-A +A
عبدالرحمن الصالح (مكة المكرمة)
نتوقف اليوم عند تجربة تدريس لأكثر من عقدين تجسدت في الشيخ الدكتور سليمان بن وائل التويجري الذي لايزال يواظب على الحضور إلى كرسيه في المسجد الحرام، وقد انتقل من المطاف إلى أحد أروقة باب الملك فهد حيث يواصل إلقاء الدروس والتوجيهات المفيدة.
التويجري القادم من بلدة أضراس في الضاحية الغربية من مدينة بريدة ودرس فيها ثم غادر إلى المعهد العلمي بالرياض ليتخرج منه عام 1390هـ، واستمر بعدها في كلية الشريعة بالرياض لدراسة البكالريوس ثم بمكة لإعداد الماجستير 1396هـ والدكتوراة 1402هـ ليصبح أستاذا مساعدا بجامعة أم القرى في نفس العام وتولى بعدها رئاسة قسم القضاء ثم عمادة كلية الشريعة ثم إدراة دار الحديث الخيرية وإمامة جامع الشيخ حمد بن عبدالله آل ثاني بمكة المكرمة.

واستفتح التويجري درسه بإلقاء موعظة عن إخلاص العمل لله عند إقبال المواسم والاجتهاد في العمل قبل انتهاء الأجل وقال الدكتور: «المقصود من خلق الإنسان وإيجادهم لأجل أن يعملوا شيئا معينا وهو المذكور في قوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) وهو أمر محدد محصور ومعنى يعبدون أي يوحدون بالعبادة»، مضيفا أن «العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، والله هو الرزاق الذي لا تنفد خزائنه وإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون».
وأوضح الدكتور: أن الله فضل الإنسان على سائر الكائنات الحية بما أودع الله فيه من استعداد لفهم التكاليف الشرعية لما جعله فيهم من العقل الذي يستطيعون به أن يفهموا الخطاب وأن يتحملوا تبعته وينفذوها ويلتزموا بها وأضاف: «العباد هم المحتاجون إلى الله وأن يخضعوا له وما خلقوا من أجله فيجب أن تسخر كل قواك من أجل عبادته وما سواها يأتي تبعا من أمور الحياة المعيشية لأنها غير مقصودة بذاتها».
وبين التويجري أن «التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة يحيي الإنسان حياة طيبة ويجزيه جزاء أوفى قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة)».
وختم كلمته بالدعاء للمسلمين في هذا الموسم العظيم ليفتح المجال أمام أسئلة المعتمرين المتنوعة، وفي معرض الإجابة عن سؤال عن معنى فتنة المحيا والممات قال الدكتور: «قد يبتلى الإنسان بالكسل أو التجرؤ على الحرام أو اتباع البدعة ونحوها، أما فتنة الممات فهي عند الموت كما يصعب على بعض الناس ترديد الشهادة في وقت يغلب على الإنسان فيه ما كان ينشغل به في حياته أو حين يسأل الإنسان في قبره فيقول: هاه هاه».
وفي إجابة عن علاج الوسواس قال: «إن الوسواس عبث الشيطان بالإنسان حيث يجعل الإنسان صديقا له في كل تصرف له بينما الواجب على المؤمن معاملة الشيطان كعدو كما قال تعالى (إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) والحل في هذا أن تقطع الصلة بالشيطان وتستعين بذكر الله».