هل يمكن أن تتأخر رحلة للخطوط السعودية في رحلات أوروبا ؟ سؤال مدبب بادرني به أحد رفاق الرحلة الذي عرفته لأول مرة قبل أن تطأ أقدامنا الطائرة التي ستقلنا إلى جاكرتا بعد أن أعلن المذيع الداخلي أن الرحلة ستتأخر ساعتين بعد أن تواجدنا أمام بوابة السفر ولكن يبدو أن ارتفاع نسبة الخادمات والعمال على رحلات مثل اتجاهنا جعل «الخطوط السعودية» تتساهل في تأخير رحلاتها في حين أن رحلاتها لأوروبا منتظمة، ولست أدري هل لأنهم أوروبيون أم لأنهم يقاضون «السعودية» على هذا التأخر أو لأن أغلب المسافرين على متن رحلات السعودية إلى جاكرتا هم من الخادمات والعمالة.
ما أن دلفنا إلى صالة المغادرة الدولية فوجئنا بعدد مهول من الخادمات اللاتي اكتشفنا من خلال لباسهن في رحلة المغادرة إلى الأهل سر توجه الأسرة التي تعمل فيها الخادمة فثمة صور ناصعة البياض لخادمات لبسن الحجاب وأدين الصلاة وعلى النقيض صور قاتمة السواد لخادمات متبرجات لحد السفور..
«حدثني عن ربة البيت أحدثك عن الخادمة» قالها لي الزميل المصور المرافق وهو يحاول أن يجيب على أسئلتي الحائرة هل يعقل أن تعيش خادمة أكثر من ثلاث سنوات دون أن تخرج من هذه التجربة بسلوك يؤثر على أخلاقها ويزيد من إيمانها لتعود وكأنها داعية لأهلها؟ أكثر من 260 خادمة ينتظرن المغادرة وهن في لباس غير محتشم جعلني أنثر جملة من الأسئلة أليس بإمكان الأسرة أن تبتغي أجر الخادمة التي تعمل معها؟ ثم أين دور الأسر في تربية خادمتها على الفضيلة والعفة ؟ نترك تلك المشاهد المؤلمة لواقع الخادمات لنصعد الطائرة التي حطت بنا بعد عشر ساعات طيران من جدة إلى جاكرتا.
متعة رخيصة
ما أن تخرج من صالات مطار جاكرتا الدولي حتى يستقبلك سماسرة الزواج ببطاقات ملونة تحمل أرقاماً وعناوين يمكن من خلالها الاتصال للزواج أثناء فترة إقامة وكأنهم مندوبون لتسويق هذا النوع من الزواج.
وفي محاولة منا لاستنطاق هؤلاء للكشف عن أسرار هذا الزواج يقول عدد منهم أنهم يعرفون مواعيد وصول الرحلات القادمة من الخليج كون أن المسافرين عليها من العرب هي الفئة المستهدفة لهم وهناك أكثر من 200 جهة متخصصة في هذا النوع الرخيص من الزواج الذي عادة ما يكلف ما بين 2000 إلى 4000 ريال ويحدد السعر مدة الاقامة وعمر وعرق الفتاة التي زج به في مستنقع الرذيلة ويشير عدد من هؤلاء أن لديهم مأذونين متخصصين في حين أن الولي هو عادة صاحب أو صاحبة المكتب.
على الجهة الاخرى حاولنا رصد تجارب عدد من الساقطات في زواج المطارات حيث أجمعن أن الحاجة لتوفير لقمة العيش وخداع مكاتب الزواج الطريقان اللذان أوقعاهن في شراك هذه الزيجات .. سورني عمرها 27 عاماً كشفت لنا أنها خدعت عن طريق متخصصة من نفس جنسيتها ورطتها في زواج المطارات بعد أن أقنعتها منذ 9 سنوات من الزواج برجل عربي وبموافقة رسمية لكنها أكتشفت أنها تحولت إلى أشبه بقطعة علك حيث رميت في الفندق بعد أن فر الزوج منها، لكن خيرية ذات الخمسة والعشرين عاماً أفصحت عن أصحاب مكاتب الزواج بجمع فتيات من المناطق البعيدة لتشغيلهن في ما يعرف بالزواج السياحي حيث أن هناك مكاتب تتحايل على الأسر بتشغيلهن كمرافقات لسياح عرب وأجانب.
تحذير السفارة
من جانبها حذرت سفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا المواطنين السعوديين القادمين إلى جاكرتا من ما وصفتهم بسماسرة الزواج الذين يبتزون السعوديين لإيقاعهم في شراك الزواج المشبوه عبر المطارات وقال القنصل بسفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا الدكتور عبد الله بن ناصر البصيري أن السفارة كشفت أن ثمة مروجين وسماسرة يمثلون عصابات لما يسمى بالزواج المؤقت والدائم وزعوا بطاقات كتب عليها مكاتب للزواج بتصريح من سفارة المملكة بجاكرتا وهذا لا صحة له ولا يمكن للسفارة أن تسمح بمثل هذه البطاقات وأشاد القنصل البصيري بدور السلطات الاندونيسية وتعاونها في هذا الشأن وقيامها بمراقبة أعمال هؤلاء والقبض عليهم وايداعهم السجن وشدد البصيري على أهمية مراجعة الوزارة لمن لديه موافقة للزواج لتسهيل مهمته ومساعدته بما يمكن أن يعينه على تجاوز عصابات الزواج من النساء والرجال.
الزواج السياحي
من جهة أخرى هاجمت السلطات الأمنية الاندونيسية في منطقة «بونجك» السياحية التي تبعد عن العاصمة جاكرتا (150) كم عدداً من الوحدات السكنية السياحية التي يسكنها عرب متزوجون بسيدات اندونيسيات بطريق الزواج السياحي عبر المطارات المنتهي بالطلاق بعد انتهاء فترة الإقامة السياحية التي عادة لا تزيد عن 20 يوماً وتراوحت أعمار المقبوض عليهم ما بين 40 إلى 60 عاماً حيث تناقلت وسائل الإعلام الاندونيسية النبأ المصور وقد تم اقتياد المقبوض عليهم للتحقيق ومن ثم الترحيل.
وكشف الدكتور البصيري أن عدد الموافقات الرسمية الصادرة لزواج السعوديين من اندونيسيات بلغ خلال العام المنصرم 1427هـ ألف زواج لكن 40 % فاشلة وأبان أن هناك جملة من أسباب الفشل منها عدم التوافق العمري والاجتماعي ووقع الكثيرون من راغبي الزواج في شراك المحتالين والمحترفين مؤكداً ان السفارة أعدت تنظيمات تساعد المتقدمين على تجاوز كثير من الصعوبات والسلبيات التي تنتهي بسوء الاختيار وطالب الراغبين والمسافرين إلى جاكرتا بضرورة تصفح موقع وزارة الخارجية عبر شبكة المعلومات التي عادة ما تحدث كثيراً من المعلومات والأنظمة التي تهم المسافر.
صحافة الكوارث
على خارطة التخصص الصحافي في بلاط صاحبة الجلالة تظل صحافة الكوارث ومباشرة النكبات وصحافة الرحلات واحدة من أصعب أنواع الكتابة الصحافية لأنها تتجاوز حدود المكاتب لتصل إلى مواقع الأحداث الساخنة والمحفوفة بالمخاطر للوصل إلى إشباع رغبة المتلقي وشجاعة الصحافي في تحقيق رسالة وتقديم مادة مقروءة وعلي عثمان المبارك واحد ممن قضى نصف عمره في هذا النوع من الصحافة جاب خلالها أكثر من 16 بلداً ودخل مناطق حروب أهلية ووقف على مجاعات مفزعة وزلازل مدمرة لكنه نقل صوراً ماتعة مكنته بالفوز بجائزة هشام محمد علي حافظ وقدرها 10 آلاف دولار بالشراكة مع زميله فراج إسماعيل عن حلقاته التي أعدها عن البوسنة.
وفي القطار الذي أقلنا من جاكرتا ومدينة شربون لأكثر من ثلاث ساعات فتحنا ملف الحديث وأدرت جهاز التسجيل ونبشت ذاكرة الصحافي القدير عثمان ليقول : رحلة طلابية جامعية لمدة عشرين يوماً ضمت ثمانية طلاب إلى أوغندا وتنزانيا فتحت لي أول خيوط العمل الصحافي فقد علمتني على تسجيل المشاهدات وبعد تخرجي من الكيمياء لم أجد وظيفة شاغرة فقررت التوجه للصحف وأنا صاحب الهواية فاتجهت لرئيس تحرير الأيام اليومية في الخرطوم الفاتح التيجاني ومنحني الفرصة بالعمل محرراً بالقسم السياسي فقمت بأول رحلة صحافية إلى كينيا لتغطية مؤتمراً علمياً وبعد سنتين تهيأت لي فرصة العمل في إحدى الصحف السعودية واستمرت فيها نحو 9 سنوات محرر صياغة لكن رئاسة الدكتور عبد القادر طاش -رحمه الله- لصحيفة «المسلمون» التي صدرت لأول مرة أبدى رغـبـتـه في أن اعمل معه ففتح لي باباً لم أكن أتوقعه إذ كانت الانطلاقة الحقيقية في ميدان صحافـــة الرحلات و الجولات الخارجيـــة وكان هذا في أول عام 1410هـ، ولعل دخولي للصومال في الحرب الأهلية 1991م الأولى هو الخيط الذي قادني للحصول لأبرز جائزة صحافيــة وفتح لي باب الرغبة على مصراعيه لخوض تجارب جديـــدة ففي الوقت الذي تنقل فيه الطـــائرات النازحين من مقديشو إلى كينيا وأديس أبابا وهم فارون من جحيم نار حرب الشوارع كنت مصراً على أن أدخل هذه البلاد رغم اعتراض رئيس تحرير الصحيــفة الدكتور طــاش ولم تفــلح محاولاتي عن طريق السودان وجيبوتي أو حتى كينيا لكني أخيراً نجحت عن طـــريق أديس أبابا ولم أكن أتوقـــع حقيــقــــة حجم الخطر فركــبـنـا طائرة عائــدة تنقل الفارين وكان معي ثمــانـيـة آخرون أصروا على ركوب الطائرة لإنقاذ أهـــاليهم من نار الحرب و عرفت منهم شاباً هو شقيق صاحب شركة الطيران الأفـــريقـــية الوحـــيدة العاملة فدلني على منزل أسرته في مقديشو بعد أن عرف مهمتي وحطت بنا الطائرة عصراً في مطار مقديشو الذي وجدناه محاصراً برجال المليشيات ونزلت وأنا لا أحمل سوى اوراقي ومسجلاً وكاميراتي وبقية أقلام للكتابة فخرجنا من المطار بلا ختم للجوازات وكأننا في موقف الحافلات وقد كان الوضع مأساوياً للغاية: جثث في الشوارع وطلق عشوائي للرصاص ومنازل تفوح منها رائحة البارود والموت معاً بعد تنازعت قوات علي مهدي المسيطر على الشمال وقوات عيد يد المتمكنة من الجنوب وكانت الحرب على أشدها بينهما لاقتسام مقديشــو، أما العامة فقد سرقوا كل شيء لحد أن مخازن الأسلحة الحكومية نهبت وأصبح السلاح يباع في سوق مشهور سمي بسوق السلاح وفيه كل أسلحة القتال من المسدس إلى سام 7 المضاد للطائرات وقد وفقت في أن أسكن مع أسرة شقيق صاحب شركة الطيران التي كان أفرادها مسلحين للدفاع عن منزلهم وكان عددنا 30 شخصاً كنا نتناوب في الدفاع وقد قضيت 17 يوماً ونحن بين أصوات المدافع إلى أن خرجت وقد حملت ملفات ترصد حقيقة الوضع القائم تناقلتها عن صحيفتي وسائل الإعلام.
أمام الموت
أما عن أول تغطـــيــة له لكــارثــة تعرض لها بلد مسلم فــقـد كانت كما يقــول عثمان في النيجر واوجادين جنوب الصومال التي تعرضتا لمجاعة شديدة حولت السكان هنــاك إلى أكل أوراق الأشجــار، ومن عشــرة كوارث لزلازل وفيضانات ومجاعات وقف عليها عثمان إلا أن أشدها فظـــاعة مشــاهد تســونامي يقــول:
لست ممن تعــود التردد عن دخول أي منطقـــة منكوبة لكن كارثة تســـونامي التي دخلتها بعد 15 يوماُ من وقــوعها أفزعتني لحد الإرتجاف ولعل من بين أقسى المناظر التي رأيتها مشـــهد طلاب وطالبات في مدرسة متوفين بالكامل بطاقم التدريس بكل ملامــح الدراسة وهم متنـــاثرون في فناء وقــاعات الدراسة لكن الموقــف الذي شعر فيه عثمان بالموت هو ما تعرض له في ســـوق بـكــارة في الصومال لحظة تواجده إثناء إندلاع الحرب الأهلية هناك حيث كاد فلاش كاميراته يقضي عليه عندما لمحه أحد أفراد المليشيات ليلاً وهوـــ يصور فظن أنه من المليشيات الأخرى فصوب عليه الرصاص لكنه نجا بأعجوبة، ولأنه المعايش لأكثر من عشر كوارث طبيعية يؤكد عثمان أن مثل هذه الأحداث بحاجـــة إلى إستفادة أجهــزتنا الإعلامية والإغــاثية الأولى رسالة لنقل واقع قبل إشـــــاعة المغالطـــات التي تبث من الوكالات الإخبارية المعادية التي عادة ما تنفرد بمثل هذه الوقائع والثانية أعتقد انها فرصة لتدريب محرريها للوصول لمواد مقروءة.
ما أن دلفنا إلى صالة المغادرة الدولية فوجئنا بعدد مهول من الخادمات اللاتي اكتشفنا من خلال لباسهن في رحلة المغادرة إلى الأهل سر توجه الأسرة التي تعمل فيها الخادمة فثمة صور ناصعة البياض لخادمات لبسن الحجاب وأدين الصلاة وعلى النقيض صور قاتمة السواد لخادمات متبرجات لحد السفور..
«حدثني عن ربة البيت أحدثك عن الخادمة» قالها لي الزميل المصور المرافق وهو يحاول أن يجيب على أسئلتي الحائرة هل يعقل أن تعيش خادمة أكثر من ثلاث سنوات دون أن تخرج من هذه التجربة بسلوك يؤثر على أخلاقها ويزيد من إيمانها لتعود وكأنها داعية لأهلها؟ أكثر من 260 خادمة ينتظرن المغادرة وهن في لباس غير محتشم جعلني أنثر جملة من الأسئلة أليس بإمكان الأسرة أن تبتغي أجر الخادمة التي تعمل معها؟ ثم أين دور الأسر في تربية خادمتها على الفضيلة والعفة ؟ نترك تلك المشاهد المؤلمة لواقع الخادمات لنصعد الطائرة التي حطت بنا بعد عشر ساعات طيران من جدة إلى جاكرتا.
متعة رخيصة
ما أن تخرج من صالات مطار جاكرتا الدولي حتى يستقبلك سماسرة الزواج ببطاقات ملونة تحمل أرقاماً وعناوين يمكن من خلالها الاتصال للزواج أثناء فترة إقامة وكأنهم مندوبون لتسويق هذا النوع من الزواج.
وفي محاولة منا لاستنطاق هؤلاء للكشف عن أسرار هذا الزواج يقول عدد منهم أنهم يعرفون مواعيد وصول الرحلات القادمة من الخليج كون أن المسافرين عليها من العرب هي الفئة المستهدفة لهم وهناك أكثر من 200 جهة متخصصة في هذا النوع الرخيص من الزواج الذي عادة ما يكلف ما بين 2000 إلى 4000 ريال ويحدد السعر مدة الاقامة وعمر وعرق الفتاة التي زج به في مستنقع الرذيلة ويشير عدد من هؤلاء أن لديهم مأذونين متخصصين في حين أن الولي هو عادة صاحب أو صاحبة المكتب.
على الجهة الاخرى حاولنا رصد تجارب عدد من الساقطات في زواج المطارات حيث أجمعن أن الحاجة لتوفير لقمة العيش وخداع مكاتب الزواج الطريقان اللذان أوقعاهن في شراك هذه الزيجات .. سورني عمرها 27 عاماً كشفت لنا أنها خدعت عن طريق متخصصة من نفس جنسيتها ورطتها في زواج المطارات بعد أن أقنعتها منذ 9 سنوات من الزواج برجل عربي وبموافقة رسمية لكنها أكتشفت أنها تحولت إلى أشبه بقطعة علك حيث رميت في الفندق بعد أن فر الزوج منها، لكن خيرية ذات الخمسة والعشرين عاماً أفصحت عن أصحاب مكاتب الزواج بجمع فتيات من المناطق البعيدة لتشغيلهن في ما يعرف بالزواج السياحي حيث أن هناك مكاتب تتحايل على الأسر بتشغيلهن كمرافقات لسياح عرب وأجانب.
تحذير السفارة
من جانبها حذرت سفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا المواطنين السعوديين القادمين إلى جاكرتا من ما وصفتهم بسماسرة الزواج الذين يبتزون السعوديين لإيقاعهم في شراك الزواج المشبوه عبر المطارات وقال القنصل بسفارة خادم الحرمين الشريفين في جاكرتا الدكتور عبد الله بن ناصر البصيري أن السفارة كشفت أن ثمة مروجين وسماسرة يمثلون عصابات لما يسمى بالزواج المؤقت والدائم وزعوا بطاقات كتب عليها مكاتب للزواج بتصريح من سفارة المملكة بجاكرتا وهذا لا صحة له ولا يمكن للسفارة أن تسمح بمثل هذه البطاقات وأشاد القنصل البصيري بدور السلطات الاندونيسية وتعاونها في هذا الشأن وقيامها بمراقبة أعمال هؤلاء والقبض عليهم وايداعهم السجن وشدد البصيري على أهمية مراجعة الوزارة لمن لديه موافقة للزواج لتسهيل مهمته ومساعدته بما يمكن أن يعينه على تجاوز عصابات الزواج من النساء والرجال.
الزواج السياحي
من جهة أخرى هاجمت السلطات الأمنية الاندونيسية في منطقة «بونجك» السياحية التي تبعد عن العاصمة جاكرتا (150) كم عدداً من الوحدات السكنية السياحية التي يسكنها عرب متزوجون بسيدات اندونيسيات بطريق الزواج السياحي عبر المطارات المنتهي بالطلاق بعد انتهاء فترة الإقامة السياحية التي عادة لا تزيد عن 20 يوماً وتراوحت أعمار المقبوض عليهم ما بين 40 إلى 60 عاماً حيث تناقلت وسائل الإعلام الاندونيسية النبأ المصور وقد تم اقتياد المقبوض عليهم للتحقيق ومن ثم الترحيل.
وكشف الدكتور البصيري أن عدد الموافقات الرسمية الصادرة لزواج السعوديين من اندونيسيات بلغ خلال العام المنصرم 1427هـ ألف زواج لكن 40 % فاشلة وأبان أن هناك جملة من أسباب الفشل منها عدم التوافق العمري والاجتماعي ووقع الكثيرون من راغبي الزواج في شراك المحتالين والمحترفين مؤكداً ان السفارة أعدت تنظيمات تساعد المتقدمين على تجاوز كثير من الصعوبات والسلبيات التي تنتهي بسوء الاختيار وطالب الراغبين والمسافرين إلى جاكرتا بضرورة تصفح موقع وزارة الخارجية عبر شبكة المعلومات التي عادة ما تحدث كثيراً من المعلومات والأنظمة التي تهم المسافر.
صحافة الكوارث
على خارطة التخصص الصحافي في بلاط صاحبة الجلالة تظل صحافة الكوارث ومباشرة النكبات وصحافة الرحلات واحدة من أصعب أنواع الكتابة الصحافية لأنها تتجاوز حدود المكاتب لتصل إلى مواقع الأحداث الساخنة والمحفوفة بالمخاطر للوصل إلى إشباع رغبة المتلقي وشجاعة الصحافي في تحقيق رسالة وتقديم مادة مقروءة وعلي عثمان المبارك واحد ممن قضى نصف عمره في هذا النوع من الصحافة جاب خلالها أكثر من 16 بلداً ودخل مناطق حروب أهلية ووقف على مجاعات مفزعة وزلازل مدمرة لكنه نقل صوراً ماتعة مكنته بالفوز بجائزة هشام محمد علي حافظ وقدرها 10 آلاف دولار بالشراكة مع زميله فراج إسماعيل عن حلقاته التي أعدها عن البوسنة.
وفي القطار الذي أقلنا من جاكرتا ومدينة شربون لأكثر من ثلاث ساعات فتحنا ملف الحديث وأدرت جهاز التسجيل ونبشت ذاكرة الصحافي القدير عثمان ليقول : رحلة طلابية جامعية لمدة عشرين يوماً ضمت ثمانية طلاب إلى أوغندا وتنزانيا فتحت لي أول خيوط العمل الصحافي فقد علمتني على تسجيل المشاهدات وبعد تخرجي من الكيمياء لم أجد وظيفة شاغرة فقررت التوجه للصحف وأنا صاحب الهواية فاتجهت لرئيس تحرير الأيام اليومية في الخرطوم الفاتح التيجاني ومنحني الفرصة بالعمل محرراً بالقسم السياسي فقمت بأول رحلة صحافية إلى كينيا لتغطية مؤتمراً علمياً وبعد سنتين تهيأت لي فرصة العمل في إحدى الصحف السعودية واستمرت فيها نحو 9 سنوات محرر صياغة لكن رئاسة الدكتور عبد القادر طاش -رحمه الله- لصحيفة «المسلمون» التي صدرت لأول مرة أبدى رغـبـتـه في أن اعمل معه ففتح لي باباً لم أكن أتوقعه إذ كانت الانطلاقة الحقيقية في ميدان صحافـــة الرحلات و الجولات الخارجيـــة وكان هذا في أول عام 1410هـ، ولعل دخولي للصومال في الحرب الأهلية 1991م الأولى هو الخيط الذي قادني للحصول لأبرز جائزة صحافيــة وفتح لي باب الرغبة على مصراعيه لخوض تجارب جديـــدة ففي الوقت الذي تنقل فيه الطـــائرات النازحين من مقديشو إلى كينيا وأديس أبابا وهم فارون من جحيم نار حرب الشوارع كنت مصراً على أن أدخل هذه البلاد رغم اعتراض رئيس تحرير الصحيــفة الدكتور طــاش ولم تفــلح محاولاتي عن طريق السودان وجيبوتي أو حتى كينيا لكني أخيراً نجحت عن طـــريق أديس أبابا ولم أكن أتوقـــع حقيــقــــة حجم الخطر فركــبـنـا طائرة عائــدة تنقل الفارين وكان معي ثمــانـيـة آخرون أصروا على ركوب الطائرة لإنقاذ أهـــاليهم من نار الحرب و عرفت منهم شاباً هو شقيق صاحب شركة الطيران الأفـــريقـــية الوحـــيدة العاملة فدلني على منزل أسرته في مقديشو بعد أن عرف مهمتي وحطت بنا الطائرة عصراً في مطار مقديشو الذي وجدناه محاصراً برجال المليشيات ونزلت وأنا لا أحمل سوى اوراقي ومسجلاً وكاميراتي وبقية أقلام للكتابة فخرجنا من المطار بلا ختم للجوازات وكأننا في موقف الحافلات وقد كان الوضع مأساوياً للغاية: جثث في الشوارع وطلق عشوائي للرصاص ومنازل تفوح منها رائحة البارود والموت معاً بعد تنازعت قوات علي مهدي المسيطر على الشمال وقوات عيد يد المتمكنة من الجنوب وكانت الحرب على أشدها بينهما لاقتسام مقديشــو، أما العامة فقد سرقوا كل شيء لحد أن مخازن الأسلحة الحكومية نهبت وأصبح السلاح يباع في سوق مشهور سمي بسوق السلاح وفيه كل أسلحة القتال من المسدس إلى سام 7 المضاد للطائرات وقد وفقت في أن أسكن مع أسرة شقيق صاحب شركة الطيران التي كان أفرادها مسلحين للدفاع عن منزلهم وكان عددنا 30 شخصاً كنا نتناوب في الدفاع وقد قضيت 17 يوماً ونحن بين أصوات المدافع إلى أن خرجت وقد حملت ملفات ترصد حقيقة الوضع القائم تناقلتها عن صحيفتي وسائل الإعلام.
أمام الموت
أما عن أول تغطـــيــة له لكــارثــة تعرض لها بلد مسلم فــقـد كانت كما يقــول عثمان في النيجر واوجادين جنوب الصومال التي تعرضتا لمجاعة شديدة حولت السكان هنــاك إلى أكل أوراق الأشجــار، ومن عشــرة كوارث لزلازل وفيضانات ومجاعات وقف عليها عثمان إلا أن أشدها فظـــاعة مشــاهد تســونامي يقــول:
لست ممن تعــود التردد عن دخول أي منطقـــة منكوبة لكن كارثة تســـونامي التي دخلتها بعد 15 يوماُ من وقــوعها أفزعتني لحد الإرتجاف ولعل من بين أقسى المناظر التي رأيتها مشـــهد طلاب وطالبات في مدرسة متوفين بالكامل بطاقم التدريس بكل ملامــح الدراسة وهم متنـــاثرون في فناء وقــاعات الدراسة لكن الموقــف الذي شعر فيه عثمان بالموت هو ما تعرض له في ســـوق بـكــارة في الصومال لحظة تواجده إثناء إندلاع الحرب الأهلية هناك حيث كاد فلاش كاميراته يقضي عليه عندما لمحه أحد أفراد المليشيات ليلاً وهوـــ يصور فظن أنه من المليشيات الأخرى فصوب عليه الرصاص لكنه نجا بأعجوبة، ولأنه المعايش لأكثر من عشر كوارث طبيعية يؤكد عثمان أن مثل هذه الأحداث بحاجـــة إلى إستفادة أجهــزتنا الإعلامية والإغــاثية الأولى رسالة لنقل واقع قبل إشـــــاعة المغالطـــات التي تبث من الوكالات الإخبارية المعادية التي عادة ما تنفرد بمثل هذه الوقائع والثانية أعتقد انها فرصة لتدريب محرريها للوصول لمواد مقروءة.