-A +A
ناصر مهنا اليحيوي
تعمل الدنيا المتحضرة والمتقدمة على الأخذ بالإجراءات الوقائية في كل شيء.. على المستوى الأمني والصحي والاقتصادي والاجتماعي فهم يعملون على عدم الوقوع في الخطأ أو الحد من آثاره.
ولو أخذنا مرض (سارس) القاتل قبل أن يكتشف له لقاح مثالا على ما نقول، فلقد (اتخذت) سنغافورة إجراء وقائيا صارما وصل إلى حد قياس درجة حرارة كل طالب وطالبة قبل دخولهم مدارسهم وكذلك منسوبي المدارس.. وكذلك الأمر في المطارات لكل من هو قادم إلى البلاد.. وكذلك الأطباء وطاقم التمريض وكل من يعمل في المستشفيات.. وقد نجحت التجربة واستطاعوا بذلك إيقاف انتشار المرض فيها.

بينما مشكلتنا في المملكة العربية السعودية أننا كثيرا ما نغفل جانب الإجراء الوقائي ولا نفوق إلا بعد أن تقع الفأس في (الرأس).. ومرض كورونا خير دليل على ذلك.
فالمرض حينما اكتشف في بداية الأمر تعاملنا معه ببساطة متناهية ولم يتم اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة بما في ذلك الكوادر الطبية حتى وصل الأمر إلى ما وصلنا إليه.. بدليل أن كثيرا من المصابين به من الكوادر الطبية وكانوا شافاهم الله سببا في زيادة المصابين بعد إرادة الله عز وجل. ومن المعروف أن العلاج ينقسم في أي دولة في العالم إلى قسمين (علاج وقائي وعلاج علاجي).. وبالرغم من أن العلاج الوقائي هو الأهم إلا أننا وللأسف الشديد أهملنا هذا الجانب وركزنا فقط على الجانب العلاجي وهذا خطأ فادح ما زلنا ندفع ثمنه.. ولقد علمونا منذ الصغر عبارة نقرأها في المناهج وفي المستشفيات وهي أن:
(الوقاية خير من العلاج) إلا أننا لم نطبق ذلك على أرض الواقع فحدث ما حدث وسيحدث ما لا يعلمه إلا الله.. إن لم نركز على الإجراء الوقائي في كل شيء وفي مختلف المجالات.