لن يعود هذا السؤال يشغل بال الكثيرين من الآباء في القريب العاجل.. فتقنية تحديد المواقع العالمي (G P S) المزود حاليا في معظم أجهزة الجيل الجديد من الهواتف النقالة.. ستقوم بالإجابة على هذا التساؤل قبل أن تطرحه على نفسك، لاسيما أن استخدام الهاتف الجوال أصبح سهلا وشائعا بين الأطفال والمراهقين. فمن خلال الاشتراك بمزودي تلك الخدمة على الانترنت.. يمكن للآباء تحديد وجود أبنائهم في أي مكان من العالم وفي أي وقت.. بل يمكنهم متابعة تحركاتهم واتجاه تنقلهم أولا بأول والسرعة التي يسيرون بها إن كانوا يقودون المركبات.. كما يمكن للآباء أيضاً تأمين جهاز يعطي إنذارا في حالة سير ابنه المراهق بسرعة تزيد على السرعة المسموح بها، مما يعني مزيدا من المتابعة ومزيدا من الحماية لهم. توجد الآن شركات عديدة تقوم بتقديم خدمات لجميع افراد العائلة.. بإمكانهم تحديد أماكن وجود بعضهم البعض من خلال الهواتف النقالة.. لكن الاهتمام حاليا منصب على أن جميع الآباء يريدون أن يعرفوا أماكن تواجد أبنائهم بالدرجة الأولى.. ويطمئنوا على سلامتهم، مما حدا بتلك الشركات على إنتاج جهاز يعمل بنظام تحديد المواقع العالمي شبيه بساعة اليد يرتديها الأطفال أو هواتف سهلة الاستخدام خاصة بهم. إن تقنية تحديد المواقع العالمي للاستخدام السلمي متوافرة منذ فترة ليست ببعيدة وزاد الإقبال عليها على النطاق التجاري، لمتابعة حركة الناقلات والسيارات الفارهة، واتت بنتائج عالية يأملها الملاك وأصحاب الأعمال في السيطرة وضبط التنقلات.. لكن على مستوى أفراد العائلة فمن المؤكد أنها سلاح ذو حدين.. يفصلهما الثقة.. فبمجرد معرفة الأبناء أنهم مراقبون من قبل آبائهم ستكون النتائج عكس مايأمله الوالدان.. ظنا من الابن أن ما يقوم به والده تطفل عليه وعدم ثقة به. هذه التقنية قادمة إلينا لا محالة وبقوة كأي تقنية حديثة نتعاطاها.. وسنستفيد منها بشكل كبير... ولكن على الآباء وأولياء الأمور أن يوضحوا لأبنائهم ومن هم في شاكلتهم أن لهم الحق في متابعتهم ومراقبتهم.. فهذا واجبهم كآباء لحمايتهم ونجدتهم في حالة طلب المساعدة.. وليس الهدف من المراقبة لذات المراقبة.. مما يُعزز من ثقة الطفل بوالديه.. وأي إساءة لاستخدام هذه التقنية قد تؤدي إلى انهيار ثقة الأبناء بآبائهم وبالتالي مزيد من التمرد.. وأشياء أخرى!!