-A +A
صالح شبرق (جدة)
طالب عدد من المتابعين والمشاهدين لفضائيات شهر رمضان بضرورة احترام فكر وثقافة المشاهدين، بعد أن أصبح العالم على كف شاشاه صغيرة تحمل في اليد، وأجمع قراء «عكاظ» عبر استفتاء إلكتروني على موقع الصحيفة، أن ماضي القنوات الفضائية القريب كان أفضل مما هو عليه الآن، مطالبين بضرورة عودة المسلسلات التاريخية التي تعيد للذاكرة بطولات الفتوحات الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، كما ذهب البعض إلى أن الكوميديا الهادفة اختفت في فضائيات هذا العام، لتتحول اإلى تهريج وتقليد بعيدا عن ماهية الكوميديا والتقيد بمعاييرها العالمية في تقديم رسائل مجتمعية ومعالجتها بقالب كوميدي يرتقي لفكر المشاهد والمتابع.
رأى القارئ أيمن عبدالعزيز مسعودي، أن جميع ما يعرض حاليا في القنوات الفضائية في شهر رمضان لا يرقى إلى ذوق المشاهدين، باستثناء برنامج توعوي للشيخ صالح المغامسي على قناة دبي، ومسلسل خميس وجمعة على قناة روتانا خليجية بعد المغرب للفنان فايز المالكي، وبرنامج خواطر على الام بي سي، وبرنامج أحلى رحلة لمشاري الخراز.

مسلسلات تاريخية
فوزي بليله قال: «رمضان شهر عبادة وصوم، وكنا بالماضي نستمتع بالمسلسلات التاريخية التي تحكي الغزوات والفتوحات الإسلامية مثل مسلسل عبدالرحمن الغافقي وغيرها من المسلسلات ذات قيمة ومحتوى، بينما نجد الآن مسلسلات سيئة لا تعرف لها هدفا وفي نفس الوقت يتم عرض برامج هادفة مثل برنامج خواطر وهو أحد البرامج الجميلة والراقية، وبرنامج صمتا ومحياي نتمنى أن تعود تلك المسلسلات التاريخية الجميلة ونتمنى أن يتم مراعاة شهر رمضان وتوزيع الإنتاج الذاخر على بقية شهور العام».
خالد الفدعاني قال: «للأمانة كلها برامج ومسلسلات مكرره وليس فيها جديد سوى الإطار الخارجي، لكن المضمون كله واحد وهناك تشابه كبير بينها بالإضافه إلى السيناريو ضعيف والأحداث قليلة».
لا إبداع
عامر محمد الشهري قال: «لم أر إبداعا يطبع في الذاكرة، فالكوميديا المفتعلة وجدت طريقا مفتوحا لملء فراغ الشاشة السعودية، فليس كل شخص يفتعل البسمة كوميديا إنما هي موهبة، وليست الاستعانة بالجميلات من النساء هي طريق النجاح، ودليل ذلك نشر بعض المشاهد من قنوات أخرى عبر اليوتيوب، لأنها رسمت بسمة يتداولها العامة، كنت أتمنى من شاشتنا السعودية الاستعانة بالموهوبين في اليوتيوب الذين لهم زخم كبير بالمتابعة أفضل من تكرار الأعمال التي لم ترفع سقف المشاهدة».
عودة طاش
فيما رأى ياسر الغامدي، أن البرامج والمسلسلات اعتمدت الدعاية والإعلان والتي غلبت على مضمون العمل الذي يفيد المشاهد ثقافيا وأدبيا واجتماعيا، وأضاف «لا أهضم حق بعض المسلسلات مثل باب الحارة المتمسك بتقاليد وعادات أهل الشام في تلك الحقبة، وأيضا مسلسل كلام الناس للفنان حسن عسيري وريم عبدالله فيه إيصال الفكرة بطريقة بسيطة وسهلة، وأما عتبي الكبير على الفنان فايز المالكي فهو يحاكي المجتمع بطريقة مكررة وشخصية قد مللنا منها، فدائما المشاهد يرى في العمل الجيد هو التجديد، ولا أنسى العمل الرائع للفنان الكوميدي عادل إمام فهو عمل في رأيي كبير، وأخيرا أقول بلسان الشارع السعودي نفتقد مسلسل بحجم طاش ما طاش فهو سلسلة تحاكي المجتمع بطريقة كوميدية رائعة».
أما عثمان الشعلاني فقال: «بالنسبة للبرامج الدينية يتميز كالعادة برنامج فضيلة الشيخ صالح المغامسي كأفضل البرامج التي تعرض، وأما المسلسلات فكلها هذا العام لم تكن بالمستوى المطلوب وكثرة القنوات إلى المسابقات لكي يتم الاستفادة المادية من خلال الاتصالات».
ناصر بن محمد العمري قال: «لا يمكن لنا إصدار حكم قطعي على كل برامج رمضان سواء أكان الحكم بالإيجاب أو بالسلب، فلعل التعميم يحمل في معطفه الخطأ والبرامج ليست سواء فمنها برامج مثرية ومميزة وتلمس فيها جهدا منيرا، وتحظى بقبول كبير على غرار ما يقدمه المديفر وعلي العلياني في برنامجيهما على قناة روتانا، وكذلك الحال لبرنامج خواطر الشقيري، والبرنامج ومضة في خاطري شيء لتركي الدخيل. على أم بي سي».
وقال فواز المالحي: «البرامج الرمضانية والمسلسلات بالذات، مخجلة مليئة بالعبارات العشقية التي يجب إبعادها من المخرجين والمنتجين لاحترام حميمية الأسر، . ولماذا أصبح الاستعراض الجسدي والعاطفي مهمة أساسية لكسب مشاهدين، عندما تقدم الدراما الرمضانية مشاهد عاطفيه ماهو الهدف؟ الإصلاح أو تنشئة الحميمية. كما أن ابتعاد كبار المنتجين والمؤلفين عن المسلسلات الرمضانية جعلها عرضه للسخافة».
فيما طالبت أمل فلمبان بضرورة عودة الفنانين السعوديين لتقديم مسلسلات سواء كوميدية أو تراجيديه كما كان في الماضي، فبعد نشوب عدة خلافات بينهم واستقلالية البعض أصبحت تقدم أعمالا ضعيفة لا ترقى بمستوى فكر وعقلية المشاهد السعودي، وهنا أؤكد أن مسلسل طاش ما طاش وبيني وبينك كان من أفضل الكوميديا الذي قدم في شهر رمضان المبارك، إلا أن هناك محاولات جادة من برنامج «واي فاي» الذي لو ابتعد قليلا عن التهريج والتقليد لنجح بفارق كبير عن المعروض.
باب الحارة
فيما أكد إسماعيل المليص أنه متابع لمسلسل باب الحارة في كافة أجزائه رغم وجود مبالغات في اختفاء بعض أبطال المسلسل وعودتهم بعد عدة أجزاء ما يضعف العمل الدرامي والسياق السردي للقصة ويدخلها في ضعف سواء على مستوى الكتابة أو على مستوى السيناريو، مشيرا إلى أن أجزاء باب الحارة الأولى كانت الأقوى والأكثر مصداقية، أما الأجزاء الأخيرة فطغى عليها الخيال أكثر من تجسيد الحارة الشامية والمحاولات الجادة من أبناء الشعب السوري لمساعدة أقرانهم وأخوانهم في فلسطين المحتلة.
استهداف الشباب
أما وجدي أبو غرارة فأشار إلى أنه في شهر رمضان لا يحرص كثيرا على متابعة البرامج الكوميدية والمسلسلات خاصة في هذا العام كونها صادفت كأس العالم إلا أنه عاد وقال: «لا بد أن يستغل هذا الشهر في تقديم رسائل توعوية تخدم فئة الشباب وبرامج علمية تزيد من ثقافتهم لا تدمر أخلاقياتهم وهذا ما نشاهده في العديد من المسلسلات خاصة المدبلجة والمعلبة التي لا تتناسب مع تعاليم ديننا الحنيف ولا مع عادتنا وتقاليدنا، مطالبا المنتجين السعوديين أن يضعوا مستقبل الأمة أمام أعينهم ويستهدفوا الشباب بما ينفعهم لمستقبل أفضل».
عبدالله أبو راس أكد على ضرورة الطرح الثقافي المتزن مع خصوصية الشهر الفضيل وقال: «إن قنواتنا السعودية تحاول جاهدة منافسة القنوات التجارية في محاولات جادة لطرح أعمال مميزة» مشيرا إلى أن برنامج المسابقات الشهير «سباق المشاهدين» يعد الأفضل على كافة القنوات الفضائية كونه يحمل فكرا وأداء مميزا إضافة إلى استضافته عددا من النجوم في سهرة رمضانية يومية ينتظرها الكثير.
الأثر النفسي
فيما حذر الخبير التربوي محمد الشهري من خطورة بعض البرامج والمسلسلات على جيل الشباب والمراهقين خاصة وقال: «إن هناك عددا من البرامج ذات أهداف متشعبة لا تقدم للشباب ما يفيدهم بل العكس قد يؤثر في سلوكياتهم ما ينعكس على شخصياتهم في المستقبل، وهنا أحب أن أنوه على ضرورة متابعة ولي الأمر ليس بالمنع ولكن بالمشاهدة الجماعية، وإيضاح سلبيات وإيجابيات تلك البرامج في حوار هادىء مع جميع أفراد الأسرة للوصول إلى قناعة بجدوى ما يقدم في تلك الفضائيات من عدمه بعيدا عن أسلوب المنع والجزر الذي قد لا يحقق الأهداف المنشودة»، كما طالب الشهري من منتجي وكاتبي تلك البرامج والمسلسلات إلى قراءة المشهد الاجتماعي السعودي أولا ومعرفة ماذا يحتاج من تقديم رسائل اجتماعية هادفه سواء بقالب كوميدي أو تراجيدي أو حتى برامج توعوية ومسابقات مفيدة وليكن البعد الاستراتيجي هو الهدف الأسمى من كل ما يقدم في هذا الشهر الفضيل.