ليس ثمة أكثر بغضا من استخدام الفتاوى لتبرير مواقف سياسية معينة ثم الانتقال إلى نقيضها طالما استوجبت السياسة الحزبية ذلك، فالفتوى التي أصدرها القرضاوي بتحريم الانتخابات المصرية تذكرنا بفتوى مماثلة أصدرها أحد أتباعه في فلسطين سنة 1996 وحرم فيها الانتخابات الفلسطينية انطلاقا من أن حركة حماس لن تشارك فيها لأن فوزها كان مستبعدا آنذاك، ولكن في العام 2006 عندما رأت حركة حماس أنها وفرت الظروف المالية واللوجستية وغياب الرمز أبو عمار للفوز لحست الفتوى السابقة وشاركت فيها، لكن سياسييها وقد وصلوا إلى الفوز سارعوا للقول إن هذه الانتخابات ستكون الأخيرة أي انهم استخدموها لمرة واحدة للوصول إلى الحكم ولا انتخابات بعدها.
مشكلة بعض الشخصيات الدينية الحزبية أنها تظن نفسها موكلة بالدين تحتكره وتستخدمه كيفما شاءت، وتنتقل من الفتوى إلى نقيضها وفقا للأهواء الحزبية والشخصية. فالشخصية الدينية التي عاشت في مناخ مارست فيه الفسق والفجور ثم عادت عن غيها نجدها تتطرف في الدين مثلما تطرفت في ممارسة ما يحرمه، مثل أبو حمزة المصري الذي يحاكم في أميركا الآن والذي اعترف أنه في شبابه كان في العلب الليلية وعمل في أندية للعراة في لندن، ولما اهتدى تطرف في فهمه الديني وبات يكفر الناس لاعتقاده أنهم نسخة عنه كما كان في السابق، ولم يعتدل في مفاهيمه وظل متطرفا عندما كان فاسقا وعندما ارتد عن ماضيه. ولنا في غيره من رموز التطرف والإرهاب أمثلة كثيرة، فأغلب رموز التطرف والإرهاب دخلوا السجون لجرائم وممارسات لا أخلاقية قبل أن ينتقلوا إلى النقيض.
وأغلب المواقف السياسية تتغير وفقا لأهداف حزبية وليس دينية. فما كان يعتبر مقاومة شرعية ضد الاحتلال من إطلاق صواريخ من غزة قبل سنوات صار الآن خيانة للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وفقا لمواقف حماس، وما كان يسمى تنسيقا أمنيا بين السلطة والاحتلال وهدنة خيانية قبل سنوات، صار التنسيق الحمساوي وملاحقة المقاومين ونشر شرطة على خط التماس عملا وطنيا لحماية الشعب ومصالحه للحفاظ على التهدئة. وهكذا لا تخرج فتوى القرضاوي عن السياق الإخواني وهو استخدام الفتاوى لأهداف حزبية سياسية والانقلاب عليها إن أوجبت الظروف ذلك.
في الصغر ضرب لنا إمام مسجد كفيف البصر مثلا في التحليل والتحريم ونقيضيهما، حيث كان أحد المصلين يقص أظافر الإمام في ساحة المسجد ولما سمع أن أحد المصلين يقص أظافره هو أيضا قال: إنه يحق له كإمام فقط قص أظافره في ساحة المسجد وليس باقي المصلين!
مشكلة بعض الشخصيات الدينية الحزبية أنها تظن نفسها موكلة بالدين تحتكره وتستخدمه كيفما شاءت، وتنتقل من الفتوى إلى نقيضها وفقا للأهواء الحزبية والشخصية. فالشخصية الدينية التي عاشت في مناخ مارست فيه الفسق والفجور ثم عادت عن غيها نجدها تتطرف في الدين مثلما تطرفت في ممارسة ما يحرمه، مثل أبو حمزة المصري الذي يحاكم في أميركا الآن والذي اعترف أنه في شبابه كان في العلب الليلية وعمل في أندية للعراة في لندن، ولما اهتدى تطرف في فهمه الديني وبات يكفر الناس لاعتقاده أنهم نسخة عنه كما كان في السابق، ولم يعتدل في مفاهيمه وظل متطرفا عندما كان فاسقا وعندما ارتد عن ماضيه. ولنا في غيره من رموز التطرف والإرهاب أمثلة كثيرة، فأغلب رموز التطرف والإرهاب دخلوا السجون لجرائم وممارسات لا أخلاقية قبل أن ينتقلوا إلى النقيض.
وأغلب المواقف السياسية تتغير وفقا لأهداف حزبية وليس دينية. فما كان يعتبر مقاومة شرعية ضد الاحتلال من إطلاق صواريخ من غزة قبل سنوات صار الآن خيانة للمصالح العليا للشعب الفلسطيني وفقا لمواقف حماس، وما كان يسمى تنسيقا أمنيا بين السلطة والاحتلال وهدنة خيانية قبل سنوات، صار التنسيق الحمساوي وملاحقة المقاومين ونشر شرطة على خط التماس عملا وطنيا لحماية الشعب ومصالحه للحفاظ على التهدئة. وهكذا لا تخرج فتوى القرضاوي عن السياق الإخواني وهو استخدام الفتاوى لأهداف حزبية سياسية والانقلاب عليها إن أوجبت الظروف ذلك.
في الصغر ضرب لنا إمام مسجد كفيف البصر مثلا في التحليل والتحريم ونقيضيهما، حيث كان أحد المصلين يقص أظافر الإمام في ساحة المسجد ولما سمع أن أحد المصلين يقص أظافره هو أيضا قال: إنه يحق له كإمام فقط قص أظافره في ساحة المسجد وليس باقي المصلين!