-A +A
تواصل دولة الاحتلال الإسرائيلية ممارسة البطش والقتل بدون أي رادع، ودخلت آلياتها العسكرية أمس لتعيث في الأرض الفلسطينية فسادا وتدميرا، وتعود أدراجها بعد أن تحرق الأخضر واليابس، وبذلك تستمر الصيغة الظالمة للصراع القائم منذ 65 عاما دون تغير.
ما يدور من حراك ما هو إلا استهلاك لا يفسر الأسباب الحقيقة لعودة العدوان، إسرائيل لا تعرف سوى لغة القتل لضمان الوجود، بعد رفضها لكل دعوات السلم والسلام، بحجة الأمن النابع من السلوك الدموي والمضطرب الذي تعيشه بعد اغتصابها للأرض الفلسطينية.
وما يجري في غزة هذه الأيام أمام الصمت الدولي المطبق، إلا من إشارات استهجان تصدر على استحياء، مؤشر على أن قدرة المحتل أصبحت تفوق قدرة وطاقة الفلسطينيين، على كسب التأييد والتعاطف تجاه قضية قدموا من خلالها التنازلات تلو التنازلات، من أجل الخروج بأقل الخسائر وإيقاف نزيف الدماء الفلسطينية، وأمام تفاوت ميزان القوة الذي أصبح في صالح العدو الذي يقتات من الدم والنار، ويحتاج لبقائه قائما ممارسة العبث.
ولإسرائيل أجندتها العسكرية والسياسية في حربها ضد غزة، حيث تريد أن تكون لاعبا أساسيا في ما هو مقبل على كل المنطقة من تطورات، لذلك أضحت وحدة الصف الفلسطيني والعربي ضرورة للاعتماد على موقف قوي يتصدى لهذا العدوان، وعدم الإنجراف خلف المنحى الخطير الذي يريد نتنياهو الوصول إليه مستغلا الصراعات والأزمات المشتعلة في المنطقة، ليعيد خلط الأوراق وإرباك صف الوحدة الفلسطينية.