الأربعاء الماضي رحلت «مايا أنجلو» الأمريكية السمراء صاحبة اعطني شربة ماء باردة قبل أن أموت.. وتجمعوا سوية باسمي وقلب امرأه.. وشاكر لماذا لا تغني.. وجميع الأطفال يحتاجون لأحذية للسفر.. وحتى النجوم تبدو وحيدة.. ومؤلفات أخرى من أشهر أعمالها «أعرف لماذا تغني طيور الأقفاص» وهي تجربة حياتية لامرأة سمراء عاشت مرحلة من مراحل اللا اعتدال واللا تسامح في مجتمع كان يجيد تهميش الإنسان وإذلاله وفق لون بشرته عاشت القهر الاجتماعي والسياسي وطعنت بسيوف القسوة وكبلت بقيود الظلم ولكنها رغم كل ذلك حاربت ممتطية جواد الأمل صانعة لنفسها دربا توسع حتى أصبح علامة لاسمها.. ولمن لا يعرف «مايا أنجلو» هي فلاحة بنت فلاح ولدت في سانت لويس بولاية ميسوري الريفية عام 1928م وكانت تحمل اسم مارجرت جونسون وهي شاعرة ومؤرخة ومؤلفة وممثلة وكاتبة مسرحيات وناشطة حقوقية مدنية ومنتجة ومخرجة ومحاضرة مفوهة توفيت وهي تحتل وظيفة بروفيسور في جامعة نورث كارولينا منذ عام 1981م ولقد نشرت أفضل عشرة كتب والتي أكسبتها جائزتي «البوليتز» و«الكتاب الوطني» ولقد كتبت بناء على طلب الرئيس الأمريكي السابق «بل كلنتون» قصيدة جميلة وألقتها في حفل التنصيب الرئيسي له وشاهد المجتمع العالمي الرئيس الأمريكي ودموعه على خديه منتشيا بشعر «مايا أنجلو».. وتجيد أنجلو الفرنسية والإسبانية والإيطالية والفانتي الجنوب أفريقية ولقد تزوجت «مايا أنجلو» من رجل أحبته كان مقاتلا من أجل الحرية في جنوب أفريقيا.. وعاشت معه مرحلة من الزمن في القاهرة حيث كانت محررة «المراقب العربي» وهي صحيفة أسبوعية كانت تصدر باللغة الإنجليزية إلا أنه رغم كل ذلك الحب تعرضت تلك العلاقة الزوجية إلى أزمة وتم الانفصال وفشلت بعد ذلك في معظم علاقاتها الزوجية وتعزو ذلك في سيرتها الذاتية إلى أن «الرجال الذين عاشوا معها كانوا دائما يخشون الموت في ظل شجرة مايا أنجلو»..
ولقد برعت في كتابة نصوص الأفلام التي تخدم قضية السود في أمريكا وعلى الخصوص المرأة وأطلق عليها أنجلو رأس حربة النساء السود وكذلك أنجلو المندوبة السامية للنساء السود ولقد بثت مؤخرا قناة «السي بي أس» الأمريكية وقبل وفاتها حلقة خاصة استعرضت فيها ما كتبته وأنتجته «مايا أنجلو» في برنامج وثائقي.. ولقد فازت أنجلو بجائزة «أفضل الأفارقة الأمريكيين في الفنون إبداعا» وجائزة «النسر الذهبي» وتم ترشيحها لجائزة «أيمي» عن دورها في فيلم «الجذور» وعاشت أنجلو طفولة بائسة وعرفت القسوة منذ الطفولة المبكرة وشعرت باليتم وأبوها ووالدتها على قيد الحياة ويذكي هذا الشعور إحساسها بالقهر والرغبة في التمرد.. ولقد عاشت هي وشقيقها «بيلي» مع جدتها التي تمنحها تقديرا خاصا في الكتاب تقول أنجلو عن تلك المرحلة «أن عشقا خاصا للقراءة نما في نفسها كسبيل واحد للخلاص والشعور بالحرية» كتاب «أعرف لماذا تغني طيور الأقفاص» يعتبر أجمل ما تركته لنا «مايا أنجلو» عنها ومنها فهو تجربة حقيقية لامرأة تتجلى في ذكر سيرة حياتها تقرأه فتشعر كأنك تقف في حديقة تختلط فيها النباتات الشوكية بالورد والنرجس والعسجد، حيث تأخذك أنجلو في رحلة مضيئة بالمعاني والأحاسيس تلخص فيها معنى الكفاح..
تبدأ الرحلة بماض تعيس لم يكن فيه للأمريكي الأسود مكان في مجتمعه سوى في المقبرة أو السجن أو حظائر الماشية لتمر بنا بعد ذلك برحلة النضال المشترك مع «مالكم أكس» و«مارتن لوثر كنج» كناشطة في الحقوق المدنية ولا تتوقف هناك بل تنقلنا إلى أيام ممتلئة ببياض الشمس، حيث أصبح للأمريكي الأسود مقعد في مجلس الشيوخ ومن وجهة نظري أن الثراء الحقيقي في هذه السيرة يكمن في وصف الكاتبة لسجن المجتمع ووحدة الإنسان في محيط قاس تعتبره أنجلو أقسى من السجن الشخصي وكذلك توثيقها لإدانة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.. تجربة حياتية ثرية ومميزة تركتها لنا امرأة لها مهابة العظماء متمردة حتى على لونها فهي خضراء لم تكن تعرف الخريف ولا تجلس في مد الظل كانت تقف دائما في شرفتها كما وصفها مذيع «سي بي أس» في أعلى دور يلامس سماء نيويورك كشتلة خضراء تحدث الطيور مع كل طلعة نهار وتعطي نفسها للشمس تقول الشعر كأجمل من يقوله ويكتبه.. قالت في آخر مقابلة لها قبل وفاتها لمذيع «سي بي أس» سأقول الشعر وأكتب حتى لو أبلغني طبيبي أنني سأعيش الربع الساعة الأخيرة من عمري»!! ورحلت «مايا انجلو» التي لم تشبه أحدا غيرها وهذا سر تميزها فمن شابه الآخرين أصبح لا شيء في النهاية.
ولقد برعت في كتابة نصوص الأفلام التي تخدم قضية السود في أمريكا وعلى الخصوص المرأة وأطلق عليها أنجلو رأس حربة النساء السود وكذلك أنجلو المندوبة السامية للنساء السود ولقد بثت مؤخرا قناة «السي بي أس» الأمريكية وقبل وفاتها حلقة خاصة استعرضت فيها ما كتبته وأنتجته «مايا أنجلو» في برنامج وثائقي.. ولقد فازت أنجلو بجائزة «أفضل الأفارقة الأمريكيين في الفنون إبداعا» وجائزة «النسر الذهبي» وتم ترشيحها لجائزة «أيمي» عن دورها في فيلم «الجذور» وعاشت أنجلو طفولة بائسة وعرفت القسوة منذ الطفولة المبكرة وشعرت باليتم وأبوها ووالدتها على قيد الحياة ويذكي هذا الشعور إحساسها بالقهر والرغبة في التمرد.. ولقد عاشت هي وشقيقها «بيلي» مع جدتها التي تمنحها تقديرا خاصا في الكتاب تقول أنجلو عن تلك المرحلة «أن عشقا خاصا للقراءة نما في نفسها كسبيل واحد للخلاص والشعور بالحرية» كتاب «أعرف لماذا تغني طيور الأقفاص» يعتبر أجمل ما تركته لنا «مايا أنجلو» عنها ومنها فهو تجربة حقيقية لامرأة تتجلى في ذكر سيرة حياتها تقرأه فتشعر كأنك تقف في حديقة تختلط فيها النباتات الشوكية بالورد والنرجس والعسجد، حيث تأخذك أنجلو في رحلة مضيئة بالمعاني والأحاسيس تلخص فيها معنى الكفاح..
تبدأ الرحلة بماض تعيس لم يكن فيه للأمريكي الأسود مكان في مجتمعه سوى في المقبرة أو السجن أو حظائر الماشية لتمر بنا بعد ذلك برحلة النضال المشترك مع «مالكم أكس» و«مارتن لوثر كنج» كناشطة في الحقوق المدنية ولا تتوقف هناك بل تنقلنا إلى أيام ممتلئة ببياض الشمس، حيث أصبح للأمريكي الأسود مقعد في مجلس الشيوخ ومن وجهة نظري أن الثراء الحقيقي في هذه السيرة يكمن في وصف الكاتبة لسجن المجتمع ووحدة الإنسان في محيط قاس تعتبره أنجلو أقسى من السجن الشخصي وكذلك توثيقها لإدانة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.. تجربة حياتية ثرية ومميزة تركتها لنا امرأة لها مهابة العظماء متمردة حتى على لونها فهي خضراء لم تكن تعرف الخريف ولا تجلس في مد الظل كانت تقف دائما في شرفتها كما وصفها مذيع «سي بي أس» في أعلى دور يلامس سماء نيويورك كشتلة خضراء تحدث الطيور مع كل طلعة نهار وتعطي نفسها للشمس تقول الشعر كأجمل من يقوله ويكتبه.. قالت في آخر مقابلة لها قبل وفاتها لمذيع «سي بي أس» سأقول الشعر وأكتب حتى لو أبلغني طبيبي أنني سأعيش الربع الساعة الأخيرة من عمري»!! ورحلت «مايا انجلو» التي لم تشبه أحدا غيرها وهذا سر تميزها فمن شابه الآخرين أصبح لا شيء في النهاية.