-A +A
بشرى فيصل السباعي
ما هي نهاية الحصاد اليومي الرهيب بمقتل نحو مائة من المدنيين يوميا نتيجة قصف النظام السوري لهم وهذا غير قتلى المعارك سواء تلك التي بين قوات المعارضة والنظام أو بين الجماعات التي يفترض أن تقاتل قوات النظام وتحديدا الاسلامية، كما في تقاتل الجماعتين المنتسبتين للقاعدة «داعش وجبهة النصرة»؟ وحسب الإحصائيات عدد قتلى الثورة السورية منذ بدئها في مارس 2011 أكثر من 200 ألف من المدنيين وعشرات الآلاف من المعتقلين الذين يتعرضون للتجويع والتعذيب المروع حتى الموت، وعشرات الآلاف اصيبوا بإعاقات وآلاف النساء والاطفال والذكور تعرضوا للاغتصاب وملايين المهجرين مع دمار مدن بأكملها وتوقف العملية التعليمية لأجيال بكاملها وانهيار الوضع الاقتصادي ودمار واسع في البنية الخدمية والصناعية والتجارية، ولا يبدو هناك بصيص نور في آخر النفق وقد بات واضحا أنه لا مجال لأن يحقق كلا الطرفين الحسم العسكري، ولهذا طالما لم يحدث تدخل عسكري خارجي لصالح قوات المعارضة يدعمها بشكل نوعي، عبر فرض الحظر الجوي والقيام بضربات جوية على قوات النظام، فلن يمكن لقوات المعارضة تحقيق الحسم العسكري خاصة مع تشتتها واستفحال الصراع الدموي بين الجماعات الاسلامية مع بعضها ومع الجيش الحر، وغياب قيادة كارزماتية قادرة على توحيد المعارضة.
ولهذا فالنهاية المحتملة قد تكون على نمط نهاية الحرب الأهلية اللبنانية التي دامت 16 سنة (1975 ــ 1990) وانتهت باتفاق الطائف بين الاطراف المتصارعة وانتشار الجيش السوري في لبنان لحفظ السلام، وقتل خلالها 200 الف انسان وأصيب نحو المليون، فالحرب في سوريا ما عاد يمكن ان تنتهي إلا بتدخل خارجي إما بعمل عسكري أو بمصالحة مريرة ستستلزم قوات حفظ للسلام، وإلا فاستمرار الحال على ما هو عليه يعني المزيد من الضحايا عبثا والمزيد من تفريخ التطرف والإرهاب.


!!Article.extended.picture_caption!!