تذكرت عند قراءتي لموضوع: (طه حسين.. آراء أدبية غير مسؤولة!) للأستاذ رجاء النقاش الذي نشره في مجلة (وجهات نظر) العدد 73 الصادر في فبراير 2005 م، وأعاد نشره الدكتور محمد الدسوقي في كتابه الجديد (مع العميد في ذكراه الأربعين) من باب الأمانة، إذ كيف يعيد نشر مقال ينتقده عند نشره لكتاب سابق (طه حسين يتحدث عن أدباء عصره)، وذكر منهم منتقدا: محمد حسين هيكل، وزكي مبارك، ومحمد مندور.
ومحمد الدسوقي الذي عمل سكرتيرا لعميد الأدب العربي في سنوات عمره الأخيرة، كان يسجل آراء طه حسين دون علمه ودون استئذانه، ما حمل رجاء النقاش إلى استنكار هذا العمل لكونه «.. يريد لآراء طه حسين أن تكون عارية تماما من أي تحفظ أو تردد في إعلان تلك الآراء والتصريح بها، فذلك هو ما يضمن لهذه الآراء أن تكون أكثر إثارة، وأن تكون آراء جديدة لم يسمعها أحد أو يقرأها لطه حسين من قبل..»، وقال إن هذا الموقف ممن ائتمن أمر غير مقبول من ناحية الأخلاق العلمية الصحيحة.
وقال: «إن بعض هذه الآراء أشبه بالصدمة، وكانت في أحيان كثيرة تبدو آراء تجريحية عدوانية غير مسئولة، كما أنها جاءت خالية من أي دليل يثبتها ويؤكد صحتها..»، وقال في ختام مقاله إنه لا يتهم الدسوقي بالكذب على طه حسين، ولكن لا يصح أن ينقل آراء طه حسين إلى الناس.. فقد تكون آراء ألقاها في جلسات خاصة جدا.. كما أنها قد وردت على لسان طه حسين في شيخوخته.. وبعد أن تجاوز الخامسة والسبعين، ومن المحتمل أن تكون ذاكرته في هذا العمر قد ضعفت... إلخ.
تذكرت عند قراءتي لهذا الموضوع ما فكرت فيه قبل نحو عقدين من الزمان وبعيد انتقال عملي إلى مكتبة الملك فهد الوطنية وبداية تسجيل التاريخ الشفهي للمملكة مع الرواد، إذ حاولت عدة مرات أن أسجل مع علامة الجزيرة العربية الأستاذ حمد الجاسر، وكان لا يرفض ولكنه يشترط أولا تسليمه ورقة يقول إنها موجودة في مكتبة الشيخ محمد المانع ــ مدير المعارف في عهد الملك عبدالعزيز ــ رحمهم الله، عندما علم أن مكتبة المانع قد آلت إلى مكتبة الملك فهد الوطنية وتم البحث عن الورقة المذكورة ولم يعثر لها على أثر.. وفي كل زيارة للجاسر يتحدث عن أحداث ومعلومات مهمة لها علاقة بتاريخ التعليم والصحافة وغيرها والمكتبة معنية بتسجيل هذا الجانب. وفي الزيارة الأخيرة له في منزله، وكنت برفقة أمين المكتبة السابق الأستاذ علي الصوينع، وكان معنا المهندس معن بن حمد الجاسر، وعندما أعيانا تكرار ما نطلبه وتكرار رفضه إلا بعد إحضارنا ما يطلبه وهو الذي لم نعثر عليه، فكرت في إحضار مسجل صغير في اللقاء القادم وتسجيل ما يتحدث به، أو يجيب عنه لبعض الأسئلة دون علمه.. وبلغ الأمر أن فاتحت ابنه بذلك، وهو يودعنا عند الباب فلم يعترض عليه.. ولكني فكرت بعد ذلك بعدم جواز عمل ما أنويه من باب الأمانة العلمية وتوفي ــ رحمه الله ــ عام 1421هـ دون أن يحقق ما نطلبه.
ومحمد الدسوقي الذي عمل سكرتيرا لعميد الأدب العربي في سنوات عمره الأخيرة، كان يسجل آراء طه حسين دون علمه ودون استئذانه، ما حمل رجاء النقاش إلى استنكار هذا العمل لكونه «.. يريد لآراء طه حسين أن تكون عارية تماما من أي تحفظ أو تردد في إعلان تلك الآراء والتصريح بها، فذلك هو ما يضمن لهذه الآراء أن تكون أكثر إثارة، وأن تكون آراء جديدة لم يسمعها أحد أو يقرأها لطه حسين من قبل..»، وقال إن هذا الموقف ممن ائتمن أمر غير مقبول من ناحية الأخلاق العلمية الصحيحة.
وقال: «إن بعض هذه الآراء أشبه بالصدمة، وكانت في أحيان كثيرة تبدو آراء تجريحية عدوانية غير مسئولة، كما أنها جاءت خالية من أي دليل يثبتها ويؤكد صحتها..»، وقال في ختام مقاله إنه لا يتهم الدسوقي بالكذب على طه حسين، ولكن لا يصح أن ينقل آراء طه حسين إلى الناس.. فقد تكون آراء ألقاها في جلسات خاصة جدا.. كما أنها قد وردت على لسان طه حسين في شيخوخته.. وبعد أن تجاوز الخامسة والسبعين، ومن المحتمل أن تكون ذاكرته في هذا العمر قد ضعفت... إلخ.
تذكرت عند قراءتي لهذا الموضوع ما فكرت فيه قبل نحو عقدين من الزمان وبعيد انتقال عملي إلى مكتبة الملك فهد الوطنية وبداية تسجيل التاريخ الشفهي للمملكة مع الرواد، إذ حاولت عدة مرات أن أسجل مع علامة الجزيرة العربية الأستاذ حمد الجاسر، وكان لا يرفض ولكنه يشترط أولا تسليمه ورقة يقول إنها موجودة في مكتبة الشيخ محمد المانع ــ مدير المعارف في عهد الملك عبدالعزيز ــ رحمهم الله، عندما علم أن مكتبة المانع قد آلت إلى مكتبة الملك فهد الوطنية وتم البحث عن الورقة المذكورة ولم يعثر لها على أثر.. وفي كل زيارة للجاسر يتحدث عن أحداث ومعلومات مهمة لها علاقة بتاريخ التعليم والصحافة وغيرها والمكتبة معنية بتسجيل هذا الجانب. وفي الزيارة الأخيرة له في منزله، وكنت برفقة أمين المكتبة السابق الأستاذ علي الصوينع، وكان معنا المهندس معن بن حمد الجاسر، وعندما أعيانا تكرار ما نطلبه وتكرار رفضه إلا بعد إحضارنا ما يطلبه وهو الذي لم نعثر عليه، فكرت في إحضار مسجل صغير في اللقاء القادم وتسجيل ما يتحدث به، أو يجيب عنه لبعض الأسئلة دون علمه.. وبلغ الأمر أن فاتحت ابنه بذلك، وهو يودعنا عند الباب فلم يعترض عليه.. ولكني فكرت بعد ذلك بعدم جواز عمل ما أنويه من باب الأمانة العلمية وتوفي ــ رحمه الله ــ عام 1421هـ دون أن يحقق ما نطلبه.