-A +A
علي فقندش (جدة)
حلم كثير من الإعلاميين في مصر والعالم العربي أن يكون لهم نصيب النجومية التي حظي بها الإعلامي والاسم الفاعل في الحياة الفنية في مصر وجدي الحكيم، الذي كون طوال أكثر من نصف قرن أو هي «60 عاما» ثنائيا كبيرا مع زميله الراحل جلال معوض، كان بمثابة الرمز للحياة الإعلامية الفنية في مصر ربما كان ثالثهما مفيد فوزي. نعم حلم كثيرون من زملاء الحرف وتنظيم المهرجانات والحفلات وإعداد البرامج الإذاعية الفنية والتلفزيونية في أن يكون أحدهم نسخة من وجدي أو جلال (رحمهما الله)، نحن نتكلم عن 60 عاما مضت، ولكن لإعلام الفن المصري رواده منذ بدايات القرن العشرين والذين برز منهم محمد التابعي، وجليل البنداري، وعبدالله احمد عبدالله، وحسن إمام عمر، ومحمد حمزة وكثيرون.
ووجدي الحكيم الذي كان الموسيقار العميد قد اختار له هذا الاسم الفني لمواصلة التعامل مع النجومية توفى البارحة الأولى في لندن، عن عمر ناهز الـ(80) عاما، إذ أنه من مواليد 23 يونيو 1934 أي أن رحيله كان قبل ستة أيام من احتفاله بعيد ميلاده الثمانين، هو واحد من أبرز ساكني مبنى الإعلام العظيم في مصر «ماسبيرو» حيث كانت الإذاعة عشقه الأول، مقدما ومعدا فيها الكثير من الأعمال التي ساهمت في حفظ تأريخ الفن المصري والعربي بشكل عام وفيما بعد الكثير من البرامج التلفزيونية، التي قدم آخرها على شاشة أوربت قبل انضمامها إلى شو تايم حياة الكثير من نجوم الفن وكباره وصانعي مجده، كان آخرها تقديمه حيا وعلى أرض الواقع حياة الراحلة وردة الجزائرية في مطعم والدها في بيروت عندما غنت لأول مرة لمرتادي المطعم وهي موهوبة لم تزل في الثانية عشرة من عمرها.

وهو إلى جانب عمله في الصحافة المقروءة والمسموعة والمرئية يعد واحدا من أكبر المهتمين بالموسيقى والغناء العربي وأحد رعاته في مصر، حيث شارك بل وأعد الكثير من المهرجانات الغنائية وحفلات الصيف والأندية وأكثرها شهرة حفلات أضواء المدينة التي كانت المشاركة فيها باعتبار الشهادة للاجتياز إلى الشارع والجمهور قدوما من الاستوديوهات، وكان من آخر الأسماء التي حظيت برعاية هذا الطود الإعلامي الكبير في بداية التسعينيات النجمة الشابة شيرين وجدي، التي لم يكن هذا اسمها الحقيقي، حيث أهداها أيضا وجدي الحكيم اسمه عندما قدمها لأول مرة كصوت جديد.
طوال سنين عمره الإعلامي الذي تجاوز الـ(60) منذ تخرجه من كلية الآداب (قسم اجتماع) كان صوته يجلجل خلف مايكروفون الإذاعة المصرية، وكان مداده عامرا في مختلف الصحف والمجلات المصرية في العمل الإعلامي للفن وعن أهل الفن وأخبارهم والتوثيق لحياتهم، حيث أن نجوميته عاصرت نجومية الكبار ممن تعامل معهم في دنيا الإعلام الفني مثل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ وسعاد حسني، التي شارك عبدالرحمن الخميسي في صناعة موهبتها وتقديمها لدنيا الفن وعوالمه المختلفة من تمثيل وموسيقى وغناء. كما أن جلال معوض كان قد اخرج الكثير من البرامج الفنية وسلسلة حياة الفنانين والأحداث الفنية وأشرف إلى جانب مهندس الصوت الشهير زكريا عامر على تسجيل الكثير من أشهر الأغنيات لكبار الفنانين العرب.
وللراحل مساهمات كبيرة في حياة الفنانين العرب ومشاركاتهم في مصر إلى جانب أستاذه مؤسس حفلات أضواء المدينة الذي قال عنه محمد عبده: «جلال معوض كان يحب الفنانين العرب وتحديدا السعوديين وكان هو صاحب الفضل في تقديمي في اول حفلاتي في مصر في العام 1969 بأغنية «يا مركب الهند».
ومن أبرز إطلالاته في الإعلام الحديث (الفضائيات) كانت استضافته في برنامج زاهي وهبي «خليك في البيت» منذ سنوات، حيث تحدث عن الكثير من شؤون وشجون الفن والسياسة والمجتمع والحياة العربية في كل ما يتعلق في هذه الاهتمامات.
أخيرا، برحيل وجدي الحكيم يكون الستار قد أسدل على جيل الرواد في الحياة الإعلامية الفنية.