-A +A
عبدالرحمن العكيمي
جاء حديث المدير العام للدفاع المدني بالمملكة اللواء سليمان بن عبدالله العمرو مؤخرا، بشأن مواجهة إشكالية مخاطر الآبار الارتوازية والتي راح ضحيتها العديد من الأبرياء، مدركا لصعوبة عمليات الإنقاذ ومواجهة حوادث انتشال ضحايا تلك الآبار ومؤكدا أنها مازالت تشكل هاجسا يتطلب تعاون الجميع..
إشكالية الآبار الارتوازية أصبحت تتربص بالعابرين ولما تزل تشكل خطرا كبيرا نظرا لتزايدها وانتشارها، فالإحصائيات تؤكد وجود أكثر من 400 ألف بئر ارتوازية منتشرة في مختلف مناطق ومحافظات المملكة وهو رقم كبير جدا يتطلب لمواجهته التحرك الجاد من وزارات وجهات أخرى مثل وزارة الزراعة ووزارة المياه والكهرباء، وإمارات المناطق أيضا كي تساهم مع الدفاع المدني في التقليل من مخاطر تلك الفوهات المكشوفة لتلك الآبار التي تتربص بالعابرين وتبتلع ضحاياها بين الحين والآخر في مشاهد درامية مأساوية جدا..

حديث اللواء العمرو لـ «عكاظ» كشف عن نية الدفاع المدني للعمل الفعلي على تصنيع (الروبوت) وهو من الحلول الجديدة التي سيلجأ إليها الدفاع للتدخل السريع في حوادث السقوط بالآبار، مع البحث عن وسائل أو بدائل للإنقاذ دون اللجوء للحفر، الذي يستغرق وقتا طويلا وجهدا كبيرا كما هو معمول به سابقا..
وجاءت خطوة الدفاع المدني في فتح تعاون مع شركات رائدة مثل شركة أرامكو ومعادن وكذلك مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية؛ كخطوة رائعة من أجل بحث أفضل السبل للحد من مخاطر الآبار الارتوازية وتقديم الدعم الحقيقي في عمليات إنقاذ أولئك الضحايا الأبرياء.
ولقد واجه رجال الإنقاذ في الدفاع المدني في فترات سابقة العديد من الصعوبات مثلما حدث في حوادث سقوط سابقة ومؤلمة وهي كثيرة ولكننا مازلنا نتذكر حادثة طفلة أم الدوم في العام 2011م وحادثة الطفلة لمى الروقي وغيرها من حوادث السقوط القاتلة..التي أصبحت حديث الرأي العام في المملكة.. ولذلك بدأ الدفاع المدني فعليا في البحث عن حلول عملية ومهنية، فقد عقد ورشة عمل بعنوان «مخاطر الآبار الارتوازية.. تحديات وحلول» بمقر المديرية بالرياض.
إن تدريب وتأهيل رجال الإنقاذ للتعامل مع حالات السقوط في الآبار صار ضرورة لا تقبل التأخير إضافة للإجراءات التقنية والإجراءات الوقائية التي تحتاج إلى تدخل جهات أخرى معنية وذات علاقة، في إجراءات صارمة لا تقبل التهاون على الإطلاق.