-A +A
محمد سبتي (عرعر)
في الوقت الذي ملأت فيه الأفراح منزل أسرة العائد من جحيم الإرهاب في سوريا خلف بن خليفة العنزي، كانت والدته المسنة في فرحة مختلفة لم يكن ليعيشها غيرها، فهي التي انتظرته طويلا وكان قلبها كما تقول لـ«عكاظ» أمس يحدثها بعودته ولو بعد سنوات، فيما نامت مرتاحة لأول مرة منذ مغادرته بعد أن تم إبلاغها بوجوده لدى سفارة خادم الحرمين الشريفين في عمان.
وقالت والدة خلف «أنتظر على أحر من الجمر عودة فلذة كبدي للوطن لأحتضنه وأضمه إلى صدري بعد أن غاب عني ولم أكن أتوقع عودته للحياة من جديد».

وشهد منزل أسرة العنزي في عرعر أمس زيارة عدد من الأقارب والأصدقاء مهنئين بعودته من الجحم وسلامته من موت محقق لا يكاد يرحم أحدا في سوريا.
يذكر أن الشاب خلف العنزي ولد في مدينة عرعر بتاريخ 22/6/1407هـ ولم يتجاوز عمره بعد الثامنة والعشرين عاما ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة ابن جبير والمتوسطة في متوسطة مصعب بن عمير والثانوية في ثانوية الملك فهد ولم يكمل دراسته الجامعية.
وهو الرابع من بين خمسة أشقاء وثلاث شقيقات وهو يتيم الأب وكان ملتزما بتعاليم الدين الإسلامي منذ صغره ومحبوبا من قبل معارفه وأقرانه، تسلم إمامة مسجد الشملان في حي العزيزية قبل أكثر من خمس سنوات وكان ملتزما بإمامة المسجد ويحظى باحترام وتقدير جماعة المسجد.
أحمد العنزي صديق مقرب لخلف العنزي يقول «عودته أكبر دليل على رجاحة عقله ولم نكن نتوقع عودته خصوصاَ أنه أطال الغياب ومكث في سوريا أكثر من عامين».
من جانبه، عبر شقيق العائد محمد العنزي عن تقديره العميق لاهتمام السفارة السعودية في عمان بعودة شقيقه وما وجده من احترام وتقدير، مؤكدا أنهم الآن اطمأنوا على أن شقيقهم على قيد الحياة وأنه الآن في أيد أمينة.
إلى ذلك، حاولت «عكاظ» حتى ساعة إعداد هذا الخبر التواصل مع مسؤولي السفارة السعودية في عمان، إلا أن المتحدث الإعلامي محمد البلوي لايزال لا يرد على هاتفه ولا على الرسائل النصية، إلا أن مصادر «عكاظ» تؤكد عودة العنزي من عمان خلال اليومين المقبلين بعد إنهاء إجراءات عودته إلى المملكة واستخراج الوثائق اللازمة لذلك.