-A +A
منصور الطبيقي
كنت أتمنى لو أن أي مسؤول تنفيذي حالي أو سابق في وزارة الصحة يخرج علينا علانية ويقول أنا أخطأت في التعامل مع أزمة إنفلونزا كورونا منذ بدايتها في الأمور كذا وكذا، بدلا من النأي بالنفس عن الأخطاء ومحاولة تبرير الفشل بروايات واهية، فالاعتراف بالخطأ هو فضيلة لا يقدر عليها إلا الحكماء والنبلاء ومن يغلبون مصلحة الوطن، وتختصر وقتا وجهدا لعمل إستراتيجية واضحة للتعامل مع مكامن الخلل بسرعة وحرفية، ثم إن هذا الاعتراف والاعتذار ــ إن حصل ــ يجعل الجانب المتضرر أكثر هدوءا وتسامحا في ما أصابه. لقد فقدنا بسبب أزمة كورونا مجموعة من المواطنين والمقيمين ومن الإخوة الزملاء الأفاضل في القطاع الصحي الذين كانوا يؤدون واجبهم الوظيفي والوطني بكل اقتدار وتفان وشجاعة، وأذكر منهم على سبيل المثال الممرض بندر الكثيري وأخصائي المختبر أيمن حمدان ومن الإعلاميين الصحفي القدير خالد ممدوح، أسال الله لهم جميعا المغفرة والرحمة ولأهلهم الصبر والسلوان.
ودعونا لا نجلد الذات كثيرا فعدم الاعتراف بالخطأ هي ثقافة خاطئة تربى غالبيتنا عليها فصارت من بين المسلمات، وهي عند الكثيرين مرادف للفشل والضعف والإنكسار والتخبط. وفي الواقع كتبت وكتب غيري كثيرا عن الأخطاء التي أدت إلى هذه الأزمة ومنها:

ــ عدم رفع درجة التيقظ والوعي بين الكوادر الصحية في المملكة عن إجراءات الوقاية والاحتياط من عدوى المرض، مع معرفة الوزارة المسبقة بخطورة المرض وانتشاره بين البشر.
ــ عدم وضع بروتوكولات محددة وواضحة للتعامل مع حالات كورونا (منذ عامين) وتعميمها لجميع المستشفيات والمراكز الصحية للتعامل معها من جهة الاستقبال والفرز والتحويل والنقل والعزل والكشف والعلاج..
ــ عدم تهيئة البنية التحتية والإنشائية اللازمة للتعامل مع الحالات الوبائية والمرضية بصفة عامة