-A +A
رندا الشيخ
«عندي سؤال! أتمنى يجاوبوني عليه الشباب! لأنو بصراحة مالقيتله تفسير! وهو: من متى كرة القدم وتشجيع المنتخبات حكر على الشباب دونا عن البنات؟ وفي أي قانون أوقاموس انكتب الكلام دا؟»!
بهذا التساؤل أبدأ مقالي لهذا الأسبوع، بما أننا نعيش أجواء مونديال 2014 الذي غمرنا بأجواء الحماس والمنافسة الودودة بين أفراد عائلتنا وأصدقائنا. وسبب تساؤلي هو شعوري بالغرابة تجاه ردود أفعال وتعليقات الكثير من الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي سواء على ما أكتبه شخصيا من وجهات نظر تتعلق بمستوى منتخب أو لاعب، أو على ما تكتبه الكثير من الفتيات في أي أمر يتعلق بهذه الرياضة!

أعتقد بأننا نعيش في عصر أصبحت فيه الرياضة روتينا شبه يومي في حياة الكثير منا، سواء على مستوى الأفراد أو المجتمعات، ولم يعد مستوى الوعي بأهمية ممارستها كسلوك يمتعنا بحياة صحية وبعيدة عن الأمراض، أو حتى متابعتها على التلفاز بمختلف أنواعها، شيئا غريبا أو حكرا على طبقة أو مهنة دون أخرى. لكن وبالرغم من ذلك، مازال الكثير من الشباب يتحسسون من فكرة تشجيع الفتاة ــ أو الأنثى ــ لأسباب غريبة وغير منطقية! فأذكر مثلا أن تعليقا لأحد الشباب على تغريدة من زميلة إعلامية كان يحمل في طياته انتقاصا واضحا لقدرتها على التحليل واستهجانا للأمر فقط لكونها فتاة رغم أنها صحفية رياضية ومتابعة جيدة ومنذ سنوات طويلة لمسيرة بعض النوادي المحلية والمنتخبات! ولن أنسى التعليقات المضحكة لبعض الشباب والتي تستهزىء بالمشجعات وتتهمهن بالأمية الكروية وعدم الإلمام بأي شيء يتعلق برياضة كرة القدم، وبمتابعة المباريات فقط لتشجيع بعض اللاعبين الذين يتمتعون بالوسامة! رغم أن الكثير منهم لا يتردد في تصوير المشجعات على المدرجات، وتحميل تلك الصور على أجهزتهم المحمولة، بل وتخصيصها كأيقونة أو رمز في صفحاتهم الشخصية بكل فخر وبابتسامات فاغرة! وإن هممت بالتعليق على الأمر رمقك بنصف ابتسامة وقال: أنا رِجال!
لن أطيل الحديث عن الأمر، لكن سأنهي الكتابة بسؤال كما بدأته: أليس غريبا عزيزي القارىء أن إحدى الصفات التي يشترط بعض الشباب أن تتمتع بها فتاة الأحلام هي أن تشاركه اللعب بأجهزة البلاي ستيشن وتستمتع بوقتها معه في متابعة مباريات كرة القدم وألا يقتصر اهتمامها على تنظيف المنزل والطهي؟ أترك لك حرية الإجابة والتعليق.