-A +A
محمد عبدالواحد
•• يقولون إن (البرتو مورافيا) القاص الإيطالي الشهير.. كانت رجله اليسرى أقصر قليلا من اليمنى.. كان يعرج.. ولكن عقله... لم يكن يعرج على الإطلاق.
•• و (البرتو مورافيا) لم يكن وسيما.. بل كان أقرب إلى الدمامة.. ولكنه كان نظيفا على الدوام.. وكان يذهب إلى المرحاض كل ساعتين لتنظيف أسنانه.. من رائحة السيجار الذي لا يفارقه إلا قبل النوم بقليل.

•• والبرتو كان عاشقا سيئا.. فقد أغرمت به معظم جميلات هوليوود. وفي مقدمتهن (صوفيا لورين) الإيطالية الأصل.. ولكنه لم يكن يعير هذه العلاقات المؤقتة والسريعة اهتماما.. وعندما كتب روايته الشهيرة «السأم» قالت اليزابيث تايلور إنها قرأتها ثلاث مرات ولكنها لم تفهم.. وقد رد عليها بسخرية مريرة.. قائلا: إن حدود فهمها لا تبعد كثيرا عن قدمها.. وإن أجهدت نفسها أكثر فقد يبلغ فهمها إلى أسفل بطنها.. وهي بالكاد تهضم!!.
وقد ردت هي الأخرى تقول:
ماذا يقصد هذا الأعرج القبيح؟.
•• وضحك أصدقاؤها.. وتغامزوا ولم يعلق أحد بشيء.. ويقولون إن البرتو قد أوصى قبل وفاته بجزء كبير من ثروته لكلابه الأربعة والتي أصبح أحدها نجما مميزا في السينما.
•• وبرغم ما اشتهـر عن الإيطاليين من الصخب والمرح.. والاختلاط بالناس.. وهم بطبعهم اجتماعيون إلا أن البرتو مورافيا كان ميالا إلى العزلة ولا يحضر الاجتماعات.. ولا المؤتمرات.. ولم يسبق له أن انضم إلى هيئة أو جماعة.. ولا يتحدث في التلفزيون.. ولا يحب نشر صوره في الصحف.. وكان ودودا برغم كل ذلك.. ويرى أنه لا بد أن يعيش الكتاب والمؤلفون والمبدعون بأقل ما يمكن من الضجة.. فالضجيج يقصر العمر.. وهو لا يود أن يخسر حياته.. ويقول بكل تواضع.. إنه غالبا يسرد حكايات ميتة لا تهم أحدا.. ومع هذا يهتم الناس بما يكتب.. أما هو فلا يعنيه كل تلك الجوائز الكبرى التي منحت له عن أعماله.. وهو لا يريد أن يموت بطريقة (موزارت) المؤلف الموسيقي الشهير الذي بلغت.. ملحناته.. سيمفونياته. أكثر من مائة ملحنة، ومات وهو لم يبلغ الخامسة والثلاثين.. لقد مات صغيرا.. وغريبا. ومعدما وفقيرا.. لقد كان (موزارت) أعظم موسيقي في عصره.. ومع هذا مات دون أن يمشي في جنازته أحد.. ولم يهتم به أحد.
•• على العموم لقد مات (البرتومورافيا) بعد أن عاش حياة عظيمة بطريقته وترك ثروة هائلة لترثها الكلاب من بعده.. لأنها في تقديره أهم من جحود الإنسان.. ولا أزيـد !!.