أكثر من نصف السكان الأمريكيين بقليل، يقطنون في مناطق مدينية مكتظة بالسكان. ولدى روسيا 4399 رأساً نووياً منتشرة ومتأهبة ما عدا 624 رأساً تنقلها القاذفات، فوق الأرض أو على متن الغواصات.
يضاف إلى ذلك أن روسيا اختبرت الأسبوع الماضي، صاروخاً أرضياً، من طراز rsm54، وآخر يطلق من على الغواصات، والصاروخان عابران للقارات، ويستطيعان إصابة أهدافهما بدقة متناهية.
وفي هذا الوقت، لا تمتلك إيران أسلحة نووية، ولا صواريخ بالستية عابرة للقارات، ولا قاذفات بعيدة المدى، وقد يكون لدى كوريا الشمالية ثلاثة صواريخ نووية. لكن الإدارة الأمريكية، ومعظم وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، تبدو اليوم مهووسة بإيران، ومما لاشك فيه أن هذا الهوس ناجم عن هوس إسرائيل بإيران، وقد نشرت وكالة «تلغراف» اليهودية أن منظمة «أيباك» الصهيونية، لعبت دوراً فعالاً في إلغاء مادة في ميزانية الدفاع التي تفرض على الرئيس الحصول على موافقة الكونغرس، قبل شن حرب ضد إيران.
ماذا أريد أن أقول.. أولاً: إن المجانين فقط ينظرون إلى القدرات، وليس إلى النوايا، عندما يُقيّمون مدى المخاطر. فلروسيا القدرة على محونا عن وجه الأرض. أما إيران فقد تكون عاجزة عن إغراق مدمرة عادية لنا. وهذا يعني أنه من الأجدر بنا إقامة علاقات جيدة مع روسيا، ووضع هذا الهدف على رأس أجندتنا الدبلوماسية، غير أن إدارة بوش، على العكس من ذلك، تسير باتجاه توجيه الإهانة إلى روسيا، والتدخل في ما تعتبره موسكو من شؤونها الداخلية.
وثانياً بسبب جُبن الكونغرس، أفسحت الحكومة الأمريكية المجال أمام «دويلة» في الشرق الأوسط، هي إسرائيل، للعمل على تعديل أولوياتنا، ومن المؤكد أن أولى أولوياتنا يجب أن تكون التوافق مع روسيا، لأن إيران دولة صغيرة نستطيع سحقها في أي وقت. لكن روسيا ليست صغيرة، وهي قادرة على سحقنا متى شاءت. وإلى أيّ حد من الغباء يمكن أن يصل أي شخص لكي لا يُدرك هذا الأمر؟ لقد سبق لنا أن ارتكبنا خطأ كبيرا عندما لم نغتنم فرصة انهيار الاتحاد السوفيتي، من أجل تفكيك حلف الناتو، وتقديم المساعدة الجدية لروسيا وضمّها إلى الغرب. لكننا بدلاً من ذلك، أقدمنا على إرسال بعض العناصر إلى هناك لمساعدة عدد قليل من الروس على سرقة الجزء الأكبر من ثروة ذلك البلد.
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على حق، مائة في المائة، في هيامه بمطاردة «أثرياء الحرب» الذين اشتروا ثروات الدولة بأسعار بخسة، وتحوّلوا إلى أصحاب مليارات بين ليلة وضحاها. وها هو واحد منهم في السجن، وآخر هرب إلى بريطانيا، وعدد آخر لجأ إلى إسرائيل.
ولعل المؤرخين في المستقبل سوف يصفون الفشل في ضم روسيا إلى الغرب، عندما سنحت الفرصة لذلك، من أهم الأخطاء الاستراتيجية في التاريخ.
إن المصلحة الشرعية الوحيدة التي نمتلكها في الشرق الأوسط هي الوصول إلى النفط، وهنا أريد التأكيد على كلمة «الوصول» وليس «السيطرة» فليس مهما من يسيطر عليه، لأن أية جهة تسيطر عليه، ستكون راغبة في بيعه، وبالإضافة إلى هذا، ليست لدينا أية مصالح شرعية أو قانونية، فوقية أو غيرها، في تلك المنطقة من العالم.
إن السياسيين الأمريكيين بحاجة لأن يتخلصوا من خوفهم من «اللوبي» الإسرائيلي، ولأن يحفلوا بالمصلحة الأمريكية، فإسرائيل هي دولة مستقلة وسيّدة، وتمتلك إحدى أقوى «الماكينات» الحربية في العالم، لذلك، علينا قطع المساعدات ووقف تحويل أموال دافعي الضرائب عنها، وإلغاء جميع التشريعات الخاصة وإبلاغ الإسرائيليين بأن «يُقلّعوا أشواكهم بأيديهم».
ولكن... هل سيأتي ذلك اليوم؟
* كاتب أمريكي
ترجمة: جوزيف حرب
يضاف إلى ذلك أن روسيا اختبرت الأسبوع الماضي، صاروخاً أرضياً، من طراز rsm54، وآخر يطلق من على الغواصات، والصاروخان عابران للقارات، ويستطيعان إصابة أهدافهما بدقة متناهية.
وفي هذا الوقت، لا تمتلك إيران أسلحة نووية، ولا صواريخ بالستية عابرة للقارات، ولا قاذفات بعيدة المدى، وقد يكون لدى كوريا الشمالية ثلاثة صواريخ نووية. لكن الإدارة الأمريكية، ومعظم وسائل الإعلام في الولايات المتحدة، تبدو اليوم مهووسة بإيران، ومما لاشك فيه أن هذا الهوس ناجم عن هوس إسرائيل بإيران، وقد نشرت وكالة «تلغراف» اليهودية أن منظمة «أيباك» الصهيونية، لعبت دوراً فعالاً في إلغاء مادة في ميزانية الدفاع التي تفرض على الرئيس الحصول على موافقة الكونغرس، قبل شن حرب ضد إيران.
ماذا أريد أن أقول.. أولاً: إن المجانين فقط ينظرون إلى القدرات، وليس إلى النوايا، عندما يُقيّمون مدى المخاطر. فلروسيا القدرة على محونا عن وجه الأرض. أما إيران فقد تكون عاجزة عن إغراق مدمرة عادية لنا. وهذا يعني أنه من الأجدر بنا إقامة علاقات جيدة مع روسيا، ووضع هذا الهدف على رأس أجندتنا الدبلوماسية، غير أن إدارة بوش، على العكس من ذلك، تسير باتجاه توجيه الإهانة إلى روسيا، والتدخل في ما تعتبره موسكو من شؤونها الداخلية.
وثانياً بسبب جُبن الكونغرس، أفسحت الحكومة الأمريكية المجال أمام «دويلة» في الشرق الأوسط، هي إسرائيل، للعمل على تعديل أولوياتنا، ومن المؤكد أن أولى أولوياتنا يجب أن تكون التوافق مع روسيا، لأن إيران دولة صغيرة نستطيع سحقها في أي وقت. لكن روسيا ليست صغيرة، وهي قادرة على سحقنا متى شاءت. وإلى أيّ حد من الغباء يمكن أن يصل أي شخص لكي لا يُدرك هذا الأمر؟ لقد سبق لنا أن ارتكبنا خطأ كبيرا عندما لم نغتنم فرصة انهيار الاتحاد السوفيتي، من أجل تفكيك حلف الناتو، وتقديم المساعدة الجدية لروسيا وضمّها إلى الغرب. لكننا بدلاً من ذلك، أقدمنا على إرسال بعض العناصر إلى هناك لمساعدة عدد قليل من الروس على سرقة الجزء الأكبر من ثروة ذلك البلد.
والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على حق، مائة في المائة، في هيامه بمطاردة «أثرياء الحرب» الذين اشتروا ثروات الدولة بأسعار بخسة، وتحوّلوا إلى أصحاب مليارات بين ليلة وضحاها. وها هو واحد منهم في السجن، وآخر هرب إلى بريطانيا، وعدد آخر لجأ إلى إسرائيل.
ولعل المؤرخين في المستقبل سوف يصفون الفشل في ضم روسيا إلى الغرب، عندما سنحت الفرصة لذلك، من أهم الأخطاء الاستراتيجية في التاريخ.
إن المصلحة الشرعية الوحيدة التي نمتلكها في الشرق الأوسط هي الوصول إلى النفط، وهنا أريد التأكيد على كلمة «الوصول» وليس «السيطرة» فليس مهما من يسيطر عليه، لأن أية جهة تسيطر عليه، ستكون راغبة في بيعه، وبالإضافة إلى هذا، ليست لدينا أية مصالح شرعية أو قانونية، فوقية أو غيرها، في تلك المنطقة من العالم.
إن السياسيين الأمريكيين بحاجة لأن يتخلصوا من خوفهم من «اللوبي» الإسرائيلي، ولأن يحفلوا بالمصلحة الأمريكية، فإسرائيل هي دولة مستقلة وسيّدة، وتمتلك إحدى أقوى «الماكينات» الحربية في العالم، لذلك، علينا قطع المساعدات ووقف تحويل أموال دافعي الضرائب عنها، وإلغاء جميع التشريعات الخاصة وإبلاغ الإسرائيليين بأن «يُقلّعوا أشواكهم بأيديهم».
ولكن... هل سيأتي ذلك اليوم؟
* كاتب أمريكي
ترجمة: جوزيف حرب