من أقاصي ذاكرته يستعيد محمد يوسف مؤذن تفاصيل نحو نصف قرن من الوقائع والأحداث في المسجد الحرام وهو يعلن دخول وقت الصلاة وتبليغ المصلين عن صلاة الجنائز.
ويسرد العم مؤذن حكايته مع مكبرية الحرم المكي فيقول «ولدت في محلة أجياد من أسرة تشرفت برفع صوت الحق من جنبات المسجد الحرام طيلة 300 عام وبقيت هكذا حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وتلقيت علومي الدراسية في مدرسة المنصورية وكنت عاشقا ومنبهرا بفنون الأذان حيث كان آبائي وأجدادي ممن رفعوا الأذان في المسجد الحرام منهم والدي يوسف مؤذن وجدي محمود وضياء محمود مؤذن وحسين محمد مؤذن ويعقوب بن حسين مؤذن والقائمة تطول».
وأضاف عميد مؤذني الحرم المكي أنه كان يعمل على صنع الزمازم من الصفيح وبيعها على الحجيج قبل أن ينوب عن والده في رفع الأذان من جنبات المسجد الحرام لمدة ست سنوات متتالية حتى عين من قبل رئاسة شؤون الحرمين كمؤذن رسمي وعمره لم يتجاوز 23 سنة. ونصح كل من ينضم لمكبرية الحرم المكي أن يكون مخلصا في عمله، دقيقا في مواعيده وأن يكون ملما بأداء الأذان على نسق جميل ومخارج الحروف واضحة دون تلحين زائد، مؤكدا أن زمالة العمل في المسجد الحرام لها نكهتها الجميلة الطيبة «فدائما ما نجتمع في مناسباتنا الخاصة وكذلك نخصص نزهة شهرية لجميع مؤذني المسجد الحرام.