-A +A
نوف محمد
مع حلول شهر رمضان المبارك، هذا الشهر الفضيل الذي ينتظره جميع المسلمين بشوق ولهفة لما له من مكانة عظيمة بين الشهور، فيه ليلة بألف شهر وهي ليلة القدر، ليلة ينتظرها ملايين الناس للقيام بين يدي خالقهم يرجون رحمته ويطلبون مغفرته.
وهنا لن أتكلم عن عظمة هذا الشهر الفضيل؛ لأنه لا يخفى على كل مسلم عظمته وفضله.

ولكن سوف أتكلم عن الطفل وإمكانية صيامه فيه وتبعات ذلك.
الطفل في الإسلام هو الذي لم يبلغ الحلم، وما بعد ذلك يصبح مكلفا بالقيام بجميع العبادات وواجبا عليه وفرضا؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يفيق، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم) رواه أبو داوود وصححه الألباني في صحيح أبو داوود.
ولكن، مع هذا لا يمنع أن تشجع الأسرة الطفل على الصيام وأداء بعض العبادات كالصلاة والذهاب بهم إلى المسجد من باب التعويد بحسب استطاعة كل طفل، حيث لا يوجد سن محددة يبدأ بها الطفل الصيام، فكل طفل يختلف عن الآخر في تحمله واستطاعته، والواجب علينا هو تمرينه وتعويده بالتدريج على ذلك من سن السادسة أو السابعة.
ويبدأ بالصيام لربع يوم أو أقل ثم تزيد الساعات والأيام بحسب عمر الطفل، حيث إن سن الثانية عشرة هي سن يكلف فيها الطفل للعادة فقط.
ودور الوالدين هو تشجيع أولادهم على الصيام بمكافأتهم بالثناء عليهم ومدحهم أو الخروج بهم للتنزه أو شراء الهدايا لهم، وذلك عن كل يوم يصومه الطفل، والهدف هو تعزيز مكانة هذه العبادة لديه، ولا مانع من خلق روح المنافسة بينه وبين أقرانه، ولكن يجب الحذر من توبيخه ونهره عند عدم قدرته وعجزه عن تحمل الصيام، والحذر من مقارنته بمن يستطيع ويتحمل من أقرانه، حيث إن هذا من الممكن أن يوغر في صدره عليهم ويخلق الغيرة والكره لهم، حيث يشعره بأنه أقل منهم في القدرة والتحمل، ولا يستشعر الطفل وقتها عظمة الصيام، وهذا مخالف للهدف من تعويد الطفل على الصوم، لذلك يجب تهيئة الطفل وتشجيعه على القيام بهذه العبادة، وليس تنفيره منها وتحميله فوق طاقته، والله الموفق.