-A +A
علي فقندش
... ولا بأس أن نتحدث عن «عكاظ» أحيانا بنرجسية، إذا ما صنف البعض ذلك بالنرجسية، فـ«عكاظ» الصحيفة، وعكاظ المؤسسة الإعلامية الكبرى في مملكتنا الحبيبة، والتي يحتفل نادي مكة الأدبي بمؤسسها الأديب الكبير أحمد عبدالغفور عطار هذا الأسبوع، لطالما كانت إيجابياتها ومواصلة إفراز ما يجب أن تؤتيه المؤسسات الإعلامية الكبرى أمرا متواليا ويقف شاهدا على عدم الجمود أو الوقوف طويلا بلا إنتاج يذكر! فمن مواقفها الداعمة لكل من يتوقع منه النجاح والبروز والانطلاق تقديم ودعم الخطى الأولى لكل القادمين إلى حياة النجومية، ففي دنيا الإعلام والأدب والكتابة والمسؤولية كانت من تولى الخطوات الأولى لأديبنا الراحل عبدالله الجفري وغيره من الأسماء قبل الانطلاق إلى غيرها والعودة إليها، كذلك قدمت «عكاظ» لصحف أخرى أسماء طالما ساهمت في صنع البريق للعمل الصحافي مثل محمد محجوب في الزميلة «المدينة» الآن، والزميل قينان الغامدي الذي انطلق بنجاحات عكاظية ليرأس الكثير من الزميلات بل ويصنع مجدها الأولي مثل «الوطن» و«الشرق» وغيرها.
ومما أفرزته مدرسة عكاظ التي ما زلنا ــ نحن العاملين فيها ــ ننحني إجلالا أمام إيجابياتها أسماء عديدة سجلت الكثير من النجاح في مجالات ابداعية كثيرة انطلقت من العمل الصحافي في "عكاظ" تحديدا، ومن هؤلاء يحيى البشري المصمم السعودي العالمي الذي أذهل الكثير من الشخصيات العالمية ودور الأزياء في العالم، وكان من هؤلاء الأميرة الراحلة ديانا سبنسر التي طالما تحدثت في حياة الإعلام عنه كمصمم عالمي ألبسها جمالا على جمال بعد أن عمل في بدايته العملية محررا مراسلا لـ«عكاظ» من بلده أبها، أيضا المخرج التلفزيوني المتميز صاحب النجاحات الكبيرة في إخراج الأوبريتات، ولا سيما تلك في افتتاحيات مهرجان الجنادرية الموسمي فطيس بقنة الذي بدأ محررا في «عكاظ» أيضا، وأسماء عديدة قدمتها «عكاظ»، إذ ليس من قبيل الصدفة أن تشارك «عكاظ» في المراحل الابتدائية للكثير من النوابغ في مهنهم ذات العلاقة بالجمال والإبداع. وقس على ذلك كثيرا من وسائل الدعم والتبني في الحياة الفنية، ودليلنا إلى ذلك دعم الخطوات الأولى لكثير من المواهب في الحياة الفنية مثل النجم عبدالمجيد عبدالله الذي كانت «عكاظ» أول من قدمه للحياة الفنية إعلاميا مع مكتشف موهبته الراحل الموسيقار سامي إحسان، وذلك في العام 1984.
والذي نحن متأكدون منه أن هذه الأدوار الإيجابية هي أول ما يجب أن يكون ملموسا في الحياة الاجتماعية من قبل العمل الإعلامي والمؤسسات الصحافية على وجه الخصوص.

فاصلة ثلاثية لابن زيدون:
لا تحسبوا نأيكم عنا يغيرنا
إذ طالما غير النأي المحبينا
غيظ العدى من تساقينا الهوى
فدعوا بأن نغص فقال الدهر آمينا