الوضع المروري في أي مجتمع مؤشر في العموم إلى تحضره من عدمه، كما هو مقياس لمدى قيمة الإنسان فيه، وبقدر ما تكون أنظمة المرور شاملة وكاملة وتحاكي كرامة واحترام الإنسان بقدر ما يتعزز الوضع المروري. وتمسك الناس في سيرهم بأنظمة المرور المتطورة يعلي قيمة الإنسان، وهذا من حسن الخلق ومن مكارم الأخلاق التي أكدتها أحاديث كثيرة. ومثلما أن المطار يعتبر واجهة حضارية لأية دولة، فإن السلوكيات المرورية في الداخل هي بداية أو واجهة أخرى لمعرفة مدى التحضر ومدى تقدير قيمة الإنسان فيها.
وقد جاء الاهتمام بالطريق، الذي هو اليوم ممر للمشاة والسيارات والآليات..، في بعض الأحاديث التي منها ما رواه أبو سعيد الخدري عن الرسول، عليه الصلاة والسلام، حيث قال: «إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: فأما إذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (رواه البخاري ومسلم)، وفي رواية لأبي هريرة (وإرشاد الطريق). وقال: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة» (رواه مسلم وأبو داود)، كما قال عليه الصلاة والسلام: «الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» (البخاري ومسلم). كما ورد في القرآن ما يدل على أدب السير في الطريق (سواء في زماننا هذا للمشاة أو للسيارات وعدم السرعة والتهور في قيادة السيارة) فقد قال الله تعالى: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» (الفرقان 63).
ولأن إعطاء حق الطريق سلوك حضاري فمن باب أولى أن يعطي سائق السيارة حق المرور للمشاة لا أن يصادر حقهم ويعرض أمنهم وسلامتهم للخطر، فبعض سائقي السيارات يضعون أنفسهم في سباق مع المشاة، وكأن الطرفين في حرب دائمة من نتائجها أن يقف المشاة احتراما للسيارة التي تمر لا العكس. أصبح احترام السيارة هو الحضاري بعد أن فرض على المشاة مراعاة سير السيارة على حساب حقهم بوقوفها ليكملوا سيرهم لقطع الشارع. أهم مشكلات المرور هي الممارسات السلوكية، خاصة عندما يجحف بعض سائقي السيارات بحقوق المشاة فتتقدم السيارات عليهم رغم وجود مسارات خاصة بهم، لكنها لا تحترم في غالب الأحيان. وعدم الاهتمام بحقوق المشاة هو سلب لها وسلوك غير حضاري، ومشكلة أحقية أولوية المرور للسيارة أو للمشاة تحتاج توعية مكثفة مقترنة بعقوبة نافذة.
ولأن مشكلات المرور كثيرة، وفي أعلى هرمها السرعة والتهور في قيادة السيارة حيث ينتج عن ذلك حوادث بفعل بعض الشباب، والعمالة الجاهلة، وبعض السائقين الذين يجهلون أنظمة المرور، أو لا يحترمونها، فإن في ذلك نزيفا ماديا وبشريا لا لزوم له. وحوادث السرعة تلقي بضررها على السائق والماشي... ومما يسبب الحوادث أيضا انحراف السيارة خلال سيرها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، خاصة عند الإشارات، وكذلك قطع الإشارات. هذا إضافة إلى بعض المشكلات التي تقع ضمن السلوك غير الحضاري، مثل التعدي على مواقف المعاقين، والوقوف خطأ، وإطلاق بوق السيارة بشكل مزعج وتكبيس الأضواء على الآخرين في حالة السير، ورمي النفايات من السيارة خلال سيرها .. إلخ. والله أعلم.
وقد جاء الاهتمام بالطريق، الذي هو اليوم ممر للمشاة والسيارات والآليات..، في بعض الأحاديث التي منها ما رواه أبو سعيد الخدري عن الرسول، عليه الصلاة والسلام، حيث قال: «إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: فأما إذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» (رواه البخاري ومسلم)، وفي رواية لأبي هريرة (وإرشاد الطريق). وقال: «إماطة الأذى عن الطريق صدقة» (رواه مسلم وأبو داود)، كما قال عليه الصلاة والسلام: «الإيمان بضع وستون شعبة، أعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق» (البخاري ومسلم). كما ورد في القرآن ما يدل على أدب السير في الطريق (سواء في زماننا هذا للمشاة أو للسيارات وعدم السرعة والتهور في قيادة السيارة) فقد قال الله تعالى: «وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» (الفرقان 63).
ولأن إعطاء حق الطريق سلوك حضاري فمن باب أولى أن يعطي سائق السيارة حق المرور للمشاة لا أن يصادر حقهم ويعرض أمنهم وسلامتهم للخطر، فبعض سائقي السيارات يضعون أنفسهم في سباق مع المشاة، وكأن الطرفين في حرب دائمة من نتائجها أن يقف المشاة احتراما للسيارة التي تمر لا العكس. أصبح احترام السيارة هو الحضاري بعد أن فرض على المشاة مراعاة سير السيارة على حساب حقهم بوقوفها ليكملوا سيرهم لقطع الشارع. أهم مشكلات المرور هي الممارسات السلوكية، خاصة عندما يجحف بعض سائقي السيارات بحقوق المشاة فتتقدم السيارات عليهم رغم وجود مسارات خاصة بهم، لكنها لا تحترم في غالب الأحيان. وعدم الاهتمام بحقوق المشاة هو سلب لها وسلوك غير حضاري، ومشكلة أحقية أولوية المرور للسيارة أو للمشاة تحتاج توعية مكثفة مقترنة بعقوبة نافذة.
ولأن مشكلات المرور كثيرة، وفي أعلى هرمها السرعة والتهور في قيادة السيارة حيث ينتج عن ذلك حوادث بفعل بعض الشباب، والعمالة الجاهلة، وبعض السائقين الذين يجهلون أنظمة المرور، أو لا يحترمونها، فإن في ذلك نزيفا ماديا وبشريا لا لزوم له. وحوادث السرعة تلقي بضررها على السائق والماشي... ومما يسبب الحوادث أيضا انحراف السيارة خلال سيرها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، خاصة عند الإشارات، وكذلك قطع الإشارات. هذا إضافة إلى بعض المشكلات التي تقع ضمن السلوك غير الحضاري، مثل التعدي على مواقف المعاقين، والوقوف خطأ، وإطلاق بوق السيارة بشكل مزعج وتكبيس الأضواء على الآخرين في حالة السير، ورمي النفايات من السيارة خلال سيرها .. إلخ. والله أعلم.