أشعر أحيانا بأني رادار متحرك، لا ينفك يلتقط انفعالات البشر وسلوكياتهم وقصصهم من حوله دون توقف. لم أتعمد يوما أن أفعل ذلك، فالأمر يحدث بشكل عفوي جدا، بلا جهد أو تكلف، ودون أن يزعجني أو يزعج أحدا من حولي. بل أجده ممتعا إلى حد كبير! وتكمن المتعة في لذة الاستكشاف الإنساني وسلسلة السيناريوهات التي تلمع في ذهني فجأة مع تفاصيل كثيرة ترافقها، قد تصيب وقد تخيب.
قد يبدو الأمر غريبا بالنسبة إليك حين تقرأه الآن، لكنك حين تتأمل نفسك وغيرك ستلاحظ أننا جميعا نقوم به بنسب متفاوتة، تحددها عوامل كثيرة تتعلق بملامح الشخصية وما تتمتع به من قدرات تختلف من شخص لآخر، ودرجة الأهمية التي يمثلها الأمر بالنسبة إليها. لكن ألا تتفق معي أن العلاقات الإنسانية تأتي غالبا على رأس قائمة اهتماماتنا وتؤثر بشكل مباشر على قراراتنا؟، إن لم تتفق معي في هذه النقطة سأتركك مع سعود وقصته!..
سعود هو شاب تخرج من الجامعة بعد أن أنهى تخصص الإدارة المالية. لم تكن الأرقام ترعبه كما كانت تفعل مع زملائه، بل كانت نتائجه الدراسية تبشر بمستقبل مبهـر في عالم المال والأعمال، إلا أنه اختار العمل في مجال البنوك والمصارف كوالده الذي تدرج في العمل المصرفي، حتى أصبح مديرا إقليميا لأحد البنوك الوطنية. حين التحق سعود بالعمل بعد عام من التدريب المكثف، ظل مستقرا وسعيدا لثلاثة أعوام كون خلالها علاقات صداقة وزمالة ثمينة، إلا أن مديره المباشر الجديد حال دون استمرار ذلك. فمنذ الأشهـر الأولى ظل يكلفه بأعمال إضافية ليست من تخصصه ويزعجه بشكل متعمد لم يفهم له سببا ودونا عن غيره!، حتى وصل الأمر إلى الانتقاص بقصد الإيذاء اللفظي!، في المقابل كان سعود يتحمل ما يبدر منه بهدف بناء علاقة جيدة مع ذلك الرجل الذي يتمتع بمركز علمي ومادي وخبرة كبيرة كانت خلف التوصيات التي نقلته لإدارة هذا البنك!، إلا أن محاولات سعود باءت بالفشل!، حينها لم يجد بدا، من مواجهته التي تهـرب منها مرارا خوفا من إثارة مشكلة تتسبب في نقله أو إيقافه عن العمل!، لكنه حين فعل لم يكتشف سببا أو مبررا لكل ما يقوم به ذلك الرجل سوى أنه شخصية تستمتع بقمع موظفيها لإشباع نقص يختبىء في ثناياها. فلم يجد بدا من ترك عمله الذي وجد نفسه فيه حتى لا يكون طرفا في علاقة أبى صاحبها إلا أن تكون مشوهة!.
قد يبدو الأمر غريبا بالنسبة إليك حين تقرأه الآن، لكنك حين تتأمل نفسك وغيرك ستلاحظ أننا جميعا نقوم به بنسب متفاوتة، تحددها عوامل كثيرة تتعلق بملامح الشخصية وما تتمتع به من قدرات تختلف من شخص لآخر، ودرجة الأهمية التي يمثلها الأمر بالنسبة إليها. لكن ألا تتفق معي أن العلاقات الإنسانية تأتي غالبا على رأس قائمة اهتماماتنا وتؤثر بشكل مباشر على قراراتنا؟، إن لم تتفق معي في هذه النقطة سأتركك مع سعود وقصته!..
سعود هو شاب تخرج من الجامعة بعد أن أنهى تخصص الإدارة المالية. لم تكن الأرقام ترعبه كما كانت تفعل مع زملائه، بل كانت نتائجه الدراسية تبشر بمستقبل مبهـر في عالم المال والأعمال، إلا أنه اختار العمل في مجال البنوك والمصارف كوالده الذي تدرج في العمل المصرفي، حتى أصبح مديرا إقليميا لأحد البنوك الوطنية. حين التحق سعود بالعمل بعد عام من التدريب المكثف، ظل مستقرا وسعيدا لثلاثة أعوام كون خلالها علاقات صداقة وزمالة ثمينة، إلا أن مديره المباشر الجديد حال دون استمرار ذلك. فمنذ الأشهـر الأولى ظل يكلفه بأعمال إضافية ليست من تخصصه ويزعجه بشكل متعمد لم يفهم له سببا ودونا عن غيره!، حتى وصل الأمر إلى الانتقاص بقصد الإيذاء اللفظي!، في المقابل كان سعود يتحمل ما يبدر منه بهدف بناء علاقة جيدة مع ذلك الرجل الذي يتمتع بمركز علمي ومادي وخبرة كبيرة كانت خلف التوصيات التي نقلته لإدارة هذا البنك!، إلا أن محاولات سعود باءت بالفشل!، حينها لم يجد بدا، من مواجهته التي تهـرب منها مرارا خوفا من إثارة مشكلة تتسبب في نقله أو إيقافه عن العمل!، لكنه حين فعل لم يكتشف سببا أو مبررا لكل ما يقوم به ذلك الرجل سوى أنه شخصية تستمتع بقمع موظفيها لإشباع نقص يختبىء في ثناياها. فلم يجد بدا من ترك عمله الذي وجد نفسه فيه حتى لا يكون طرفا في علاقة أبى صاحبها إلا أن تكون مشوهة!.