يعد الابتعاث إحدى الوسائل المهمة لتطوير التعليم والرقي به في معظم بلاد العالم؛ لما يضيفه من فوائد للطلاب المبتعثين عبر إلحاقهم بالجامعات العالمية التي تمتلك الخبرة والجودة في التعليم العالي، ولما فيه من نقل الخبرات والمعارف والتقنيات من الدول المتقدمة علميا وصناعيا إلى الدول المحتاجة لذلك.
وقد سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله - إلى دعم الابتعاث الخارجي؛ للإفادة من مخرجاته في التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، عن طريق تأهيل شباب الوطن، وأعمدة حضارته في أفضل الجامعات العالمية وأكثرها خبرة، في جميع التخصصات التي تحتاجها التنمية الآنية والمستقبلية.
وقد شهد الابتعاث نقلة كمية ونوعية مهمة تمثلت في إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، تجسدت من خلاله تطلعات قائد مسيرة هذه البلاد ــ حفظه الله ــ لتحقيق التقدم والازدهار لأبناء هذا الوطن، وتصاعد مسيرته الحضارية للوصول إلى المكانة المرموقة التي تليق به. تاريخ الابتعاث في المملكة العربية السعودية:
بدأ الابتعاث في المملكة العربية السعودية عام 1346هـ عندما أمر الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ بإرسال الطلبة؛ للدراسة في الخارج على حساب الدولة. وهذا يعني أن الابتعاث قد بدأ في وقت مبكر، مما يدل على مقدار عنايته واهتمامه ــ رحمه الله ــ بالتعليم، واقتناعه التام بأهمية الابتعاث في بناء جيل سعودي يحمل سلاح العلم من أحدث الجامعات العالمية.
وكانت بداية ابتعاث الطلبة السعوديين حين صدر قرار مجلس الشورى بناء على توجيه ملكي كريم بإرسال أربعة عشر طالبا إلى مصر؛ لإتمام دراستهم الجامعية في مجال القضاء الشرعي، والتعليم الفني، والزراعة والطب والتدريس. وفي 12/7/1355هـ أصدر الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ أمره بتأسيس مدرسة تحضير البعثات، وحملت هذا الاسم للدلالة على الغاية من إنشائها. وهي أول مدرسة ثانوية أسست على النظام العصري الحديث الذي يمهد لطلابها الالتحاق في الكليات الجامعية في مجالات الهندسة، أو الطب، أو الآداب، أو التربية. وفي هذه السنة أرسلت الدفعة الثانية من الطلاب السعوديين وعددهم 10طلاب لدراسة العلوم الشرعية، والعربية، وأصول التربية والتعليم في مصر. وفي عام 1361هـ أرسلت الدفعة الثالثة، ثم المجموعة الرابعة في 1363هـ، ثم توالت البعثات بعد زيادة موارد الدولة. وشهدت تنوعا في الدول المبتعث إليها، حيث أرسل بعض الطلاب إلى أوروبا وأمريكا إلى جانب عدد من الدول العربية.
وعندما بدأ الابتعاث إلى مصر أنشأت حكومة المملكة في كل من القاهرة والإسكندرية دارا للبعثات السعودية، وكانت أول دار سعودية تقام في الخارج لرعاية شؤون الطلاب المبتعثين، حيث كان الطالب يقيم فيها، ويقدم له فيها المأكل، والمشرب، والملبس، والعلاج، والمصروفات الشخصية والدراسية دون تكليفه بأي عمل سوى الانصراف إلى دراسته، ولعلها بذلك تعد أول ملحقية ثقافية سعودية تنشأ خارج المملكة.
بعد إنشاء وزارة التعليم العالي 1395هـ انتقلت إليها مهمة الإشراف على المبتعثين، وأسند إليها مهمة تنفيذ سياسة المملكة في الابتعاث الخارجي. وقد أنشأت الوزارة وكالة خاصة بشؤون البعثات إيمانا منها بأهمية العناية به، وتوجيه الاهتمام نحوه لتحقيق الأهداف المرجوة من ورائه.
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي:
لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهمية الابتعاث في تدريب أبناء هذا الوطن عبر إلحاقهم بأفضل الجامعات العالمية العريقة للحصول على الخبرات المتعددة، والعودة إلى استكمال بناء الوطن، بما أفادوه من معلومات تطبيقية تسهم بشكل واضح في دعم نهضته، ولما له من أهمية في التنمية المستدامة للموارد البشرية في المملكة، ولذلك أمر بالتوسع في الابتعاث الخارجي ليكون رافدا مهما لدعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي، وصدر أمره الكريم رقم 5387/م ب، في 17/4/1426هـ بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات.
وبعد أن انتهت السنوات الخمس جاءت موافقته حفظه الله على التمديد الثاني لخمس سنوات أخرى؛ وذلك في البرقية ذات الرقم 1032/م ب المؤرخة في 4/3/1431هـ، وفي 28/3/1434هـ صدر الأمر الملكي ذو الرقم 11833 بتمديد البرنامج خمس سنوات أخرى تبدأ من العام المالي 1436/1437هـ
رؤية البرنامج:
إعداد أجيال متميزة لمجتمع معرفي مبني على اقتصاد المعرفة.
رسالة البرنامج:
إعداد الموارد البشرية السعودية، وتأهيلها بشكل فاعل؛ لتصبح منافسا عالميا في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافدا مهما في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة.
أهداف البرنامج:
1ــ ابتعاث الكفاءات السعودية المؤهلة للدراسة في أفضل الجامعات في العالم.
2 ــ تأسيس مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية.
3 ــ تبادل الخبرات العلمية والتربوية والثقافية مع مختلف دول العالم.
4 ــ بناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل.
5 ــ رفع مستوى الاحترافية المهنية وتطويرها لدى الكوادر السعودية .
المراحل الدراسية التي يشملها البرنامج:
تخصصات الابتعاث في البرنامج:
يوفر برنامج خادم الحرمين الشريفين لأبناء المملكة فرصة الابتعاث للتعليم الجامعي، والعالي في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في القطاع الحكومي والأهلي وهي:
• الطب والعلوم الطبية، وتشمل: الطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة، والتمريض، والأشعة، والمختبرات الطبية، والتقنية الطبية، والعلاج الطبيعي، والعلوم الصحية.
• الهندسة وتشمل: الهندسة المدنية، والمعمارية، والكهربائية، والنووية، والميكانيكية، والصناعية، والكيميائية، والبيئية، والاتصالات، والآلات والمعدات الثقيلة.
• النقل البحري ويشمل المساحة البحرية، والملاحة البحرية، والموانئ والنقل البحري، والهندسة البحرية.
• الحاسب الآلي ويشمل: هندسة الحاسب، وعلوم الحاسب، والشبكات.
• تقنية النانو.
• العلوم الأساسية وتشمل: الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء.
• العلوم الإدارية وتشمل: القانون، والمحاسبة، والمالية، والتأمين، والتسويق.
علوم أخرى وتشمل جيولوجيا التعدين والإعلام الرقمي.
الدول التي يبتعث إليها في البرنامج:
بدأ البرنامج بالابتعاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم توسعت قاعدة الابتعاث لتشمل جميع الدول المتقدمة بما فيها اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، ودول أوروبا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا وغيرها.
عدد الطلاب المبتعثين ضمن البرنامج:
بلغ عدد الطلاب والطالبات المبتعثين إلى مختلف دول العالم أكثر من 148911 مبتعثا ومبتعثة حسب إحصائية ربيع الآخر لعام 1435هـ
أعداد الدارسين في الخارج حسب المرحلة الدراسية للأعوام من 1425هـ حتى1433هـ
رسم بياني للمبتعثين في جميع المراحل
الميزات التي يتمتع بها المبتعث ومرافقوه :
المكافأة الشهرية: يحصل الطالب المبتعث ومرافقوه على مكافأة شهرية تضمن له التفرغ العلمي لدراسته، والحياة الكريمة في البلد المبتعث إليها. وقد روعي في ذلك عدد المرافقين، وطبيعة الحياة المعيشية في بلد الابتعاث.
العلاج: يحصل الطالب المبتعث ومرافقوه على تأمين طبي كامل يدفع لشركات التأمين عن طريق الملحقية الثقافية السعودية في بلد الابتعاث.
تذاكر السفر: يحصل الطالب المبتعث ومرافقوه على تذاكر سفر كل سنة دراسية، وتصرف له تذاكر سفر في الحالات الطارئة التي تجبر الطالب على العودة إلى المملكة.
علاقة المبتعث بالملحقية الثقافية
تؤدي الملحقيات الثقافية السعودية المنتشرة في معظم أنحاء العالم دورا مهما في متابعة المبتعثين والإشراف عليهم، ومن ذلك:
1ــ الإشراف الأكاديمي على المبتعثين ومتابعة التقارير الدراسية التي تصدرها المؤسسات التعليمية عن الأداء الأكاديمي لكل مبتعث، والتنسيق مع الوزارة في علاج أي مشكلات تعترض طريقه.
2 ــ صرف المستحقات المالية المخصصة للطلاب المبتعثين، وتعويضهم عن الرسوم المدفوعة على حسابهم الخاص بصورة طارئة مثل: العلاج الطبي الطارئ وغيرها.
3ــ تنظيم لقاءات المبتعثين لتقوية الروابط الاجتماعية والثقافية فيما بينهم، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم.
4 ــ الحصول على قبول الطلاب، وتسهيل إجراءاتهم.
التواصل مع المبتعثين :
يشكل الاطمئنان على أبناء الوطن وبناته الدارسين في الخارج هاجسا رئيسا لقيادة الوطن وسفرائه ومسؤولي الوزارة والدولة بشكل عام؛ فعلى مستوى القيادة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله على الالتقاء بالمبتعثين والاستماع إليهم والتعرف على آمالهم وطموحاتهم في الدول التي قاموا بزيارتها.
وعلى مستوى السفراء يقف سفراء خادم الحرمين الشريفين مباشرة على أوضاع المبتعثين وتتبع أحوالهم، وكذلك الحال بالنسبة لكبار موظفي الدولة مثل: رئيس مجلس الشورى وغيره من المسؤولين.
وتبوأ المبتعثون أولوية متقدمة في اهتمامات معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، حيث يحرص على مقابلة الطلاب المبتعثين والتقائهم في كل زياراته الخارجية، وكذلك الحال بالنسبة لوكلاء الوزارة. وأرسل معالي الوزير وفودا رسمية لتلمس احتياجات المبتعثين، والتعرف على مشكلاتهم، وتقويم المستوى الأكاديمي للجامعات التي يدرسون بها لضمان درجة عالية من الجودة.
وفي جانب آخر تؤمن الوزارة بأهمية التواصل مع المبتعثين من خلال وسائل الاتصال الحديثة مثل: البريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي والرسائل البريدية، ولذلك خصصت بريدا إلكترونيا يستطيع المبتعثون التواصل من خلاله مع وكالة الوزارة للبعثات، وكلفت فريقا من العاملين للرد الهاتفي.
لا شك بأن هناك إيجابيات وسلبيات للابتعاث ولكن من طبيعة البشر التركيز على السلبيات وإبرازها، وتجاهل الإيجابيات، ونقل الأخبار السيئة فقط مثل: الإنحراف ، الفساد وغيرها وعدم التطرق للإنجازات العظيمة التي قام بها المبتعثون، رغم أن الغالبية العظمى من المبتعثين معتدلون ومتميزون في دراستهم.
إيجابيات الابتعاث:
ــ المساهمة في تطوير وبناء رفعة الوطن.
ــ إعداد كوادر من الأساتذة المؤهلين لقيادة التعليم العالي في المملكة.
ــ نقل الأنظمة والتجارب الناجحة في مجال التعليم وتطبيقها على الجامعات السعودية.
ــ توسيع المدارك العلمية للطلاب .
ــ إتاحة الفرصة لدراسة التخصصات الطبية النادرة.
ــ الحوار بطريقة علمية وقبول رأي الطرف الآخر.
ــ تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.
ــ التعرف على عادات وتقاليد الشعوب وتطبيقها على الواقع.
ــ الاستفادة من العادات والتقاليد الإيجابية للشعوب وتطبيقها .
ــ التعود على الاقتصاد في الشراء والأكل والشرب والملابس وغيرها.
ــ التعود على الاقتصاد في ميزانية الفرد و العائلة.
ــ التعود على الابتسامة.
ــ تفوق دراسي على مستوى العالم.
ــ تفوق بالاختراع و الإبداع.
ــ التعود على الجدية واحترام الأنظمة وحب العمل واحترام الآخرين.
سلبيات الإبتعاث:
حينما نسمع بعض الأصوات المعترضة على الابتعاث نتذكر أول ما بدأ التعليم العام للبنات والطبيبات والممرضات والمدرسات وما واجهن من اعتراض وتحد، والآن أصبح الجميع يتسابق ويتنافس في هذه المجالات وقد أكرمنا ربنا بعدم الانصياع وراء المعترضين وإلا كان وضعنا التخلف والفقر.
الأطباء البارعون والمهندسون والإداريون المبدعون وغيرهم من المتميزين الذين وضعوا بصمة بهذا الوطن أغلبهم من المبتعثين.
ولكن لا ننكر أن هناك بعض السلبيات للابتعاث وهذا طبيعي ومنها:-
ــ الاندفاع للتعرف على المجهول و ارتياد البارات والمراقص.
ـ التأثر بعادات الشعوب ومحاولة تقليدها.
ــ عدم الحصو ل على وظائف لبعض التخصصات بعد العودة من البعثة.
ــ الانحراف الأخلاقي.
ــ التفكك الأسري.
ــ الصدمة الحضارية.
ــ نسبة الفاقد متفاوتة:
ــ هناك نسب متفاوتة للفاقد في كل عمل ناجح مثل: البنوك و الفنادق و المصانع والمشاريع وغيرها ويعتبر نسبة الفاقد في الابتعاث ضيئل جدا إذ لا يتجاوز 2% من عدد المبتعثين. .
تقلص فارق الحضاره بيننا وبين الآخرين:
بعد ثورة المعلومات وبعد أن أصبح العالم شبه قرية صغيرة يعيش فيها الجميع وبعد التطور الذي شهدته مملكتنا فقد تقلص الفارق بيننا وبين الدول الأخرى بدرجة كبيرة جدا. فالقنوات الفضائية التي أصبحت جزءا من حياتنا والإنترنت والجوالات والسفر إلى الدول الأخرى، و انتشار وسائل الإعلام الجديد فيس بوك وتويتر ويوتيوب وكيك وكيك والانستقرام وانتشار فروع المطاعم العالمية مثل ماكدونالدز ، بتزاهت وغيرها من المطاعم إضافة إلى انتشار السوبرماركت، والهايبر ماركت والماركات بأنواعها وغيرها مما أصبحت الفوارق بين الدول محدودة جدا .
الاستثمار في العقول:-
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين عدة مرات بأن الإنسان السعودي هو الثروة التي يجب الاستثمار فيها، لذا فإن بناء ورقي وتقدم المجتمع يعتمد على ما توليه الدولة من استثمار في العنصر البشري باعتباره اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، لذا فبرامج الابتعاث تعتبر أكبر وأفضل و أعظم استثمار لهذا الوطن و أكبر مثال على ذلك غالبية القيادات التي تقود الدولة حاليا، وكذلك الأطباء وأساتذة الجامعات ومديري الشركات العملاقة مثل: سابك،أرامكو السعودية التي أصبحت تنافس عالميا حتى أصبحت لا تغيب عن مكاتبها الشمس هي واحدة من ثمار الابتعاث، لذلك عندما نرى أونسمع نقدا لبرامج الابتعاث نشعر بالأسف لقرار متعجل تشوبه «الفوضى» في الحكم على أبنائنا ..
التجارب خير برهان :
لقد سنحت لي الفرصة للالتقاء بعدد من القائمين على الملاحق الثقافيه وعلى رأسهم الدكتور: محمد العيسى الملحق الثقافي في أمريكا والذي يعتبر عميد الملاحقية الثقافية لخبرته وعدد طلابه الذي تجاوز 100.00 ألف طالب وطالبة مع المرافقين إضافة إلى لقاء الدكتور: فيصل أبا الخيل الملحق الثقافي في بريطانيا و الدكتور: علي البشري الملحق الثقافي في كندا و الدكتور: عصام بخاري الملحق الثقافي في اليابان والدكتور: عبدالعزيز بن طالب الملحق الثقافي في استراليا .
لقد سمعت منهم ما يثلج الصدر وينشر الأمل لبناء أمة حضارية راقية في جميع التخصصات الطب والهندسة و العلوم و الإدارة والمالية والاقتصادية وجميع التخصصات الأخرى .
ولقد شاهدة وسمعت منهم شخصيا الحرص والحماس الشديد والفخر والاعتزاز كثيرا بأبناء وبنات هذا الوطن.
أتمنى من الجميع رصد هذه التجارب والدروس في كتب للاستفادة منها وتطبيقها في الحالات المماثلة.
وقد تبين أن حوالى 5% من القضايا التي تحدث للمبتعثين نتيجة لعدم موافقتها من أنظمة الدوله، أوتجاوز القوانين وحوالى 3% مشاكل عائلية وحوالى 2 % فقط انحراف أخلاقي.
سفراء الوطن:
هناك أهداف أساسية للدولة تركز فيها على وعي وتنمية قدرات المواطنين ذكورا وإناثا لتأهليهم للتنافس عالميا في جميع المجالات، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن لتمثيل الوطن في الخارج. وقد ركز الابتعاث على التحصيل الأكاديمي والمعرفي والفكري ليساهموا في دفع عجلة تنمية واقتصاد المملكة، والتواكب مع التحولات العالمية والتي لا يمكن أن نكون في غنى عنها. الغالبية العظمى من المبتعثين يحبون الوطن في الخارج أكثر من حبهم له بالداخل، ويشاركون بالعديد من المناسبات والأعياد حتى وضعوا بصمة واضحة في كل دولة ومدينة عاشوا فيها، إضافة إلى ماقاموا به من دعوة للإسلام أوإنشاء مساجد في المدن و الجامعات، لو أنفقت مليارات الريالات للإعلام والدعاية عن المملكة لم تنجح مثل ما نجحت تجربة الابتعاث للتعريف بالمملكة والحياة الاجتماعية ومدى التقدم الذي وصلنا إليه في شتى المجالات.
العودة من الابتعاث:
بعد عودة المبتعثين إلى الوطن ينقسمون إلى عدة أقسام قسم يكون مشتاقا جدا للوطن والأهل ويشق طريقه للنجاح بحماس وهمة وهؤلاء هم الأغلبية و آخرين ينصدمون بواقع لا يتناسب مع أحلامهم، وآخرين يحاولون تغيير ما يمكن تغييره ليتناسب مع طموحاتهم وهكذا حتى بعد فتره تعود الأمور إلى مجاريها ويكون الرضى بالواقع والتعايش معه و التفكير بالبناء والمستقبل.
المرحلة القادمة لبرنامج الابتعاث :
بعد النجاح الباهر لبرنامج الابتعاث والذي بدأ الوطن يجني ثماره والمبتعث نفسه والأهل و الاستفادة من العلوم والتجارب المختلفة في المجالات العلمية والحياتيه لذا لابد من التفكير والتخطيط للمرحلة القادمة وهذا بدأ فعلا في أروقة الوزارة ولكن لابد من التركيز على التخصصات العلمية التي يحتاجها سوق العمل سواء في الجامعات أو القطاع الحكومي أو القطاع الخاص والتركيز أكثر و أكثر على التخصصات الطبية.
حفلات التخرج وأيام المهنة
تعد حفلات التخرج وأيام المهنة التي تنظمها الملحقيات الثقافية في الخارج لخريجي الابتعاث علامة فارقة في تاريخ الابتعاث؛ لأن المبتعث يجد فيها فرصة لتحديد مستقبله الوظيفي بعد عودته.
وفي أيام المهنة تتنافس المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص على استقطاب المميزين من المبتعثين للعمل فيها، وتعرض في تلك الأيام المزايا التي تمنحها كل مؤسسة لمن يقبل العمل فيها. رسم بياني للخريجين خلال تسع سنوات 1425-1434هـ
وقد سعت حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – أيده الله - إلى دعم الابتعاث الخارجي؛ للإفادة من مخرجاته في التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية، عن طريق تأهيل شباب الوطن، وأعمدة حضارته في أفضل الجامعات العالمية وأكثرها خبرة، في جميع التخصصات التي تحتاجها التنمية الآنية والمستقبلية.
وقد شهد الابتعاث نقلة كمية ونوعية مهمة تمثلت في إطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي، تجسدت من خلاله تطلعات قائد مسيرة هذه البلاد ــ حفظه الله ــ لتحقيق التقدم والازدهار لأبناء هذا الوطن، وتصاعد مسيرته الحضارية للوصول إلى المكانة المرموقة التي تليق به. تاريخ الابتعاث في المملكة العربية السعودية:
بدأ الابتعاث في المملكة العربية السعودية عام 1346هـ عندما أمر الملك عبدالعزيز ــ طيب الله ثراه ــ بإرسال الطلبة؛ للدراسة في الخارج على حساب الدولة. وهذا يعني أن الابتعاث قد بدأ في وقت مبكر، مما يدل على مقدار عنايته واهتمامه ــ رحمه الله ــ بالتعليم، واقتناعه التام بأهمية الابتعاث في بناء جيل سعودي يحمل سلاح العلم من أحدث الجامعات العالمية.
وكانت بداية ابتعاث الطلبة السعوديين حين صدر قرار مجلس الشورى بناء على توجيه ملكي كريم بإرسال أربعة عشر طالبا إلى مصر؛ لإتمام دراستهم الجامعية في مجال القضاء الشرعي، والتعليم الفني، والزراعة والطب والتدريس. وفي 12/7/1355هـ أصدر الملك عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ أمره بتأسيس مدرسة تحضير البعثات، وحملت هذا الاسم للدلالة على الغاية من إنشائها. وهي أول مدرسة ثانوية أسست على النظام العصري الحديث الذي يمهد لطلابها الالتحاق في الكليات الجامعية في مجالات الهندسة، أو الطب، أو الآداب، أو التربية. وفي هذه السنة أرسلت الدفعة الثانية من الطلاب السعوديين وعددهم 10طلاب لدراسة العلوم الشرعية، والعربية، وأصول التربية والتعليم في مصر. وفي عام 1361هـ أرسلت الدفعة الثالثة، ثم المجموعة الرابعة في 1363هـ، ثم توالت البعثات بعد زيادة موارد الدولة. وشهدت تنوعا في الدول المبتعث إليها، حيث أرسل بعض الطلاب إلى أوروبا وأمريكا إلى جانب عدد من الدول العربية.
وعندما بدأ الابتعاث إلى مصر أنشأت حكومة المملكة في كل من القاهرة والإسكندرية دارا للبعثات السعودية، وكانت أول دار سعودية تقام في الخارج لرعاية شؤون الطلاب المبتعثين، حيث كان الطالب يقيم فيها، ويقدم له فيها المأكل، والمشرب، والملبس، والعلاج، والمصروفات الشخصية والدراسية دون تكليفه بأي عمل سوى الانصراف إلى دراسته، ولعلها بذلك تعد أول ملحقية ثقافية سعودية تنشأ خارج المملكة.
بعد إنشاء وزارة التعليم العالي 1395هـ انتقلت إليها مهمة الإشراف على المبتعثين، وأسند إليها مهمة تنفيذ سياسة المملكة في الابتعاث الخارجي. وقد أنشأت الوزارة وكالة خاصة بشؤون البعثات إيمانا منها بأهمية العناية به، وتوجيه الاهتمام نحوه لتحقيق الأهداف المرجوة من ورائه.
برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي:
لقد أدرك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أهمية الابتعاث في تدريب أبناء هذا الوطن عبر إلحاقهم بأفضل الجامعات العالمية العريقة للحصول على الخبرات المتعددة، والعودة إلى استكمال بناء الوطن، بما أفادوه من معلومات تطبيقية تسهم بشكل واضح في دعم نهضته، ولما له من أهمية في التنمية المستدامة للموارد البشرية في المملكة، ولذلك أمر بالتوسع في الابتعاث الخارجي ليكون رافدا مهما لدعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي، وصدر أمره الكريم رقم 5387/م ب، في 17/4/1426هـ بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لمدة خمس سنوات.
وبعد أن انتهت السنوات الخمس جاءت موافقته حفظه الله على التمديد الثاني لخمس سنوات أخرى؛ وذلك في البرقية ذات الرقم 1032/م ب المؤرخة في 4/3/1431هـ، وفي 28/3/1434هـ صدر الأمر الملكي ذو الرقم 11833 بتمديد البرنامج خمس سنوات أخرى تبدأ من العام المالي 1436/1437هـ
رؤية البرنامج:
إعداد أجيال متميزة لمجتمع معرفي مبني على اقتصاد المعرفة.
رسالة البرنامج:
إعداد الموارد البشرية السعودية، وتأهيلها بشكل فاعل؛ لتصبح منافسا عالميا في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافدا مهما في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة.
أهداف البرنامج:
1ــ ابتعاث الكفاءات السعودية المؤهلة للدراسة في أفضل الجامعات في العالم.
2 ــ تأسيس مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية.
3 ــ تبادل الخبرات العلمية والتربوية والثقافية مع مختلف دول العالم.
4 ــ بناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل.
5 ــ رفع مستوى الاحترافية المهنية وتطويرها لدى الكوادر السعودية .
المراحل الدراسية التي يشملها البرنامج:
تخصصات الابتعاث في البرنامج:
يوفر برنامج خادم الحرمين الشريفين لأبناء المملكة فرصة الابتعاث للتعليم الجامعي، والعالي في التخصصات التي يحتاجها سوق العمل في القطاع الحكومي والأهلي وهي:
• الطب والعلوم الطبية، وتشمل: الطب البشري، وطب الأسنان، والصيدلة، والتمريض، والأشعة، والمختبرات الطبية، والتقنية الطبية، والعلاج الطبيعي، والعلوم الصحية.
• الهندسة وتشمل: الهندسة المدنية، والمعمارية، والكهربائية، والنووية، والميكانيكية، والصناعية، والكيميائية، والبيئية، والاتصالات، والآلات والمعدات الثقيلة.
• النقل البحري ويشمل المساحة البحرية، والملاحة البحرية، والموانئ والنقل البحري، والهندسة البحرية.
• الحاسب الآلي ويشمل: هندسة الحاسب، وعلوم الحاسب، والشبكات.
• تقنية النانو.
• العلوم الأساسية وتشمل: الرياضيات، والفيزياء، والكيمياء، والأحياء.
• العلوم الإدارية وتشمل: القانون، والمحاسبة، والمالية، والتأمين، والتسويق.
علوم أخرى وتشمل جيولوجيا التعدين والإعلام الرقمي.
الدول التي يبتعث إليها في البرنامج:
بدأ البرنامج بالابتعاث إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ثم توسعت قاعدة الابتعاث لتشمل جميع الدول المتقدمة بما فيها اليابان، والصين، وكوريا الجنوبية، ودول أوروبا، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا وغيرها.
عدد الطلاب المبتعثين ضمن البرنامج:
بلغ عدد الطلاب والطالبات المبتعثين إلى مختلف دول العالم أكثر من 148911 مبتعثا ومبتعثة حسب إحصائية ربيع الآخر لعام 1435هـ
أعداد الدارسين في الخارج حسب المرحلة الدراسية للأعوام من 1425هـ حتى1433هـ
رسم بياني للمبتعثين في جميع المراحل
الميزات التي يتمتع بها المبتعث ومرافقوه :
المكافأة الشهرية: يحصل الطالب المبتعث ومرافقوه على مكافأة شهرية تضمن له التفرغ العلمي لدراسته، والحياة الكريمة في البلد المبتعث إليها. وقد روعي في ذلك عدد المرافقين، وطبيعة الحياة المعيشية في بلد الابتعاث.
العلاج: يحصل الطالب المبتعث ومرافقوه على تأمين طبي كامل يدفع لشركات التأمين عن طريق الملحقية الثقافية السعودية في بلد الابتعاث.
تذاكر السفر: يحصل الطالب المبتعث ومرافقوه على تذاكر سفر كل سنة دراسية، وتصرف له تذاكر سفر في الحالات الطارئة التي تجبر الطالب على العودة إلى المملكة.
علاقة المبتعث بالملحقية الثقافية
تؤدي الملحقيات الثقافية السعودية المنتشرة في معظم أنحاء العالم دورا مهما في متابعة المبتعثين والإشراف عليهم، ومن ذلك:
1ــ الإشراف الأكاديمي على المبتعثين ومتابعة التقارير الدراسية التي تصدرها المؤسسات التعليمية عن الأداء الأكاديمي لكل مبتعث، والتنسيق مع الوزارة في علاج أي مشكلات تعترض طريقه.
2 ــ صرف المستحقات المالية المخصصة للطلاب المبتعثين، وتعويضهم عن الرسوم المدفوعة على حسابهم الخاص بصورة طارئة مثل: العلاج الطبي الطارئ وغيرها.
3ــ تنظيم لقاءات المبتعثين لتقوية الروابط الاجتماعية والثقافية فيما بينهم، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم.
4 ــ الحصول على قبول الطلاب، وتسهيل إجراءاتهم.
التواصل مع المبتعثين :
يشكل الاطمئنان على أبناء الوطن وبناته الدارسين في الخارج هاجسا رئيسا لقيادة الوطن وسفرائه ومسؤولي الوزارة والدولة بشكل عام؛ فعلى مستوى القيادة حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله على الالتقاء بالمبتعثين والاستماع إليهم والتعرف على آمالهم وطموحاتهم في الدول التي قاموا بزيارتها.
وعلى مستوى السفراء يقف سفراء خادم الحرمين الشريفين مباشرة على أوضاع المبتعثين وتتبع أحوالهم، وكذلك الحال بالنسبة لكبار موظفي الدولة مثل: رئيس مجلس الشورى وغيره من المسؤولين.
وتبوأ المبتعثون أولوية متقدمة في اهتمامات معالي وزير التعليم العالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، حيث يحرص على مقابلة الطلاب المبتعثين والتقائهم في كل زياراته الخارجية، وكذلك الحال بالنسبة لوكلاء الوزارة. وأرسل معالي الوزير وفودا رسمية لتلمس احتياجات المبتعثين، والتعرف على مشكلاتهم، وتقويم المستوى الأكاديمي للجامعات التي يدرسون بها لضمان درجة عالية من الجودة.
وفي جانب آخر تؤمن الوزارة بأهمية التواصل مع المبتعثين من خلال وسائل الاتصال الحديثة مثل: البريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي والرسائل البريدية، ولذلك خصصت بريدا إلكترونيا يستطيع المبتعثون التواصل من خلاله مع وكالة الوزارة للبعثات، وكلفت فريقا من العاملين للرد الهاتفي.
لا شك بأن هناك إيجابيات وسلبيات للابتعاث ولكن من طبيعة البشر التركيز على السلبيات وإبرازها، وتجاهل الإيجابيات، ونقل الأخبار السيئة فقط مثل: الإنحراف ، الفساد وغيرها وعدم التطرق للإنجازات العظيمة التي قام بها المبتعثون، رغم أن الغالبية العظمى من المبتعثين معتدلون ومتميزون في دراستهم.
إيجابيات الابتعاث:
ــ المساهمة في تطوير وبناء رفعة الوطن.
ــ إعداد كوادر من الأساتذة المؤهلين لقيادة التعليم العالي في المملكة.
ــ نقل الأنظمة والتجارب الناجحة في مجال التعليم وتطبيقها على الجامعات السعودية.
ــ توسيع المدارك العلمية للطلاب .
ــ إتاحة الفرصة لدراسة التخصصات الطبية النادرة.
ــ الحوار بطريقة علمية وقبول رأي الطرف الآخر.
ــ تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.
ــ التعرف على عادات وتقاليد الشعوب وتطبيقها على الواقع.
ــ الاستفادة من العادات والتقاليد الإيجابية للشعوب وتطبيقها .
ــ التعود على الاقتصاد في الشراء والأكل والشرب والملابس وغيرها.
ــ التعود على الاقتصاد في ميزانية الفرد و العائلة.
ــ التعود على الابتسامة.
ــ تفوق دراسي على مستوى العالم.
ــ تفوق بالاختراع و الإبداع.
ــ التعود على الجدية واحترام الأنظمة وحب العمل واحترام الآخرين.
سلبيات الإبتعاث:
حينما نسمع بعض الأصوات المعترضة على الابتعاث نتذكر أول ما بدأ التعليم العام للبنات والطبيبات والممرضات والمدرسات وما واجهن من اعتراض وتحد، والآن أصبح الجميع يتسابق ويتنافس في هذه المجالات وقد أكرمنا ربنا بعدم الانصياع وراء المعترضين وإلا كان وضعنا التخلف والفقر.
الأطباء البارعون والمهندسون والإداريون المبدعون وغيرهم من المتميزين الذين وضعوا بصمة بهذا الوطن أغلبهم من المبتعثين.
ولكن لا ننكر أن هناك بعض السلبيات للابتعاث وهذا طبيعي ومنها:-
ــ الاندفاع للتعرف على المجهول و ارتياد البارات والمراقص.
ـ التأثر بعادات الشعوب ومحاولة تقليدها.
ــ عدم الحصو ل على وظائف لبعض التخصصات بعد العودة من البعثة.
ــ الانحراف الأخلاقي.
ــ التفكك الأسري.
ــ الصدمة الحضارية.
ــ نسبة الفاقد متفاوتة:
ــ هناك نسب متفاوتة للفاقد في كل عمل ناجح مثل: البنوك و الفنادق و المصانع والمشاريع وغيرها ويعتبر نسبة الفاقد في الابتعاث ضيئل جدا إذ لا يتجاوز 2% من عدد المبتعثين. .
تقلص فارق الحضاره بيننا وبين الآخرين:
بعد ثورة المعلومات وبعد أن أصبح العالم شبه قرية صغيرة يعيش فيها الجميع وبعد التطور الذي شهدته مملكتنا فقد تقلص الفارق بيننا وبين الدول الأخرى بدرجة كبيرة جدا. فالقنوات الفضائية التي أصبحت جزءا من حياتنا والإنترنت والجوالات والسفر إلى الدول الأخرى، و انتشار وسائل الإعلام الجديد فيس بوك وتويتر ويوتيوب وكيك وكيك والانستقرام وانتشار فروع المطاعم العالمية مثل ماكدونالدز ، بتزاهت وغيرها من المطاعم إضافة إلى انتشار السوبرماركت، والهايبر ماركت والماركات بأنواعها وغيرها مما أصبحت الفوارق بين الدول محدودة جدا .
الاستثمار في العقول:-
لقد أكد خادم الحرمين الشريفين عدة مرات بأن الإنسان السعودي هو الثروة التي يجب الاستثمار فيها، لذا فإن بناء ورقي وتقدم المجتمع يعتمد على ما توليه الدولة من استثمار في العنصر البشري باعتباره اللبنة الأساسية لبناء المجتمع، لذا فبرامج الابتعاث تعتبر أكبر وأفضل و أعظم استثمار لهذا الوطن و أكبر مثال على ذلك غالبية القيادات التي تقود الدولة حاليا، وكذلك الأطباء وأساتذة الجامعات ومديري الشركات العملاقة مثل: سابك،أرامكو السعودية التي أصبحت تنافس عالميا حتى أصبحت لا تغيب عن مكاتبها الشمس هي واحدة من ثمار الابتعاث، لذلك عندما نرى أونسمع نقدا لبرامج الابتعاث نشعر بالأسف لقرار متعجل تشوبه «الفوضى» في الحكم على أبنائنا ..
التجارب خير برهان :
لقد سنحت لي الفرصة للالتقاء بعدد من القائمين على الملاحق الثقافيه وعلى رأسهم الدكتور: محمد العيسى الملحق الثقافي في أمريكا والذي يعتبر عميد الملاحقية الثقافية لخبرته وعدد طلابه الذي تجاوز 100.00 ألف طالب وطالبة مع المرافقين إضافة إلى لقاء الدكتور: فيصل أبا الخيل الملحق الثقافي في بريطانيا و الدكتور: علي البشري الملحق الثقافي في كندا و الدكتور: عصام بخاري الملحق الثقافي في اليابان والدكتور: عبدالعزيز بن طالب الملحق الثقافي في استراليا .
لقد سمعت منهم ما يثلج الصدر وينشر الأمل لبناء أمة حضارية راقية في جميع التخصصات الطب والهندسة و العلوم و الإدارة والمالية والاقتصادية وجميع التخصصات الأخرى .
ولقد شاهدة وسمعت منهم شخصيا الحرص والحماس الشديد والفخر والاعتزاز كثيرا بأبناء وبنات هذا الوطن.
أتمنى من الجميع رصد هذه التجارب والدروس في كتب للاستفادة منها وتطبيقها في الحالات المماثلة.
وقد تبين أن حوالى 5% من القضايا التي تحدث للمبتعثين نتيجة لعدم موافقتها من أنظمة الدوله، أوتجاوز القوانين وحوالى 3% مشاكل عائلية وحوالى 2 % فقط انحراف أخلاقي.
سفراء الوطن:
هناك أهداف أساسية للدولة تركز فيها على وعي وتنمية قدرات المواطنين ذكورا وإناثا لتأهليهم للتنافس عالميا في جميع المجالات، وإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن لتمثيل الوطن في الخارج. وقد ركز الابتعاث على التحصيل الأكاديمي والمعرفي والفكري ليساهموا في دفع عجلة تنمية واقتصاد المملكة، والتواكب مع التحولات العالمية والتي لا يمكن أن نكون في غنى عنها. الغالبية العظمى من المبتعثين يحبون الوطن في الخارج أكثر من حبهم له بالداخل، ويشاركون بالعديد من المناسبات والأعياد حتى وضعوا بصمة واضحة في كل دولة ومدينة عاشوا فيها، إضافة إلى ماقاموا به من دعوة للإسلام أوإنشاء مساجد في المدن و الجامعات، لو أنفقت مليارات الريالات للإعلام والدعاية عن المملكة لم تنجح مثل ما نجحت تجربة الابتعاث للتعريف بالمملكة والحياة الاجتماعية ومدى التقدم الذي وصلنا إليه في شتى المجالات.
العودة من الابتعاث:
بعد عودة المبتعثين إلى الوطن ينقسمون إلى عدة أقسام قسم يكون مشتاقا جدا للوطن والأهل ويشق طريقه للنجاح بحماس وهمة وهؤلاء هم الأغلبية و آخرين ينصدمون بواقع لا يتناسب مع أحلامهم، وآخرين يحاولون تغيير ما يمكن تغييره ليتناسب مع طموحاتهم وهكذا حتى بعد فتره تعود الأمور إلى مجاريها ويكون الرضى بالواقع والتعايش معه و التفكير بالبناء والمستقبل.
المرحلة القادمة لبرنامج الابتعاث :
بعد النجاح الباهر لبرنامج الابتعاث والذي بدأ الوطن يجني ثماره والمبتعث نفسه والأهل و الاستفادة من العلوم والتجارب المختلفة في المجالات العلمية والحياتيه لذا لابد من التفكير والتخطيط للمرحلة القادمة وهذا بدأ فعلا في أروقة الوزارة ولكن لابد من التركيز على التخصصات العلمية التي يحتاجها سوق العمل سواء في الجامعات أو القطاع الحكومي أو القطاع الخاص والتركيز أكثر و أكثر على التخصصات الطبية.
حفلات التخرج وأيام المهنة
تعد حفلات التخرج وأيام المهنة التي تنظمها الملحقيات الثقافية في الخارج لخريجي الابتعاث علامة فارقة في تاريخ الابتعاث؛ لأن المبتعث يجد فيها فرصة لتحديد مستقبله الوظيفي بعد عودته.
وفي أيام المهنة تتنافس المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص على استقطاب المميزين من المبتعثين للعمل فيها، وتعرض في تلك الأيام المزايا التي تمنحها كل مؤسسة لمن يقبل العمل فيها. رسم بياني للخريجين خلال تسع سنوات 1425-1434هـ