-A +A
رمزي عبدالجبار (جدة)
روى الدكتور محمد عبده يماني (رحمه الله) في مذكراته مواقف مثيرة عاشها مع بعض الوزراء ومنهم الراحل عبدالعزيز الخويطر خلال خروجهم مع الملك خالد (رحمه الله) إلى المقناص، مشيرا إلى أن الملك خالد كان يحنو عليهم ويرعاهم ويتعامل معهم كأبنائه، لكنه إذا جد الجد لا يجامل أي وزير إذا بلغه أنه أخطأ في شيء ويكون صريحاً معه بالقول: أنت تمثلني فتحمل المسؤولية أمام الله عز وجل، لكن كل الوزراء الذين عملوا معه يذكرونه بكل خير لأنه كان تقيا نقيا يخشى الله عز وجل في كل قرارته.
وبين الدكتور يماني في مذكراته المخطوطة، أن الملك خالد اصطحبه ذات يوم مع بعض الوزراء ومنهم غازي القصيبي وعبدالعزيز الخويطر (رحمهما الله)، للمقناص الذي له اشتراطات يعرفها جميع الذين يشتركون مع الملك في ذلك الأمر من المرافقين، ملمحا إلى أنه وبعض الوزراء ليس لديهم المعرفة الكافية عن تلك الاشتراطات، إذ كانت أصواتهم ترتفع مع رؤية كل طائر ويشيرون إليه، فيفر الطائر، فاتفق الملك خالد، سرا مع بن عمار (رحمه الله) أن يعطيهم عددا من الصقور والمرافقين، ليذهبوا بهم إلى منطقة بعيدة يعلمونهم الصيد.

وقال يماني: ذهب معنا المرافقون وهم غاضبون لمفارقة الملك ومرافقة بعض المبتدئين، فأطلقوا الصقر الأول وطار ولم يعد، ثم بعد نصف ساعة اطلقوا الصقر الثاني ولم يعد أيضا وبعد ثلاث ساعات هربت كل الصقور، وأوهمونا أننا نحن السبب في ضياعها، مشيرا إلى أن عبدالعزيز الخويطر همس لهم بالقول: الطيور التي هربت منا غالية، والطير الواحد يساوي مبالغ كبيرة، وكيف تريدون منا مقابلة الملك، فاتفقنا على أن نعود إلى الرياض بواسطة طائرات النقل (c 130) وغادرنا بالطائرة، وفي المطار بعث الدكتور غازي القصيبي اعتذارا باسمنا إلى الملك:
أبا بندر لسنا على الصيد نقدر
وفينا يماني وفينا خويــطر
وفينا سليمان السليــــم
إذا ما أقبل الطير ينفـــر
مضى طير خلف حبـــاره
فراح اليماني من سروره يصفر
وأرسلنا له القصيدة وعدنا للرياض، في الليل هاتفني الملك وقال: (ضحك عليكم الخويا، بعد ما رحتوا جمعوا الصقور، وأحضروها لي).
وأكد الدكتور يماني (رحمه الله) أن رحلات الملك خالد الصيفية إلى البر كانت سببا في تقوية مشاعر المودة والاقتراب من بعضهم.