-A +A
صالح العبدالرحمن التويجري
منذ أيام قرأت في إحدى صحفنا خبرا يقول إن الدكتور عبدالحميد التواب صبري رئيس جامعة الفيوم شهد (سيمنارا) علميا تم تنظيمه لقسم البساتين لكلية الزراعة بعنوان ابتكار طريقة جديدة لزراعة الحاصلات الزراعية باستخدام مياه البحر يعتمد هذا الاختراع على الحصول على أكبر قدر من التبخير داخل نظام خاص تم تصميمه بطريقه تجعل النبات يستفيد من الماء بصورته البخارية، ويهدف هذا المشروع إلى إيجاد طريقه لحماية مصر والوطن العربي من الفقر باستخدام مياه البحار، بل وبالمياه شديدة الملوحة، ما سيمكن من زراعة ملايين الأفدنة من صحراء مصر والمساهمة بتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل والمنتجات الزراعية، علما أن هذا الاختراع يتميز بانخفاض التكاليف نسبة إلى تكاليف محطات التحلية، ويقلل من احتياج الطاقة، لكونه يعمل مباشرة مع سطوح الشمس هذا بالنسبة لمصر التي بإمكانها زراعة مختلف المحاصيل الزراعية في صحاريها الواسعة باستخدام مياه النيل الذي يكاد لا ينضب لو أرادت ذلك.
وحقيقة أن هذا الاختراع لو أخذ به في وطننا العزيز وعلى سواحلنا الطويلة الممتدة شرقا وغربا المتمثلة بسواحل البحر الأحمر والخليج العربي التي يزيد طولها على 6750 كم، لأصبحت بلادنا أكبر مصدر للمواد الغذائية بعد الاكتفاء الذاتي العالي، وخصوصا القمح، ويضاف إلى ذلك التخفيف من أعباء أجهزة التحلية المنتشرة بوطننا العزيز، وليس ذلك فحسب، بل سيكون سببا في توفير المياه الجوفية، سواء المتجددة أو غير المتجددة.

فهل تستطيع وزارة الزراعة ووزارة المياه والكهرباء الأخذ بهذا الاختراع العظيم، ولو فعلوا ذلك لنقلوا الوطن من حال الحاجة إلى الآخرين والاستيراد المتناهي لمختلف المواد الغذائية، على رأسها القمح، إلى قلب المجن وقلب الوضع من كون المملكة مستوردة، لتصبح مصدرة إلى غيرها، فهل تتجرأ الوزارتان على الاستفادة من هذا الاختراع من أجل الوطن وللوطن وعدم الاستماع للمثبطين والمنتفعين على حساب المواطنين، وأذكر أن ما يماثل هذا الاختراع سبق وأن تقدم به أحد من أبناء الوطن منذ أكثر من خمس عشرة سنة، وكتبت عنه لمعالي وزير المياه والكهرباء، ولم أر حراكا أو محاولة من وزارته تجاه الاستفادة من ذلك الاختراع، فما عسى أن تفعله الوزارتان.