أعرب الرئيس السوداني عمر البشير عن تفاؤله بنجاح القمة العربية مؤكدا ثقته في حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز . وعبر في حوار لـ «عكاظ» عن امنياته بالوصول الى مواقف عربية موحدة بشأن القضايا المتعلقة بفلسطين والعراق والصومال والسودان ولبنان. وأكد ان وفد السودان بقيادته سيشارك فى القمة حاملا معه تجربة العام الماضي الذي قضاه رئيسا للقمة والجهود التى بذلت والوفود التى ارسلت الى لبنان والعراق وخطوات المبادرات العربية.وجدد موقف بلاده الرافض لدخول قوات دولية في اقليم دارفور واصفا دخولها بانه غزو حقيقي للبلاد لا يقل عن غزو العراق وسيتم هذه المرة بموافقة الحكومة وهذا ما لا نريد للتاريخ ان يسجله للانقاذ.وأكد ان السودان لا يخشى العقوبات الدولية، معترفا بوجود خلافات مع الشركاء فى السلطة حول بعض القضايا. وكشف عن رغبته فى عدم الترشيح لانتخابات الرئاسة المقبلة.وفيما يلي نص الحوار:
هل هنالك جديد فيما يتعلق بالموقف السودانى من دخول قوات دولية الى دارفور؟
- الحديث عن دخول قوات دولية في دارفور لم يكن واردا او تحت دائرة الحوار في جولات المفاوضات بل على العكس تماما كانت الادارة الامريكية والاتحاد الاوربي من اكثر المتحمسين والداعمين حتى تم التوصل لاتفاق ابوجا وكانا من المشاركين فيه بفعالية بل اعلنا ان المجتمع الدولي سيعاقب رافضي التوقيع على الاتفاق ولكن حدث التحول في المواقف وبدلا من فرض عقوبات على رافضي ابوجا كان التلويح بفرض عقوبات على الحكومة وتحول الموقف الى تقديم الدعم بكافة اشكاله للرافضين الذين اعلنوا عن تكوين جبهة عسكرية باسم الخلاص تمارس الاعمال العدائية دون ان تجد حتى مجرد الادانة من المجتمع الدولي.
هل مازلتم متمسكين برسالتكم للامين العام للامم المتحدة برفض هذه القوات؟
- نعم ورسالتنا واضحة بأننا لا نقبل اي وجود عسكري دولي في دارفور وقبلنا بخطة التعديل التي صدرت بعد اجتماع مجلس الامن والسلم الافريقي الاخير في ابوجا ذي الثلاث مراحل لوجود قوات افريقية بقيادة افريقية يعينها الاتحاد الافريقي مع الترحيب بالدعم من الامم المتحدة.
لايهمنا التهديد او الوعيد
ما تعليقكم على التهديد الصادر مؤخرا من الاتحاد الاوربي بفرض عقوبات على السودان في حالة استمرار رفضه وجود قوات دولية؟
- لا يهمنا التهديد والوعيد ولا نخاف العقوبات وهي مفروضة علينا منذ العام 1989م بكافة اشكالها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وقد فرض علينا من قبل العدوان عبر حدودنا من قبل دول في اعقاب اعلان مستشار الامن القومي الامريكي في اديس ابابا بان الحرب ستندلع على السودان عبر جيرانه ،وبالفعل تعرضنا لهجوم وعدوان مدعوم بالكامل ..والعقوبات اخف على الشعب السوداني من ان يتعرض للغزو بموافقته.
ولكن للعقوبات وقطع المساعدات اثار سلبية على الشعب ومشروعات التنمية والخدمات؟
- لا ننكر حاجتنا للمساعدات ولكن لنا في العراق عبرة فهل حقق الغزو والتدخل الدولي لشعب العراق الامن والاستقرار وطموحاته في التنمية والاستقرار.
خلافات مع الشركاء
يتردد وجود خلافات داخل الحزب الحاكم حول القوات الدولية في دارفور ؟
- ليس صحيحا ولا توجد اي خلافات حول هذا الامر لان القرار صدر باجماع المكتب القيادي وهيئة الشورى وكل اجهزة المؤتمر الوطني.
ولكن توجد خلافات مع شركائكم في الحكومة ومنهم نائبكم الاول ومساعدكم حول القوات الدولية؟
- بكل اسف يحدث هذا ..ولكن حين عرض امر دخول قوات دولية طرحنا الامر برمته على شركائنا في الحركة الشعبية في اطار الشراكة السياسية من خلال المجلس الرئاسي وتم الاتفاق على رفض القوات الدولية وعرض القرار على مجلس الوزراء بكافة مكوناته السياسية وتمت الموافقة عليه بالاجماع ثم عرض على البرلمان وتمت الموافقة عليه ايضا بالاجماع ما يعني موافقة جميع الاطراف ولكن للاسف بعد ذلك حدث تراجع وتغير موقف الحركة ونحن ملتزمون بقرار مجلس الوزراء والبرلمان ولم تطلب الحركة الغاء القرار او نقضه في المجلس او البرلمان
رافضو السلام
وماذا عن تجدد القصف الجوي على بعض المواقع في دارفور رغم جهود الحل السياسي؟
- المعارضون رافضو السلام واتفاق ابوجا صاروا يجدون الدعم والمناصرة من المجتمع الدولي بدلا من مواجهتهم وفرض عقوبات عليهم وتلقوا دعما هائلا تحت سمع وبصر المجتمع الدولي وأعلنوا عن هدفهم حرب الحكومة والفصائل الموقعة على اتفاق السلام وتم تنفيذ التهديد ومارسوا اعمالا عدائية على بعد ثلاثين كيلو مترا من مدينة الفاشر ،ولم نسمع ادانة لهم ولا للداعمين لهم ولكن لمجرد ان وجهنا القوات المسلحة للدفاع بدأ الحديث عن تجاوزات وخرق لوقف اطلاق النار و في الاصل ليس هناك وقف اطلاق نار حتى نتهم بخرقه ..نعم قصفنا مواقع المتمردين ولم نتعرض للقرى والمدنيين.
انتم متهمون بدعم مليشيات الجنجويد؟
- هذا اتهام مردود واكثر من 80 % من الاعتداء على المواطنين تقوم بها عصابات وجماعات متفلتة. ولا وجود لما يسمى دعم حكومي للجنجويد.
استهدافنا مستمر
ما تعليقكم عما يدور عن وجود قوات دولية على الحدود بينكم وبين تشاد وافريقيا الوسطى؟
-الاستهداف مستمر وليس جديدا ولم يبدأ مع هذه الحكومة او الحكومة السابقة انما بدا قبل الاستقلال العام 1955 ووجود قوات دولية في دارفور جزء من الاستهداف لهذا رفضناه ورفضنا قرار مجلس الامن رقم 1706 لانه بكل بساطة يعني وضع السودان تحت الوصاية بنفس صلاحيات بريمر في العراق وبهذا الموقف فاننا لن نقبل ان تلتف علينا القوات الدولية وتعبر حدودنا وستجد المقاومة الشرسة ان شاء الله ونحن نعلم ان الحرب مستمرة وتأخذ اشكالا مختلفة.
هددت بعض المنظمات الانسانية بوقف اعمالها في دارفور ما يؤثر على ملايين المحتاجين؟
- نعم قدمنا كل التسهيلات وتولينا مسؤوليتنا في الاعاشة والاغاثة والايواء وتقديم الخدمات الضرورية وسهلنا ويسرنا مهمة هذه المنظمات التي زاد عددها على المائتي منظمة بعمالة تفوق الاربعة عشر الف من العاملين ...ويكفي دليلا على دور وجهد الحكومة ان النازحين الهاربين من الحرب لا يلجأون الى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون انما ينحازون للمناطق الامنة التي تسيطر عليها الحكومة...وراضون على الوضع الانساني العام في دارفور حيث لا وبائيات ولا مجاعة ولا وفيات اطفال فوق المعدل الطبيعي.
هل وقفتم على جهود المبعوث الامريكي لدفع الصين الى ممارسة ضغوط عليكم؟
- المبعوث الامريكي جاءنا والتقى بنا وخرج من السودان بعد ما صرح بانه راض عن جهودنا ورغبتنا في السلام ،ولم يكن في حاجة ليلجأ الى طرف اخر لممارسة ضغط علينا وعلاقتنا بالصين علاقة تاريخية قديمة قائمة على الصداقة الحقيقية وليست ذات اجندة سياسية او ضغوط.
هل استفاد السودان من صداقته للصين في مجلس الامن؟
- نعم ولنا اصدقاء في المجلس يقفون مساندين لنا وهم بالاضافة للصين روسيا وقطر ودول اخرى كانت عضوة في المجلس.
اجهاض اتفاقية ابوجا
متى يكتمل السلام في دارفور؟
- السلام لم يكتمل لوجود عدد مقدر من المعارضين لا يزالون يحملون السلاح.
والجهات التي وقعت اتفاق السلام ليست جهة واحدة كما هو الحال في اتفاقية سلام الجنوب انما هي لعدة جهات وهؤلاء تحاورهم من اجل تقديم مرشحيهم للمناصب لاكتمال خطوات السلام وباذن الله نصل... وكذلك لم يكتمل سلام دارفور لوجود عوائق خارجية متمثلة في الاتحاد الاوربي والادارة الامريكية اللذين يسعيان لتدويل الازمة وسعيا لاجهاض اتفاقية ابوجا المشاركين في وضعها ..ولو ساندوا الاتفاقية وجهود السلام لكان الوضع مختلفا.
الحركة الشعبية تتهمكم بدعم وتمويل جماعات عسكرية جنوبية وسحب الجيش الحكومي من الجنوب؟
- لا نمول ولا ندعم جماعات والمعروف للجميع انه كانت توجد قوات دفاع الجنوب وتقاتل معنا وحجمها كبير في حدود الاربعين الف مقاتل ...وفي الاتفاقية تم التعرض لوضعهم وحددت لهم عدة خيارات اما الانضمام للجيش السوداني او الجيش الشعبي او الدمج وتعاملنا معهم كحالة يجب وضع العلاج لها وتم احتواء مشكلة ثلاثين الفا منهم وما تبقى منهم في طور العلاج ان شاء الله اما ما يختص بسحب الجيش الحكومي فهذه عملية محددة في الاتفاقية ولها جدول زمني معروف ونحن ملتزمون به وسنكمل كافة المراحل في شهر يوليو هذا العام.
التنمية مسؤولية الحركة الشعبية
وكذلك الحركة تتهمكم بقصور التنمية والخدمات في الجنوب ؟
- التنمية في الجنوب صارت مسؤولية الحركة الشعبية ،،ولم نتلق تمويلا خارجيا لمشاريع منذ العام 1980 بسبب العقوبات الاقتصادية والحركة حين زار قادتها امريكا طالبوا باستمرار العقوبات رغم انهم شركاء في الحكومة ،ومع هذا يطالبون بالتنمية التي هي مسؤوليتهم وينالون نصيبهم كاملا في عائدات البترول وهو مخصص لتنمية وخدمات الجنوب وهو ليس مصاريف جيب لقادة الحركة.
هناك من يتحدث عن تدهور الاوضاع في السودان مما كانت عليه بعد توليكم السلطة عام 89؟
- ليس صحيحا ان الاوضاع تدهورت وعلى سبيل المثال في الجانب العسكري كانت عام 89 الاوضاع تشير الى ان الحركة تسيطر على اكثر من ثمانين في المائة من مساحة الجنوب وبعض الاجزاء في الشمال واليوم لا توجد حرب انما سلام حقيقي ،وفي الجانب الاقتصادي تشهد المنظمات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي بنمو واضح في الاقتصاد السوداني رغم ان الصندوق يقع في جانب العداء لنا ،وكانت موازنة عام 89 التي قدمت للبرلمان في نفس ليلة الثلاثين من يونيو تماما مليون دولار منها اكثر من 65% موارد خارجية واليوم موازنتنا 11 مليار دولار منها 95% موارد محلية ذاتية.
النازحون من اختصاص حكومة الجنوب
هل انتم راضون عن عودة النازحين الجنوبيين الى قراهم ؟
- لسنا راضين وعودة النازحين مسؤولية حكومة الجنوب بتهيئة الظروف الملائمة للعودة وان يطمئن العائد على امنه وخدماته من مياه وعلاج وتعليم وكلها غير متوفرة حاليا في الجنوب والحكومة هناك لها موارد وتسلمت كافة الحقوق لتهيئة المناخ للعودة ونحن من جانبنا ينحصر دورنا في ترحيلهم للجنوب طوعا لا قسرا.
الى اين وصلت جهودكم لاحتواء ازمة جيش الرب والحكومة اليوغندية ؟
- قمنا بجهد كبير ،هيأت حكومة الجنوب للمفاوضات ولكن يبدو ان الازمة في عدم وجود ثقة بين الطرفين الحكومة اليوغندية وجيش الرب وهذا هو العائق الاساسي.
اخيرا هل سيجدد الرئيس البشير ترشيحه في الانتخابات القادمة؟
- بكل صراحة انا افكر واسعى بشدة للتخلي لعلمي ان الشعب السوداني ملول ،ويحب التغيير وهذه وجهة نظر شخصية ابديتها للاخوة في المؤتمر الوطني لتقديم مرشح اخر للرئاسة في الانتخابات القادمة، واتمنى ان تجد رغبتي القبول والا تمارس علي ضغوط.
هل هنالك جديد فيما يتعلق بالموقف السودانى من دخول قوات دولية الى دارفور؟
- الحديث عن دخول قوات دولية في دارفور لم يكن واردا او تحت دائرة الحوار في جولات المفاوضات بل على العكس تماما كانت الادارة الامريكية والاتحاد الاوربي من اكثر المتحمسين والداعمين حتى تم التوصل لاتفاق ابوجا وكانا من المشاركين فيه بفعالية بل اعلنا ان المجتمع الدولي سيعاقب رافضي التوقيع على الاتفاق ولكن حدث التحول في المواقف وبدلا من فرض عقوبات على رافضي ابوجا كان التلويح بفرض عقوبات على الحكومة وتحول الموقف الى تقديم الدعم بكافة اشكاله للرافضين الذين اعلنوا عن تكوين جبهة عسكرية باسم الخلاص تمارس الاعمال العدائية دون ان تجد حتى مجرد الادانة من المجتمع الدولي.
هل مازلتم متمسكين برسالتكم للامين العام للامم المتحدة برفض هذه القوات؟
- نعم ورسالتنا واضحة بأننا لا نقبل اي وجود عسكري دولي في دارفور وقبلنا بخطة التعديل التي صدرت بعد اجتماع مجلس الامن والسلم الافريقي الاخير في ابوجا ذي الثلاث مراحل لوجود قوات افريقية بقيادة افريقية يعينها الاتحاد الافريقي مع الترحيب بالدعم من الامم المتحدة.
لايهمنا التهديد او الوعيد
ما تعليقكم على التهديد الصادر مؤخرا من الاتحاد الاوربي بفرض عقوبات على السودان في حالة استمرار رفضه وجود قوات دولية؟
- لا يهمنا التهديد والوعيد ولا نخاف العقوبات وهي مفروضة علينا منذ العام 1989م بكافة اشكالها الاقتصادية والسياسية والعسكرية وقد فرض علينا من قبل العدوان عبر حدودنا من قبل دول في اعقاب اعلان مستشار الامن القومي الامريكي في اديس ابابا بان الحرب ستندلع على السودان عبر جيرانه ،وبالفعل تعرضنا لهجوم وعدوان مدعوم بالكامل ..والعقوبات اخف على الشعب السوداني من ان يتعرض للغزو بموافقته.
ولكن للعقوبات وقطع المساعدات اثار سلبية على الشعب ومشروعات التنمية والخدمات؟
- لا ننكر حاجتنا للمساعدات ولكن لنا في العراق عبرة فهل حقق الغزو والتدخل الدولي لشعب العراق الامن والاستقرار وطموحاته في التنمية والاستقرار.
خلافات مع الشركاء
يتردد وجود خلافات داخل الحزب الحاكم حول القوات الدولية في دارفور ؟
- ليس صحيحا ولا توجد اي خلافات حول هذا الامر لان القرار صدر باجماع المكتب القيادي وهيئة الشورى وكل اجهزة المؤتمر الوطني.
ولكن توجد خلافات مع شركائكم في الحكومة ومنهم نائبكم الاول ومساعدكم حول القوات الدولية؟
- بكل اسف يحدث هذا ..ولكن حين عرض امر دخول قوات دولية طرحنا الامر برمته على شركائنا في الحركة الشعبية في اطار الشراكة السياسية من خلال المجلس الرئاسي وتم الاتفاق على رفض القوات الدولية وعرض القرار على مجلس الوزراء بكافة مكوناته السياسية وتمت الموافقة عليه بالاجماع ثم عرض على البرلمان وتمت الموافقة عليه ايضا بالاجماع ما يعني موافقة جميع الاطراف ولكن للاسف بعد ذلك حدث تراجع وتغير موقف الحركة ونحن ملتزمون بقرار مجلس الوزراء والبرلمان ولم تطلب الحركة الغاء القرار او نقضه في المجلس او البرلمان
رافضو السلام
وماذا عن تجدد القصف الجوي على بعض المواقع في دارفور رغم جهود الحل السياسي؟
- المعارضون رافضو السلام واتفاق ابوجا صاروا يجدون الدعم والمناصرة من المجتمع الدولي بدلا من مواجهتهم وفرض عقوبات عليهم وتلقوا دعما هائلا تحت سمع وبصر المجتمع الدولي وأعلنوا عن هدفهم حرب الحكومة والفصائل الموقعة على اتفاق السلام وتم تنفيذ التهديد ومارسوا اعمالا عدائية على بعد ثلاثين كيلو مترا من مدينة الفاشر ،ولم نسمع ادانة لهم ولا للداعمين لهم ولكن لمجرد ان وجهنا القوات المسلحة للدفاع بدأ الحديث عن تجاوزات وخرق لوقف اطلاق النار و في الاصل ليس هناك وقف اطلاق نار حتى نتهم بخرقه ..نعم قصفنا مواقع المتمردين ولم نتعرض للقرى والمدنيين.
انتم متهمون بدعم مليشيات الجنجويد؟
- هذا اتهام مردود واكثر من 80 % من الاعتداء على المواطنين تقوم بها عصابات وجماعات متفلتة. ولا وجود لما يسمى دعم حكومي للجنجويد.
استهدافنا مستمر
ما تعليقكم عما يدور عن وجود قوات دولية على الحدود بينكم وبين تشاد وافريقيا الوسطى؟
-الاستهداف مستمر وليس جديدا ولم يبدأ مع هذه الحكومة او الحكومة السابقة انما بدا قبل الاستقلال العام 1955 ووجود قوات دولية في دارفور جزء من الاستهداف لهذا رفضناه ورفضنا قرار مجلس الامن رقم 1706 لانه بكل بساطة يعني وضع السودان تحت الوصاية بنفس صلاحيات بريمر في العراق وبهذا الموقف فاننا لن نقبل ان تلتف علينا القوات الدولية وتعبر حدودنا وستجد المقاومة الشرسة ان شاء الله ونحن نعلم ان الحرب مستمرة وتأخذ اشكالا مختلفة.
هددت بعض المنظمات الانسانية بوقف اعمالها في دارفور ما يؤثر على ملايين المحتاجين؟
- نعم قدمنا كل التسهيلات وتولينا مسؤوليتنا في الاعاشة والاغاثة والايواء وتقديم الخدمات الضرورية وسهلنا ويسرنا مهمة هذه المنظمات التي زاد عددها على المائتي منظمة بعمالة تفوق الاربعة عشر الف من العاملين ...ويكفي دليلا على دور وجهد الحكومة ان النازحين الهاربين من الحرب لا يلجأون الى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون انما ينحازون للمناطق الامنة التي تسيطر عليها الحكومة...وراضون على الوضع الانساني العام في دارفور حيث لا وبائيات ولا مجاعة ولا وفيات اطفال فوق المعدل الطبيعي.
هل وقفتم على جهود المبعوث الامريكي لدفع الصين الى ممارسة ضغوط عليكم؟
- المبعوث الامريكي جاءنا والتقى بنا وخرج من السودان بعد ما صرح بانه راض عن جهودنا ورغبتنا في السلام ،ولم يكن في حاجة ليلجأ الى طرف اخر لممارسة ضغط علينا وعلاقتنا بالصين علاقة تاريخية قديمة قائمة على الصداقة الحقيقية وليست ذات اجندة سياسية او ضغوط.
هل استفاد السودان من صداقته للصين في مجلس الامن؟
- نعم ولنا اصدقاء في المجلس يقفون مساندين لنا وهم بالاضافة للصين روسيا وقطر ودول اخرى كانت عضوة في المجلس.
اجهاض اتفاقية ابوجا
متى يكتمل السلام في دارفور؟
- السلام لم يكتمل لوجود عدد مقدر من المعارضين لا يزالون يحملون السلاح.
والجهات التي وقعت اتفاق السلام ليست جهة واحدة كما هو الحال في اتفاقية سلام الجنوب انما هي لعدة جهات وهؤلاء تحاورهم من اجل تقديم مرشحيهم للمناصب لاكتمال خطوات السلام وباذن الله نصل... وكذلك لم يكتمل سلام دارفور لوجود عوائق خارجية متمثلة في الاتحاد الاوربي والادارة الامريكية اللذين يسعيان لتدويل الازمة وسعيا لاجهاض اتفاقية ابوجا المشاركين في وضعها ..ولو ساندوا الاتفاقية وجهود السلام لكان الوضع مختلفا.
الحركة الشعبية تتهمكم بدعم وتمويل جماعات عسكرية جنوبية وسحب الجيش الحكومي من الجنوب؟
- لا نمول ولا ندعم جماعات والمعروف للجميع انه كانت توجد قوات دفاع الجنوب وتقاتل معنا وحجمها كبير في حدود الاربعين الف مقاتل ...وفي الاتفاقية تم التعرض لوضعهم وحددت لهم عدة خيارات اما الانضمام للجيش السوداني او الجيش الشعبي او الدمج وتعاملنا معهم كحالة يجب وضع العلاج لها وتم احتواء مشكلة ثلاثين الفا منهم وما تبقى منهم في طور العلاج ان شاء الله اما ما يختص بسحب الجيش الحكومي فهذه عملية محددة في الاتفاقية ولها جدول زمني معروف ونحن ملتزمون به وسنكمل كافة المراحل في شهر يوليو هذا العام.
التنمية مسؤولية الحركة الشعبية
وكذلك الحركة تتهمكم بقصور التنمية والخدمات في الجنوب ؟
- التنمية في الجنوب صارت مسؤولية الحركة الشعبية ،،ولم نتلق تمويلا خارجيا لمشاريع منذ العام 1980 بسبب العقوبات الاقتصادية والحركة حين زار قادتها امريكا طالبوا باستمرار العقوبات رغم انهم شركاء في الحكومة ،ومع هذا يطالبون بالتنمية التي هي مسؤوليتهم وينالون نصيبهم كاملا في عائدات البترول وهو مخصص لتنمية وخدمات الجنوب وهو ليس مصاريف جيب لقادة الحركة.
هناك من يتحدث عن تدهور الاوضاع في السودان مما كانت عليه بعد توليكم السلطة عام 89؟
- ليس صحيحا ان الاوضاع تدهورت وعلى سبيل المثال في الجانب العسكري كانت عام 89 الاوضاع تشير الى ان الحركة تسيطر على اكثر من ثمانين في المائة من مساحة الجنوب وبعض الاجزاء في الشمال واليوم لا توجد حرب انما سلام حقيقي ،وفي الجانب الاقتصادي تشهد المنظمات الدولية ومنها صندوق النقد الدولي بنمو واضح في الاقتصاد السوداني رغم ان الصندوق يقع في جانب العداء لنا ،وكانت موازنة عام 89 التي قدمت للبرلمان في نفس ليلة الثلاثين من يونيو تماما مليون دولار منها اكثر من 65% موارد خارجية واليوم موازنتنا 11 مليار دولار منها 95% موارد محلية ذاتية.
النازحون من اختصاص حكومة الجنوب
هل انتم راضون عن عودة النازحين الجنوبيين الى قراهم ؟
- لسنا راضين وعودة النازحين مسؤولية حكومة الجنوب بتهيئة الظروف الملائمة للعودة وان يطمئن العائد على امنه وخدماته من مياه وعلاج وتعليم وكلها غير متوفرة حاليا في الجنوب والحكومة هناك لها موارد وتسلمت كافة الحقوق لتهيئة المناخ للعودة ونحن من جانبنا ينحصر دورنا في ترحيلهم للجنوب طوعا لا قسرا.
الى اين وصلت جهودكم لاحتواء ازمة جيش الرب والحكومة اليوغندية ؟
- قمنا بجهد كبير ،هيأت حكومة الجنوب للمفاوضات ولكن يبدو ان الازمة في عدم وجود ثقة بين الطرفين الحكومة اليوغندية وجيش الرب وهذا هو العائق الاساسي.
اخيرا هل سيجدد الرئيس البشير ترشيحه في الانتخابات القادمة؟
- بكل صراحة انا افكر واسعى بشدة للتخلي لعلمي ان الشعب السوداني ملول ،ويحب التغيير وهذه وجهة نظر شخصية ابديتها للاخوة في المؤتمر الوطني لتقديم مرشح اخر للرئاسة في الانتخابات القادمة، واتمنى ان تجد رغبتي القبول والا تمارس علي ضغوط.