كم هي الشخصيات التي أهيلت عليها أطنان من الأقاويل والتهم حتى مضت في كتب التاريخ شخصيات مشوهة في ذهنية العامة
ولم تفلح جهود الباحثين والدارسين من إزالة التهم التي التصقت بها.
عشرات الشخصيات لا زلنا نلعنها بسبب تهم وأقاويل قيلت من خصوم لهم، وسجلها التاريخ كحوادث عبرت زمنها إلا أن من جاء متأخرا ثبتها كحقائق لا تقبل النفي .
وبحوث عديدة لم تخلص الحجاج مما لصق به، أو تؤكد على عظمة عصر هارون الرشيد، وانتفاء ما قيل عن مجلسه، أو إزالة شعر أبي الطيب المتنبي فيما قاله عن كافور الأخشيدي، أو تطهير سمعة المتنبي ذاته عما لاحقه من تهم، أو تبييض ما سرت بيننا من سيرة أبي نواس بما لا تشتهيه أي نفس.
كل تلك التهم هي نتاج خصومات ومواقف تجاذبتها السياسة أو الاختلاف الفكري أو كان منشؤها تحاسدا شخصيا فتم تثبيتها على أنها حقائق .
ومع كثافة المعلومة وسرعتها وتنوع وسائل الاتصالات غدا تلويث وتطهير السمعة قابلا للتغير. خلال فترة وجيزة، ولو أردنا التمثيل لتطهير السمعة فسنجد مثالين صارخين لهذا التغير السريع. فالرئيس المصري حسني مبارك سارع الإخوان في تبييض سيرته بما أحدثوه من سياسة مراهقة كشفت كثيرا من الكوارث التي كان الرئيس مبارك يغطيها حتى إذ ظهروا على السطح كانت أفعالهم معيدة لنظام مبارك، صفات حميدة لم تكن لتظهر بهذه السرعة لولا رعو نة الإخوان، وانطواء نيتهم على مخطط ينسف الوجود المصري قبل العربي.
والمثال الآخر هو الرئيس صدام حسين فكما تمت مهاجمته بأبشع الصفات والتهم، هاهم أنفسهم من ألصق به كل رذيلة ونقيصة يجاهدون لإزالة قمائمهم وتبييض سيرته من خلال مقاطع يوتيوب استقطبوا العديد من لهم ثقة لدى الناس لكي يتحدثوا عن خاتمته الحسنة، ولو لا ما يحدث في العراق من احتراب مذهبي لما وجد هذا التجيش لتطهير سيرته التي كانت قبل عدد من السنوات القليلة الماضية معكرة، بحيث يستحيل تنقيتها بهذه السرعة.
وكثيرة هي الأمثلة الراهنة التي يتم تشويهها وتحميلها كل نقيصة، وسريعة هي أدوات التطهير والتنظيف أيضا، فمع توفر دوافع التشويه والتطهير سرعان ماتنجلي حقائق تقلب الشخصية من حال إلى حال ولهذا أجدني متحسرا على الشخصيات التاريخية الماضوية التي غرقت في أكوام من التهم والأقاويل التي لم يسعها زمانها بأدوات تزيل ما علق بها، أو عدم توفر وسائط إعلامية حديثة كل يوم لها حقيقة ــ كما هو حادث الآن ــ لهذا أجدني غير مصدق لما قيل عن تلك الشخصيات التي تم تشويهها ونامت في تاريخنا بارديتها المتسخة وعجزت كل الأدوات القديمة عن إزالة التهم عنها.
فكما يحاول الكثيرون الآن تطهير سيرة صدام بحجة خاتمته الحسنة، فكذلك الحجاج بن يوسف الثقفي وجدت صحائف تحت وسادته تطهر كل ما فعله ــ إن كان هناك قياس ــ لكن العداء يصبغ الكره فلا تعثر على لحظات صفاء عند العامة إلا حين تتكالب عليهم الأخطار. أما الأفراد فيحتارون بين قناعاتهم وسيل الأقاويل المنهمرة. ولهذا ثمة اعتذار لكل تلك الشخصيات التي كانت ضحية لخصومات حملها التاريخ على أنها حقائق.
ولم تفلح جهود الباحثين والدارسين من إزالة التهم التي التصقت بها.
عشرات الشخصيات لا زلنا نلعنها بسبب تهم وأقاويل قيلت من خصوم لهم، وسجلها التاريخ كحوادث عبرت زمنها إلا أن من جاء متأخرا ثبتها كحقائق لا تقبل النفي .
وبحوث عديدة لم تخلص الحجاج مما لصق به، أو تؤكد على عظمة عصر هارون الرشيد، وانتفاء ما قيل عن مجلسه، أو إزالة شعر أبي الطيب المتنبي فيما قاله عن كافور الأخشيدي، أو تطهير سمعة المتنبي ذاته عما لاحقه من تهم، أو تبييض ما سرت بيننا من سيرة أبي نواس بما لا تشتهيه أي نفس.
كل تلك التهم هي نتاج خصومات ومواقف تجاذبتها السياسة أو الاختلاف الفكري أو كان منشؤها تحاسدا شخصيا فتم تثبيتها على أنها حقائق .
ومع كثافة المعلومة وسرعتها وتنوع وسائل الاتصالات غدا تلويث وتطهير السمعة قابلا للتغير. خلال فترة وجيزة، ولو أردنا التمثيل لتطهير السمعة فسنجد مثالين صارخين لهذا التغير السريع. فالرئيس المصري حسني مبارك سارع الإخوان في تبييض سيرته بما أحدثوه من سياسة مراهقة كشفت كثيرا من الكوارث التي كان الرئيس مبارك يغطيها حتى إذ ظهروا على السطح كانت أفعالهم معيدة لنظام مبارك، صفات حميدة لم تكن لتظهر بهذه السرعة لولا رعو نة الإخوان، وانطواء نيتهم على مخطط ينسف الوجود المصري قبل العربي.
والمثال الآخر هو الرئيس صدام حسين فكما تمت مهاجمته بأبشع الصفات والتهم، هاهم أنفسهم من ألصق به كل رذيلة ونقيصة يجاهدون لإزالة قمائمهم وتبييض سيرته من خلال مقاطع يوتيوب استقطبوا العديد من لهم ثقة لدى الناس لكي يتحدثوا عن خاتمته الحسنة، ولو لا ما يحدث في العراق من احتراب مذهبي لما وجد هذا التجيش لتطهير سيرته التي كانت قبل عدد من السنوات القليلة الماضية معكرة، بحيث يستحيل تنقيتها بهذه السرعة.
وكثيرة هي الأمثلة الراهنة التي يتم تشويهها وتحميلها كل نقيصة، وسريعة هي أدوات التطهير والتنظيف أيضا، فمع توفر دوافع التشويه والتطهير سرعان ماتنجلي حقائق تقلب الشخصية من حال إلى حال ولهذا أجدني متحسرا على الشخصيات التاريخية الماضوية التي غرقت في أكوام من التهم والأقاويل التي لم يسعها زمانها بأدوات تزيل ما علق بها، أو عدم توفر وسائط إعلامية حديثة كل يوم لها حقيقة ــ كما هو حادث الآن ــ لهذا أجدني غير مصدق لما قيل عن تلك الشخصيات التي تم تشويهها ونامت في تاريخنا بارديتها المتسخة وعجزت كل الأدوات القديمة عن إزالة التهم عنها.
فكما يحاول الكثيرون الآن تطهير سيرة صدام بحجة خاتمته الحسنة، فكذلك الحجاج بن يوسف الثقفي وجدت صحائف تحت وسادته تطهر كل ما فعله ــ إن كان هناك قياس ــ لكن العداء يصبغ الكره فلا تعثر على لحظات صفاء عند العامة إلا حين تتكالب عليهم الأخطار. أما الأفراد فيحتارون بين قناعاتهم وسيل الأقاويل المنهمرة. ولهذا ثمة اعتذار لكل تلك الشخصيات التي كانت ضحية لخصومات حملها التاريخ على أنها حقائق.