-A +A
فتحي حلواني
رمضان مبارك وكل عام وأنتم بخير يا سمو الأمير. هذه معاناتي أنثرها بين يديكم أسأل الله سبحانه وتعالى أن أجد لها حلا لديكم..
قبل 23 عاما قمت أنا وزوجتي بحضانة طفلة من ذوي الظروف الخاصة (مجهولة الأبوين والنسب) طلبا للأجر من الله ولإشباع غريزة وضعها الله في البشر وقمت ولله الحمد بتربيتها وتعليمها على الوجه الذي يرضي الله عني فدرست في أفضل المدارس الخاصة وكل ذلك من فرط حبي لها واهتمامي بها حتى تخرجت من جامعة أم القرى وحصلت على البكالوريوس تخصص تاريخ مع إعداد تربوي بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وبمعدل 3.50 من 4 وفرحنا جميعا بتخرجها ودخل السرور إلى قلبي كوني قد استطعت أن أصل بها إلى نهاية مراحل التعليم العالي بنجاح ولم يبق على تأمين المستقبل والحياة الكريمة إلا خطوة واحدة ومقدور عليها إن شاء الله هكذا أحسب، ومن البديهي أن أول خطوة قمت بعملها أن سجلنا في جدارة وتم تعبئة الطلب بنجاح وظهر لي ما يسمى اختبار كفايات المعلمات من خلال (قياس) وفعلا سجلنا في قياس ودفعنا رسوم اختبارين كفايات المعلمات العام والتخصص وبحمد الله تم اجتياز التخصص لكنها لم تستطع اجتياز العام إذ حصلت على 47% من 50 وكونها لم تجتز اختبارات كفايات المعلمات فإنه لا يمكن تعيينها معلمة، وتحطمت جميع الآمال ووقفت عقبة قياس في طريق لا أعرف له نهاية. سمو الوزير هذه الفئة من المجتمع هي ضحية لا نريد أن نكون مع القدر في سوء الظروف الاجتماعية عليها. كأسرة حاضنة قمنا بكل ما هو مطلوب منا وأفضل (بقي مساهمة سموكم الكريم) في مساعدة فئة من أبناء المجتمع، أعلم جيدا بأنه يهمكم أمرهم فأنتم صاحب القلب الرحيم العطوف ولكم في ذلك أيادٍ بيضاء باهتمامكم بالأيتام فما بالك يا سيدي بما هو أبلغ من اليتيم، القطاعات العسكرية تجاوزت عن جميع الشروط للذكور من ذوي الظروف الخاصة وتم استيعابهم لخدمة وطنهم وتكوين أسرة تمارس الدور الاجتماعي الطبيعي والعادي في وطن ينعم أفراده بالأمن والأمان والحياة الكريمة ورغد العيش في ظل ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الذي هو ولي أمر هذه الفئة من المجتمع لكن الإناث لم يتم شيء بشأنهن. لذلك أرجو منكم يا سمو وزير التربية والتعليم استثناء ذوي الظروف الخاصة من اختبارات قياس وكفايات المعلمات وأن يتم تعيينهن مباشرة في مناطق سكنهن. ويعرف سموكم الكريم أن تعيينهن يساعد الشابات منهن على الارتباط الأسري وتكون هذه الوظيفة سندا ومعينا لها بدخل ثابت يكفيها لحياة كريمة ويغنيها عن مذلة السؤال ويبعد عنها نوائب الدهر وتقلبات الزمن.

بقي يا سمو الوزير مشاركتكم لي في الأجر والإسراع فورا في تعيين ابنتي على وظيفة أعدت لها مسبقا وتحصلت فيها على أعلى الدرجات في دراستها التربوية. أتمنى أن أرى ابنتي وهي تقوم بخدمة وطنها وأبناء مجتمعها وتسلك طرقا عادية جدا في الحياة تعيش مواطنة صالحة مثل غيرها من أبناء الوطن.
ننتظر لفتة إنسانية كريمة من رجل مسؤول كريم يقدر الظروف الإنسانية والاجتماعية التي تمر بها ابنتي من فراغ قد يؤدي إلى مشكلات كبيرة لا تحمد عقباها، ويعلم سموكم أن الوظيفة والدخل الثابت يؤديان إلى حياة كريمة وقد يساعد ويشجع على الزواج والارتباط لتكوين أسرة سعيدة عادية مثل باقي الأسر في هذا الوطن الحبيب.. أملي في الله ثم في سمو وزير التربية والتعليم الأمير خالد الفيصل في تحقيق آمالي وتطلعاتي في مستقبل ومصير ابنتي وأن أسعد بأن أرى نهاية جهدي وثمرة تعبي قد أينعت وأديت ما علي، وبدأت ابنتي تعيش مثل غيرها مواطنة عادية هادئة آمنة مطمئنة مستقرة، فإني أنتظر يا سمو الأمير، والرجاء بيد الله سبحانه وتعالى.