-A +A
محمد فكري
الحديث عن استقالة المبعوث الأمريكي لعملية السلام مارتن إنديك وحل طاقم التفاوض، يكشف عمق الأزمة التي تواجه المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ويؤشر بالمقابل على توقف واشنطن عن تقديم الدعم لهذه العملية خلال المرحلة الراهنة، والتي بدت فيها قضية السلام في الشرق الأوسط لا تحتل أولوية بارزة في أجندة الإدارة الأمريكية.
قرار استقالة أو إقالة إنديك، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك الفشل الذريع الذي منيت به المفاوضات على مدى التسعة أشهر التي انتهت بنهاية أبريل الماضي، دون أن تلوح في الأفق أي بوادر على تمديدها. إلا أن مقربين من هذا الملف يتحدثون عن دور إسرائيلي في إزاحة إنديك الذي اتهم إسرائيل بإفشال المفاوضات على خلفية مواصلتها سياسة الاستيطان، ومن ثم تجميد التفاوض بسبب وقف إسرائيل لها وعدم إفراجها عن الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى، وردا على اتفاق المصالحة الذي قالت إسرائيل إنه يتعين على أبو مازن أن يختار بين السلام وحماس.

ووسط حديث أمريكي عن عدم وجود أي مبادرات جديدة لتجديد المفاوضات خلال وقت قريب، فإنه وكما يقول المراقبون فقد دخلت هذه العملية مرحلة «التجميد» الإجباري، والذي يمكن أن يمتد إلى نهاية عهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
وعلى الجانب الفلسطيني، يبدو أنه لا خيار أمام الفلسطينيين سوى الاستمرار في تحصين الجبهة الداخلية، عبر تنفيذ اتفاق المصالحة وتشكيل حكومة التوافق، انتظارا لما ستؤول إليه التطورات خلال المرحلة المقبلة.