أظن أن العرب وحدهم من يستخدمون مفردة (الموت) كتعبير مجازي عن الوصول إلى الدرجة القصوى فحين يقول رجل لامرأة (أموت فيك) فإن ذلك يعني أنه قد وصل إلى أقصى درجات الغرام وكذلك الحال حين يقول آخر: (أنا ميت من الجوع)، ومن بين التعابير الشائعة أيضا أن فلانا (مات من الضحك)، ولكن قبل أيام نشرت أخبار عن وفاة طالب في المرحلة الثانوية في الجبيل من الضحك فعليا لا مجازيا بسبب استنشاقه ما يسمى بـ(غاز الضحك) الذي يباع في البقالات ولا يزيد سعره على 7 ريالات.
هذا الغاز باختصار شديد هو مركب كيميائي له استخدامات تجارية مختلفة ولكنها في الغالب ليست استخدامات ضرورية إلى الدرجة التي تستلزم بيعه في بقالات الأحياء السكنية خصوصا بعد أن اتضح بأن مجموعات من المراهقين تشتري هذا الغاز بغرض استنشاقه كشكل جديد من أشكال المخدرات ولكنه في واقع الأمر أشد خطورة منها لأنه يتجه من الرئتين مباشرة إلى مجرى الدم ويؤدي إلى فقدان التركيز ودخول متعاطيه في حالة أشبه بالإغماء.
ويقول الباحث التربوي صالح سفر الغامدي في تصريح نشرته جريدة الوطن أنه أجرى مسحا ميدانيا توصل فيه إلى أن 150 طالبا من أصل 600 شملهم البحث اعترفوا بتعاطيهم غاز الضحك مرة واحدة أو عدة مرات، ولأن هذا الغاز يباع في البقالات بحجة استخدامه لتعبئة ولاعات السجائر فقد استطلع الباحث آراء مجموعة من المدخنين حول حاجتهم لهذا الغاز فأكدوا جميعا أنهم لا يستخدمونه على الإطلاق بل يعتمدون في إشعال سجائرهم على الولاعات العادية الرخيصة التي لا تحتاج إلى تعبئة ما يعني أن وجوده في البقالات غير ضروري، بل وذهب إلى أبعد من ذلك حيث كلف أحد الأطفال بشراء هذا الغاز من إحدى البقالات ثم سأل البائع عن سبب بيعه هذا الغاز للأطفال دون أن يتحلى بأقل قدر من المسؤولية فأجابه البائع بالإجابة المتوقعة بأن هذا الغاز مسموح ببيعه من قبل وزارة التجارة كما أنه ليس ممنوعا من قبل الجهات الأمنية.
ومن واجب وزارة التجارة والجهات الأمنية بعد اكتشاف هذه الحالات تحديد أماكن بيع هذه السلعة بحيث لا تكون متاحة بهذه السهولة وكذلك حظر بيعها لمن هم دون سن الثامنة عشرة، أما المسؤولية الأكبر فتقع على عاتق الأسرة التي يجب أن لا تكل ولا تمل من مراقبة الأبناء في سن المراهقة خصوصا أن الأجيال الجديدة من المراهقين تملك قدرات عجيبة للتحايل والالتفاف على كل الممنوعات بصورة لا تخطر على بال أحد.
نسأل الله أن يتغمد الطالب المتوفى برحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، ونأمل من وزارة التجارة اتخاذ إجراءات سريعة لمحاصرة الاستخدام الخاطئ لهذه السلعة كي لا تنتهي نوبة الضحك الصناعي بنوبات من البكاء المرير.
هذا الغاز باختصار شديد هو مركب كيميائي له استخدامات تجارية مختلفة ولكنها في الغالب ليست استخدامات ضرورية إلى الدرجة التي تستلزم بيعه في بقالات الأحياء السكنية خصوصا بعد أن اتضح بأن مجموعات من المراهقين تشتري هذا الغاز بغرض استنشاقه كشكل جديد من أشكال المخدرات ولكنه في واقع الأمر أشد خطورة منها لأنه يتجه من الرئتين مباشرة إلى مجرى الدم ويؤدي إلى فقدان التركيز ودخول متعاطيه في حالة أشبه بالإغماء.
ويقول الباحث التربوي صالح سفر الغامدي في تصريح نشرته جريدة الوطن أنه أجرى مسحا ميدانيا توصل فيه إلى أن 150 طالبا من أصل 600 شملهم البحث اعترفوا بتعاطيهم غاز الضحك مرة واحدة أو عدة مرات، ولأن هذا الغاز يباع في البقالات بحجة استخدامه لتعبئة ولاعات السجائر فقد استطلع الباحث آراء مجموعة من المدخنين حول حاجتهم لهذا الغاز فأكدوا جميعا أنهم لا يستخدمونه على الإطلاق بل يعتمدون في إشعال سجائرهم على الولاعات العادية الرخيصة التي لا تحتاج إلى تعبئة ما يعني أن وجوده في البقالات غير ضروري، بل وذهب إلى أبعد من ذلك حيث كلف أحد الأطفال بشراء هذا الغاز من إحدى البقالات ثم سأل البائع عن سبب بيعه هذا الغاز للأطفال دون أن يتحلى بأقل قدر من المسؤولية فأجابه البائع بالإجابة المتوقعة بأن هذا الغاز مسموح ببيعه من قبل وزارة التجارة كما أنه ليس ممنوعا من قبل الجهات الأمنية.
ومن واجب وزارة التجارة والجهات الأمنية بعد اكتشاف هذه الحالات تحديد أماكن بيع هذه السلعة بحيث لا تكون متاحة بهذه السهولة وكذلك حظر بيعها لمن هم دون سن الثامنة عشرة، أما المسؤولية الأكبر فتقع على عاتق الأسرة التي يجب أن لا تكل ولا تمل من مراقبة الأبناء في سن المراهقة خصوصا أن الأجيال الجديدة من المراهقين تملك قدرات عجيبة للتحايل والالتفاف على كل الممنوعات بصورة لا تخطر على بال أحد.
نسأل الله أن يتغمد الطالب المتوفى برحمته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، ونأمل من وزارة التجارة اتخاذ إجراءات سريعة لمحاصرة الاستخدام الخاطئ لهذه السلعة كي لا تنتهي نوبة الضحك الصناعي بنوبات من البكاء المرير.