاصة مع تسارع الأحداث.
وطالبوا بتكاتف جهود العلماء والمصلحين والمفكرين وأصحاب الأقلام النيرة في محاصرة ومحاربة الفكر المنحرف وبيان فساده وهدم أصوله، والتصدي للشبهات التي يثيرها دعاة الفكر التكفيري المنحرف أولاً بأول، ومناقشتها بين أهل العلم؛ لإزالة الالتباس الحاصل بين بعض أفراد المجتمع.