-A +A
مجلس الأمن .. والفشل في سوريا


بالرغم من قرار مجلس الأمن رقم 2139 الصادر بموافقة جميع الأعضاء بتاريخ 22 فبراير الماضي، والذي يقضي بإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا، ومساهمة هذا القرار مبدئيا في إعلان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في 10 مارس الماضي أنه نجح في الوصول إلى مناطق كثيرة في سوريا، من بينها ريف دمشق وريف درعا ومخيمات النازحين شمال إدلب بفضل عمليات الهدنة بين قوات الأسد والجيش الحر، لكن ظلت التحديات كبيرة لإيصال الغذاء والاحتياجات الأساسية لمن هم بحاجة ماسة إليها منذ ذلك الحين، وبدأت أصوات تحذيرات المنظمات الخيرية الدولية تتعالى في تأكيد الفشل الذريع للجهود الدبلوماسية لإيصال المساعدة الإنسانية إلى سوريا، والتي تركت الملايين من دون احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والماء والدواء.
ودعت المنظمات الخيرية الدولية في سوريا، في رسالة مشتركة، يوم أمس، إلى إيجاد حلول أخرى لتزويد قرابة 10 ملايين سوري باحتياجاتهم الماسة من المساعدات، وقالت إنه صار من الواضح أن القرار 2139 فشل في تحقيق أهدافه، وتم تجاهل مطالبه من قبل الأطراف المتحاربة، وحرمان الناس بصورة متعمدة من الحصول على المساعدات المنقذة للحياة. وأكدت هذه المنظمات أن الوضع الإنساني يتدهور مع تصاعد العنف في سوريا، في ظل فشل الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى حل تفاوضي، وطالبت بضرورة تحرك المجتمع الدولي على محمل السرعة.
وفي خضم هذه الظروف القاسية التي يمارس فيها نظام الأسد الدموي تكتيكات الحصار واستراتيجيات التجويع وانتهاكه الصارخ لقرارات مجلس الأمن، لا يزال المجتمع الدولي والأمم المتحدة يقفون متفرجين دون تحرك عملي لتأمين توزيع المساعدات الإنسانية، والعمل الجاد لإيجاد نهاية لهذه المأساة، التي دخلت عامها الرابع دون أن تلوح في الأفق أي بوادر للانفراج.