جدد فريق من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن رغبته في صنع سيارة (وهج 3) للمشاركة في سباق التحدي الشمسي العالمي الذي يقام في أستراليا كل عامين، لتكون بديله عن وهج 2 التي تحولت إلى رماد على ظهر شاحنة كانت تقلها من المطار إلى مقر انطلاقة السباق في عام 2013م، لتكون المحطة التي عزم من خلالها الفريق تعويض غيابه بالمشاركة في منافسات السباق المقبل 2015م..
(عكاظ) تتبعت مراحل قصة السيارة منذ بدأت في عام 2010م، حين عزمت مجموعة من طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن على تقديم مشروع تخرج غير تقليدي، عبارة عن سيارة شمسية صغيرة تتحرك بواسطة التحكم عن بعد، فما لبثت الفكرة أن كبرت وتطورت ليظهر فريق طلابي اسمه (سراج)، قرر أفراده أن يحدقوا في عين الشمس مباشرة ويصنعوا سيارة حقيقية تتسع لراكب واحد تسيرها بطارية وخلايا شمسية، وأطلقوا عليها (وهج)، مقتبسين هذين الاسمين من الآية الكريمة (وجعلنا سراجا وهاجا)، أما الهدف النهائي لهذا المشروع فلم يعد مجرد تحقيق متطلبات التخرج، بل المشاركة في سباق التحدي الشمسي العالمي الذي يقام كل عامين بأستراليا، حيث سافرت مجموعة من فريق (سراج)، بقيادة البروفيسور عمرو القطب الأستاذ بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، إلى جامعة MIT الأميركية لتعلم أساسيات تصنيع السيارات الشمسية التي تستغرق صناعتها عادة قرابة السنتين، ثم عادوا ليتجاوزا الوقت وينجزوا مشروعهم في أحد عشر شهرا، فولدت (وهج - 1) كأول سيارة يتم تصنيعها بالمملكة، بحسب منظمة SAE في الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر الجهة المسؤولة عن إصدار أرقام هياكل السيارات حول العالم، والتي ألزمت الفريق باختيار رمز محدد للمملكة التي لم يسبق أن سجل باسمها رقم هيكل ولا يوجد رمز خاص بها كدولة في المنظمة، ليقوم الفريق باختيار الرمز (RS) لتكون ماركة لأية سيارة تصنع بالمملكة، إذ يجب أن يبدأ رقم هيكلها بهذا الرمز، وجاء الرقم التسلسلي لـ(وهج) ضمن السيارات المصنعة بالمملكة هو 001 بتاريخ (30 سبتمبر 2011) الذي أعلن دخول المملكة رسميا ضمن قائمة الدول المصنعة للسيارات.
وجاءت مشاركة الجيل الأول من فريق (سراج) بالسيارة (وهج - 1) في سباق التحدي العالمي للعام 2011م في أستراليا، حيث كانت النتائج مرضية كمشاركة أولى وتمكنت (وهج - 1) من قطع الطريق الذي يخترق القارة بأكملها من الشمال للجنوب والوصول لخط النهاية، وفي العام 2012م تكون الجيل الثاني من فريق (سراج) بهدف صنع السيارة (وهج - 2)، التي أريد لها أن تتفوق على سابقتها فنيا وتتفادى كثيرا من أخطائها التصميمية، لكي تكون واحدة من السيارات العشر الأولى في سباق 2013 الموعود، حيث تشكل الفريق من طلبة في تخصصات الهندسة الميكانيكية والكهربائية، وهندسة البرمجيات والتسويق، ومر أعضاؤه بالعديد من التحديات الفنية والتقنية باذلين ما يقارب 10 آلاف ساعة عمل على مدار سنة ونصف، وكان التحدي الأكبر والأشد صعوبة الذي واجههم هو تعرض البروفيسور عمرو القطب لأزمة صحية حرجة هددت المشروع بالتوقف بالرغم من ذلك كله، نجح الفريق في إتمام تصنيع (وهج - 2)، وتم شحنها من ورشة تصنيعها بجامعة الملك فهد وصولا إلى مطار سيدني، على أن تكمل طريقها بالشحن البري إلى مدينة داروين، حيث انطلاق السباق، لكن وقبل أيام معدودات من لحظة الانطلاق، تعرضت الشاحنة التي تقل (وهج - 2) لحريق مفاجئ فاستحال جهد السنين لرماد ولم يتمكن فريق (سراج) من خوض سباق 2013م، ويطمح الفريق لإنجاز السيارة (وهج - 3) والمشاركة بها في سباق 2015م، مسلحين هذه المرة بخبرات متراكمة وبعزيمة ماضية زادتها مرارات الإحباط قوة.