لم يعد خافيا أن إسرائيل دولة نووية. حتى إنه يتداول، بما يرقى إلى الحقيقة المؤكدة، أن إسرائيل تمتلك أو بإمكانها أن تمتلك رادعا نوويا، في وقت قصير جدا، إذا ما صدر قرار سياسي بذلك. بل إن بعض التقارير والدراسات تؤكد أن إسرائيل تمتلك فعليا أكثر من 250 رأسا نوويا جاهزة للإطلاق، معروفة أهدافها مسبقا، حال صدور قرار سيادي بذلك.
شكليا، على الأقل، يبقى الموقف الرسمي المأخوذ به في تل أبيب يتمحور حول منزلة بين منزلتين! الحكومة الإسرائيلية لا تؤكد ولا تنفي طموحات الدولة العبرية النووية. والولايات المتحدة، بدورها لا تضغط ولا تسمح بالضغط على تل أبيب للتفتيش على مفاعلاتها النووية!؟ تارة بحجة أن تل أبيب غير موقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتارة بحجة استغلال صمت إسرائيل عن قدراتها النووية، من أجل تفادي اتخاذ إجراءات ضد استمرار برنامج المساعدات الأمريكي والاقتصادي لإسرائيل، إذا ما هي أفصحت عن قدراتها النووية.. وما قد يسببه إعلان مثل هذا من قلق لدى أصدقاء وحلفاء واشنطن في المنطقة.. وما قد يترتب على ذلك من حرج لواشنطن إن هي سكتت عن برنامج إسرائيل النووي، بينما تقف واشنطن بعنف ضد محاولات بعض دول المنطقة الاستفادة من الجانب السلمي للتكنولوجيا النووية.
هذا السلوك الإسرائيلي الأمريكي المزدوج من الموقف تجاه البرنامج النووي الإسرائيلي، يعرف بسياسة (الغموض البناء)! بمعنى: إذا كان عامل الردع غير التقليدي يتحقق لإسرائيل دون أن تفصح عن امتلاكها بالفعل للرادع النووي، لماذا خلق استفزاز لا داعي له لدى حلفاء الولايات المتحدة وخصومها في المنطقة، بإعلان مثل هذا. حدث في أحد لقاءات الأستاذ عمرو موسى، عندما كان أمينا للجامعة العربية، وشيمون بيريز رئيس إسرائيل الحالي أن طلب عمرو موسى زيارة مفاعل ديمونة في النقب، من أجل، كما جاء عن عمرو موسى: تبديد قلق العرب من احتمال امتلاك إسرائيل للرادع النووي أو على الأقل التأكد بأن قدرات إسرائيل النووية مخصصة بالفعل للاستخدامات السلمية. رد شيمون بيريز بقوله: معالي الأمين؛ من قال لك إن إسرائيل مهتمة أصلا بإزالة قلق العرب من قدرات إسرائيل النووية. بمعنى: أن سياسة الغموض البناء التي تتبعها واشنطن وتل أبيب مقصودة بذاتها لما تحويه من قدرات ردع غير تقليدية تؤكد، بدون ضجيج لا داعي له، تفوق إسرائيل الإستراتيجي على كافة الدول العربية.
اليوم يبدو أن هناك تحولا في تل أبيب وإلى حد ما في واشنطن للتخلي عن استراتيجية الغموض البناء هذه واستبدالها بإعلان امتلاك إسرائيل ليس فقط للتكنولوجيا النووية، بل إعلان إسرائيل دولة نووية تمتلك بالفعل الرادع النووي! في دراسة صدرت مؤخرا من أحد مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، تقترح أن تعلن إسرائيل عن قدراتها الإستراتيجية النووية حتى تنهي وضعية حركة الصراع مع جيرانها التي شارفت على السبعين سنة، بإعلان أن خصومها في المنطقة (العرب بصورة خاصة) غير قادرين على احتمال ضربة نووية حاسمة ضدهم، كما لن يكونوا قادرين على الرد بضربة ثانية، سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية ضدها.
هذا معناه: تبني إسرائيل لعقيدة الضربة النووية الأولى... وهذه قدرة استراتيجية لم تمتلكها أي دولة نووية، ولا حتى الولايات المتحدة نفسها، لا أثناء الحرب الباردة وإلى الآن. لتأتي إسرائيل، بإعلانها رسميا عن امتلاكها للرادع النووي، سواء كان ذلك إعلاميا، أو بتفجير فعلي لقنبلة نووية، عن تطور حقبة جديدة من الصراع، غير تقليدي هذه المرة ومن طرف واحد، بين إسرائيل وجيرانها لا يمكن -بأي حال من الأحوال- أن تقتصر تداعياته المدمرة على جغرافية المنطقة، بل على سلام العالم بأسره.
ربما كانت سياسة الغموض البناء مفيدة للعرب، كما هي للإسرائيليين، مع الفارق في مغزاها الاستراتيجي للجانبين، كونها تسمح للعرب بأن يدفنوا رأسهم في الرمال حتى لا يواجهوا حقيقة قدرات إسرائيل الاستراتيجة المتنامية في مجال التسلح النووي. أما الآن، وبعد أن أن تعلن إسرائيل عن قدراتها الاستراتيجية النووية، فإن رمال صحارى بلدان العرب جميعها لن تكفي لإخفاء عجز العرب الاستراتيجي في إدارة صراعهم المصيري مع إسرائيل.
شكليا، على الأقل، يبقى الموقف الرسمي المأخوذ به في تل أبيب يتمحور حول منزلة بين منزلتين! الحكومة الإسرائيلية لا تؤكد ولا تنفي طموحات الدولة العبرية النووية. والولايات المتحدة، بدورها لا تضغط ولا تسمح بالضغط على تل أبيب للتفتيش على مفاعلاتها النووية!؟ تارة بحجة أن تل أبيب غير موقعة على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتارة بحجة استغلال صمت إسرائيل عن قدراتها النووية، من أجل تفادي اتخاذ إجراءات ضد استمرار برنامج المساعدات الأمريكي والاقتصادي لإسرائيل، إذا ما هي أفصحت عن قدراتها النووية.. وما قد يسببه إعلان مثل هذا من قلق لدى أصدقاء وحلفاء واشنطن في المنطقة.. وما قد يترتب على ذلك من حرج لواشنطن إن هي سكتت عن برنامج إسرائيل النووي، بينما تقف واشنطن بعنف ضد محاولات بعض دول المنطقة الاستفادة من الجانب السلمي للتكنولوجيا النووية.
هذا السلوك الإسرائيلي الأمريكي المزدوج من الموقف تجاه البرنامج النووي الإسرائيلي، يعرف بسياسة (الغموض البناء)! بمعنى: إذا كان عامل الردع غير التقليدي يتحقق لإسرائيل دون أن تفصح عن امتلاكها بالفعل للرادع النووي، لماذا خلق استفزاز لا داعي له لدى حلفاء الولايات المتحدة وخصومها في المنطقة، بإعلان مثل هذا. حدث في أحد لقاءات الأستاذ عمرو موسى، عندما كان أمينا للجامعة العربية، وشيمون بيريز رئيس إسرائيل الحالي أن طلب عمرو موسى زيارة مفاعل ديمونة في النقب، من أجل، كما جاء عن عمرو موسى: تبديد قلق العرب من احتمال امتلاك إسرائيل للرادع النووي أو على الأقل التأكد بأن قدرات إسرائيل النووية مخصصة بالفعل للاستخدامات السلمية. رد شيمون بيريز بقوله: معالي الأمين؛ من قال لك إن إسرائيل مهتمة أصلا بإزالة قلق العرب من قدرات إسرائيل النووية. بمعنى: أن سياسة الغموض البناء التي تتبعها واشنطن وتل أبيب مقصودة بذاتها لما تحويه من قدرات ردع غير تقليدية تؤكد، بدون ضجيج لا داعي له، تفوق إسرائيل الإستراتيجي على كافة الدول العربية.
اليوم يبدو أن هناك تحولا في تل أبيب وإلى حد ما في واشنطن للتخلي عن استراتيجية الغموض البناء هذه واستبدالها بإعلان امتلاك إسرائيل ليس فقط للتكنولوجيا النووية، بل إعلان إسرائيل دولة نووية تمتلك بالفعل الرادع النووي! في دراسة صدرت مؤخرا من أحد مراكز الدراسات السياسية والاستراتيجية في واشنطن، تقترح أن تعلن إسرائيل عن قدراتها الإستراتيجية النووية حتى تنهي وضعية حركة الصراع مع جيرانها التي شارفت على السبعين سنة، بإعلان أن خصومها في المنطقة (العرب بصورة خاصة) غير قادرين على احتمال ضربة نووية حاسمة ضدهم، كما لن يكونوا قادرين على الرد بضربة ثانية، سواء كانت تقليدية أو غير تقليدية ضدها.
هذا معناه: تبني إسرائيل لعقيدة الضربة النووية الأولى... وهذه قدرة استراتيجية لم تمتلكها أي دولة نووية، ولا حتى الولايات المتحدة نفسها، لا أثناء الحرب الباردة وإلى الآن. لتأتي إسرائيل، بإعلانها رسميا عن امتلاكها للرادع النووي، سواء كان ذلك إعلاميا، أو بتفجير فعلي لقنبلة نووية، عن تطور حقبة جديدة من الصراع، غير تقليدي هذه المرة ومن طرف واحد، بين إسرائيل وجيرانها لا يمكن -بأي حال من الأحوال- أن تقتصر تداعياته المدمرة على جغرافية المنطقة، بل على سلام العالم بأسره.
ربما كانت سياسة الغموض البناء مفيدة للعرب، كما هي للإسرائيليين، مع الفارق في مغزاها الاستراتيجي للجانبين، كونها تسمح للعرب بأن يدفنوا رأسهم في الرمال حتى لا يواجهوا حقيقة قدرات إسرائيل الاستراتيجة المتنامية في مجال التسلح النووي. أما الآن، وبعد أن أن تعلن إسرائيل عن قدراتها الاستراتيجية النووية، فإن رمال صحارى بلدان العرب جميعها لن تكفي لإخفاء عجز العرب الاستراتيجي في إدارة صراعهم المصيري مع إسرائيل.