-A +A
خالد طاشكندي (جدة)
قال خبراء في الشؤون السياسية، إن جولة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، تهدف إلى البحث عن حلول للوضع المتدهور في العراق وسوريا، إلا أنهم أكدوا لـ«عكاظ»، أن المهمة صعبة لا سيما بعدما أعلنت واشنطن أنها لن تتدخل عسكريا في العراق، محذرين من أن استمرار تدهور الأوضاع في بلاد الرافدين على هذا النحو يقود إلى التقسيم.
ورأى رئيس منظمة فريق العمل الأمريكي من أجل فلسطين الدكتور زياد العسلي، أن الزيارة ركزت على تداعي الأزمة السياسية في العراق والتي يمكن أن تؤدي إلى حرب أهلية وتتوسع رقعتها الجغرافية إلى أكثر من منطقة. وأضاف: إن كيري يواجه مهمة شاقة لتقريب وجهات النظر بين القيادات العربية الفاعلة وبين الإيرانيين الذين لديهم تأثير خاص في العراق، فإما أن ينجح في تجنب المواجهة العسكرية أو يفشل وتستمر هذه المواجهة المتصاعدة بين الأطراف العراقية.

وأفاد عسلي، أنه يتعين الوصول إلى تفاهم سياسي بوضع حد للأزمة العراقية التي سببتها ممارسات طائفية إقصائية لمجموعة كبيرة من المجتمع العراقي التي يجب أن تندمج في العملية السياسية، معتبرا أنه إذ توفر هذا النوع من التفاهم بين الأطراف الفاعلة فمن الممكن أن يتجنب العراق والمنطقة حربا طائفية.
من جهته، قال المحلل السياسي الدكتور أسامة الغزالي حرب لـ«عكاظ»، إن جولة كيري متعلقة بالعراق في المقام الأول، وهو بحسب الكثير من الآراء يخوض مهمة صعبة خاصة أن نوري المالكي بات مشكلة الأزمة بسبب الاتهامات الموجه ضده بالطائفية. مضيفا: إن تجذر المالكي وقضائه في السلطة قرابة 8 سنوات يصعب من تغيير مواقفه أو التوجه نحو إبعاده أو الإطاحة به، وفي ظل تداعي المشهد السياسي والأمني بشكل متسارع في العراق أصبح من الصعب التكهن بما يمكن أن يقدمه كيري من حلول أو كيف سيكون التوجه الأمريكي. ولفت إلى أنه فيما يتعلق بإرسال 300 مستشار عسكري أمريكي، فإنه ليس بفاعلية تواجد القوات العسكرية على الأرض، وبالتالي فإن التصرف الأمريكي في العراق ما زال شكليا وأبعد من أن يكون فعالا على الصعيد العسكري.
وأوضح الخبير الاستراتيجي اللواء الدكتور أنور ماجد عشقي، أن جولة كيري سوف تركز على الأزمة في العراق وسوريا، لافتا إلى أنها جاءت عقب زيارة وزير الخارجية الروسي للمملكة والذي أجرى مشاورات ثنائية مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل حول إيجاد حل للقضية السورية على ضوء (جنيف 1).
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تريد أن تضع حلولا لسوريا والعراق بشرط أن يوقف القتال ويقضى على عمليات الإرهاب، خاصة أن الوضع في العراق أوشك على إشعال حرب أهلية قد تفضي إلى تقسيم العراق.