تفطير الصائمين عند البعض صدقة، ولدى آخرين زكاة، والبعض يعدها عرفا اجتماعيا وعادة سنوية لا غنى عنها، وأحيانا تبدو العادة مظهرا اجتماعيا يتسابق البعض إليه، والأصل في الأمر أن الموائد تجمع شتات الجميع على «طاولة» واحدة متساوية، إذ تذوب الفوارق الاجتماعية، كما أن مشهد عشرات الشبان الذين يتسابقون لتفطير الصائمين عند الإشارات المرورية وتقاطعات الطرق قل مثاله في كثير من الدول، ويتخذ البعض ذلك أجرا ومثوبة وصدقة وزكاة.
سباق الخير
يقول المدير التنفيذي للمستودع الخيري في الطائف محمد أحمد الغامدي: إن تفطير الصائمين يؤجر عليه المسلم، والجميع يتسابقون عليه، سواء من العرف الاجتماعي أو للصدقة، مضيفا أن المستودع الخيري يقوم خلال شهر رمضان على تحقيق مبدأ التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع المسلم، والمساهمة في بناء المجتمع المتكامل مع حفظ كرامة المحتاجين، وتقديم الرعاية الأسرية الشاملة والمتخصصة، والمساهمة في المشاريع التنموية الموسمية، وفتح باب الصدقة أمام المحسنين من أهل الخير والبر والإحسان لمساعدة الفقراء، وأيضا فتح الباب أمام المتطوعين للمساهمة في خدمة المحتاجين والعناية بهم، لافتا إلى أن بالمستودع قسم البحث والمساعدات، هو معني بالبحث في حالات الأسر عن طريق الباحثين في كل حي وكل ضاحية، ودراسة أحوالهم وتصنيفهم حسب الفئات المعتمدة، ومن ثم إيصال ما يرد من تبرعات سواء كانت عينية أو مالية.
لا تبذير
وأضاف الغامدي أنه في كل عام من رمضان يقام مشروع إفطار صائم بوجبات توزع على 18 مسجدا تقريبا بالمحافظة، بما فيها مسجد عبدالله بن عباس الذي يفطر فيه حوالي 1000 شخص يوميا، وهناك الوجبة الجافة، حيث توزع 1500 وجبة في المواقيت، منها ميقات السيل ووادي محرم، بالإضافة إلى محطة النقل الجماعي وساحات معينة في داخل المحافظة، مؤكدا أن منذ بداية شهر رمضان ستكون هناك متابعة لجميع عمليات التوزيع في المساجد وغيرها، حيث يقوم على مراقبتها 50 موظفا بخلاف المتطوعين، والتنسيق مع أئمة المساجد في ذلك من حيث عدد المستفيدين من هذه الوجبات، مشيرا إلى أنه لا يوجد هناك مبالغة في وجبات الإفطار بل تعتبر وجبة أساسية فقط لمنع الوقوع في أي تبذير.
وأشار الغامدي إلى أنه خلال الأعوام الماضية تم توزيع 460 ألف وجبة جافة وساخنة بتكلفة بلغت تجاوزت 2 مليون ريال.
عادة متوارثة
المواطن عبدالله العتيبي، يقول: إن تفطير الصائم حث عليه الإسلام، مضيفا أن مجتمعنا يعتبره عادة رمضانية لا يمكن أن تغيب، سواء من خلال دعوة الأهل والأقارب والأصدقاء أو المحتاجين لعلمهم بهذا الأجر وفضل العرف الاجتماعي، الذي ينبع عن الكرم المتوارث بين الأجيال، مضيفا أنه من العادات لدى الكثير في هذا الوقت، اللجوء إلى الجمعيات الخيرية للمساهمة في إفطار الصائمين، من خلال الوجبات التي تقدم للمحتاجين، والمشاركة في الأعمال التطوعية، إلى جانب المساهمة في الحي وإفطار الصائمين بالمساجد بمساعدة إمام المسجد والمصلين.
ويقول نور محمد آدم (أحد المستفيدين من الإفطار منذ ثلاث سنوات): إن التفطير يجمع الجاليات المختلفة، ويؤكد حب السعوديين لأعمال الخير، كما يؤكد على سماحة الإسلام وحب المواطنين المشاركة في الخير والأجر.