تحت عنوان (فئران جدة يا أمانة) كتبت عن بيئة العشرات من الاحياء القديمة في جدة، وكيف اصبحت هذه الاحياء بيئة مثالية لتكاثر ونمو القوارض، احياء كالصحيفة والكندرة والعمارية، والبلد بصفة عامة، والمنطقة التاريخية كحارة البحر، واليمن، والشام، والمظلوم، وكل ما هو شرق شارع الذهب، كل هذه الاماكن الغالية على قلوب اهالي جدة للأسف تعاني ومنذ سنوات من تراجع بيئي خطير، واصبحت بعض شوارعها تشتكي من تكدس القمائم وتأخر ازالتها، ومن الطفح المتكرر للبيارات، ما أوجد بيئة مناسبة لتكاثر الفئران الذي يؤكد العلم ان فئران المستودعات والبيوت (وهي المنتشرة في احياء جدة) اذا توفر لزوج منها بيئة مناسبة للتكاثر فسوف يصل عددها خلال ثلاث سنوات إلى 15 الف فأر.
هذه الحقيقة العلمية التي أكدها الباحثون عن انواع فئران احياء جدة حاولت بها استحثاث وتعجيل الامانة لعمل كل ما يمكن لإيقاف انتشار الفئران ومنع وصولها إلى احياء وسط وشمال جدة. وحذرت وغيري من هذا الانتشار وأكدت ان البيوت المنخورة والشوارع والأزقة بحفرها في العديد من احياء جدة القديمة هي اليوم سكن ومجتمع للقوارض، وان الفرق المخصصة لمكافحة هذه القوارض بعيدة عن المنهج العلمي والمشروع الشامل الذي يؤدي الى الانتهاء من هذه المشكلة البيئية المزمنة.
في 19/8/1433 هجريا، نشرت «عكاظ» رد الامانة على مقال فئران جدة يا امانة، وكان من اهم ما احتواه هذا الرد اعتراف الامانة بمشكلة القوارض في الاحياء وبواقع وجودها، والتأكيد بأنها تجد الدعم غير المحدود لأعمال مكافحة القوارض، وكان آخرها توقيع عقد بخمسين مليون ريال ولمدة ثلاث سنوات مع احدى الشركات المتخصصة للمكافحة الشاملة لجميع انواع القوارض والغربان والحيوانات العقورة والذباب والصراصير.
وحيث انه لم يتبق على عقد الخمسين مليونا الذي ابرمته الامانة مع الشركة المتخصصة لمكافحة القوارض الا بضعة شهور، وفي ظل غياب التقرير الشهري او الدوري او النصف سنوي او السنوي الذي نستطيع ان نحكم به على عمل الشركة وما قامت به للقضاء على فئران احياء جدة، وفي ظل عدم وجود دليل او شاهد ولو اعمى يشهد بأن الخمسين مليونا لم تذهب هباء منثورا لا سيما ان الفئران فضيحة ولا يمكن سترها او اخفاؤها وتعشق الجري والحرية و(النطنطة) في الشوارع واعدادها اجزم انها اكثر من اعداد القطط في بعض احياء جدة القديمة، ومن لا يصدق فإني على استعداد وكما ذكرت سابقا لأصطحابه في رحلة ليلية ليشاهد ما لم يكن يتوقعه، وان لم يسمح وقته فالصور لهذه الشوارع والاحياء الممتلئة بالفئران لدي بالمئات، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيجدد عقد الخمسين مليونا لمكافحة القوارض مع نفس الشركة او غيرها وهل ستظل الخمسين كما هي في حال جدد العقد ام ستقفز مثلا الى المائة مليون لنفاجأ بعد ثلاث سنوات اخرى بأن فئران احياء جدة اصبحت اكثر انتشارا وتجمعا وتألقا وتضخما وكأنها تعالج وتغذى وتدعم لا تكافح.
هذه الحقيقة العلمية التي أكدها الباحثون عن انواع فئران احياء جدة حاولت بها استحثاث وتعجيل الامانة لعمل كل ما يمكن لإيقاف انتشار الفئران ومنع وصولها إلى احياء وسط وشمال جدة. وحذرت وغيري من هذا الانتشار وأكدت ان البيوت المنخورة والشوارع والأزقة بحفرها في العديد من احياء جدة القديمة هي اليوم سكن ومجتمع للقوارض، وان الفرق المخصصة لمكافحة هذه القوارض بعيدة عن المنهج العلمي والمشروع الشامل الذي يؤدي الى الانتهاء من هذه المشكلة البيئية المزمنة.
في 19/8/1433 هجريا، نشرت «عكاظ» رد الامانة على مقال فئران جدة يا امانة، وكان من اهم ما احتواه هذا الرد اعتراف الامانة بمشكلة القوارض في الاحياء وبواقع وجودها، والتأكيد بأنها تجد الدعم غير المحدود لأعمال مكافحة القوارض، وكان آخرها توقيع عقد بخمسين مليون ريال ولمدة ثلاث سنوات مع احدى الشركات المتخصصة للمكافحة الشاملة لجميع انواع القوارض والغربان والحيوانات العقورة والذباب والصراصير.
وحيث انه لم يتبق على عقد الخمسين مليونا الذي ابرمته الامانة مع الشركة المتخصصة لمكافحة القوارض الا بضعة شهور، وفي ظل غياب التقرير الشهري او الدوري او النصف سنوي او السنوي الذي نستطيع ان نحكم به على عمل الشركة وما قامت به للقضاء على فئران احياء جدة، وفي ظل عدم وجود دليل او شاهد ولو اعمى يشهد بأن الخمسين مليونا لم تذهب هباء منثورا لا سيما ان الفئران فضيحة ولا يمكن سترها او اخفاؤها وتعشق الجري والحرية و(النطنطة) في الشوارع واعدادها اجزم انها اكثر من اعداد القطط في بعض احياء جدة القديمة، ومن لا يصدق فإني على استعداد وكما ذكرت سابقا لأصطحابه في رحلة ليلية ليشاهد ما لم يكن يتوقعه، وان لم يسمح وقته فالصور لهذه الشوارع والاحياء الممتلئة بالفئران لدي بالمئات، والسؤال الذي يطرح نفسه هل سيجدد عقد الخمسين مليونا لمكافحة القوارض مع نفس الشركة او غيرها وهل ستظل الخمسين كما هي في حال جدد العقد ام ستقفز مثلا الى المائة مليون لنفاجأ بعد ثلاث سنوات اخرى بأن فئران احياء جدة اصبحت اكثر انتشارا وتجمعا وتألقا وتضخما وكأنها تعالج وتغذى وتدعم لا تكافح.