-A +A
أكد اعلان الرياض الذي صدر في ختام اعمال القمة العربية بالرياض امس على اهمية نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار ورفض كل اشكال الارهاب والتطرف وترسيخ التضامن العربي وتأكيد خيار السلام العادل والشامل واهمية خلو المنطقة من كافة اسلحة الدمار الشامل.وشدد الاعلان على اهمية التضامن العربي وتوحيد الصفوف وتعزيز العمل المشترك لمواجهة الأزمات التي تمر بها المنطقة والأمة. وتنشر «عكاظ» فيما يلي نص الإعلان:

نحن قادة الدول العربية، المجتمعون في الدورة التاسعة عشرة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة بالرياض عاصمة المملكة العربية السعودية يومي 9-10 ربيع الاول 1428هـ الموافق 28-29 مارس/ آذار 2007م.

- استناداً الى الأسس والمقاصد التي نص عليها ميثاق جامعة الدول العربية والمواثيق العربية الاخرى، بما فيها وثيقة العهد والوفاق والتضامن بين الدول العربية، ووثيقة التطوير والتحديث في الوطن العربي،

- واستلهاماً للقيم الدينية والعربية التي تنبذ كل اشكال الغلو والتطرف والعنصرية، وحرصاً منا على تعزيز الهوية العربية، وترسيخ مقوماتها الحضارية والثقافية، ومواصلة رسالتها الانسانية المنفتحة، في ظل ما تواجهه الأمة من تحديات ومخاطر تهدد بإعادة رسم الأوضاع في المنطقة، وتمييع الهوية العربية، وتقويض الروابط التي تجمعنا،

- وتأكيداً على الضرورة الملحة لاستعادة روح التضامن العربي، وحماية الأمن العربي الجماعي، والدفع بالعمل العربي في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، والالتزام بالجدية والمصداقية في العمل العربي المشترك، والوفاء بمتطلبات دعم جامعة الدول العربية ومؤسساتها.

نعلن عزمنا على:

- العمل الجاد لتحصين الهوية العربية، ودعم مقوماتها ومرتكزاتها، وترسيخ الانتماء اليها في قلوب الأطفال والناشئة والشباب وعقولهم، باعتبار ان العروبة ليست مفهوماً عرقياً عنصرياً، بل هي هوية ثقافية موحدة، تلعب اللغة العربية دور المعبر عنها والحافظ لتراثها، واطار حضاري مشترك قائم على القيم الروحية والاخلاقية والانسانية، يثريه التنوع والتعدد، والانفتاح على الثقافات الانسانية الاخرى، ومواكبة التطورات العلمية والتقنية المتسارعة دون الذوبان او التفتت أو فقدان التمايز، ولذلك نقرر:

* إعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه في العالم العربي، بما يعمق الانتماء العربي المشترك، ويستجيب لحاجات التطوير والتحديث والتنمية الشاملة، ويرسخ قيم الحوار والابداع، ويكرس مبادئ حقوق الانسان والمشاركة الايجابية الفاعلة للمرأة.

* تطوير العمل العربي المشترك في المجالات التربوية والثقافية والعلمية، عبر تفعيل المؤسسات القائمة ومنحها الأهمية التي تستحقها، والموارد المالية والبشرية التي تحتاجها، خاصة فيما يتعلق بتطوير البحث العلمي، والانتاج المشترك للكتب والبرامج والمواد المخصصة للاطفال والناشئة، وتدشين حركة ترجمة واسعة من اللغة العربية واليها، وتعزيز حضور اللغة العربية في جميع الميادين بما في ذلك في وسائل الاتصال والإعلام والانترنت، وفي مجالات العلوم والتقنية.

* نشر ثقافة الاعتدال والتسامح والحوار والانفتاح ورفض كل أشكال الارهاب والغلو والتطرف، وجميع التوجهات العنصرية الاقصائية وحملات الكراهية والتشويه ومحاولات التشكيك في قيمنا الانسانية او المساس بالمعتقدات والمقدسات الدينية، والتحذير من توظيف التعددية المذهبية والطائفية لأغراض سياسية تستهدف تجزئة الأمة وتقسيم دولها وشعوبها وإشعال الفتن والصراعات الأهلية المدمرة فيها.

* ترسيخ التضامن العربي الفاعل الذي يحتوي الازمات ويفض النزاعات بين الدول الاعضاء بالطرق السلمية، في اطار تفعيل مجلس السلم والأمن العربي الذي أقرته القمم العربية السابقة، وتنمية الحوار مع دول الجوار الإقليمي وفق مواقف عربية موحدة ومحددة، وإحياء مؤسسات حماية الأمن العربي الجماعي وتأكيد مرجعياته التي تنص عليها المواثيق العربية، والسعي لتلبية الحاجات الدفاعية، والأمنية العربية.

* تأكيد خيار السلام العادل والشامل باعتباره خياراً استراتيجياً للأمة العربية، وعلى المبادرة العربية للسلام التي ترسم النهج الصحيح للوصول الى تسوية سلمية للصراع العربي-الاسرائيلي مستندة الى مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها، ومبدأ الارض مقابل السلام.

*تأكيد أهمية خلو المنطقة من كافة اسلحة الدمار الشامل، بعيداً عن ازدواجية المعايير وانتقائيتها محذرين من اطلاق سباق خطير ومدمر للتسلح النووي في المنطقة، ومؤكدين على حق جميع الدول في امتلاك الطاقة النووية السلمية وفقاً للمرجعيات الدولية ونظام التفتيش والمراقبة المنبثق عنها. ان ما تجتازه منطقتنا من أوضاع خطيرة، تستباح فيها الارض العربية، وتتبدد بها الطاقات والموارد العربية، وتنحسر معها الهوية العربية والانتماء العربي والثقافة العربية، يستوجب منا جميعاً ان نقف مع النفس وقفة تأمل صادق ومراجعة شاملة، واننا جميعاً قادة ومسؤولين ومواطنين، آباء وأمهات وأبناء، شركاء في رسم مصيرنا بأنفسنا وفي الحفاظ على هويتنا وثقافتنا وقيمنا وحقوقنا، ان الأمم الاصيلة الحية تمر بالأزمات الطاعنة فلا تزيدها سوى ايمانا وتصميماً. وان امتنا العربية قادرة بإذن الله حين توحد صفوفها، وتعزز عملها المشترك، ان تحقق ما تستحقه من أمن وكرامة ورخاء وازدهار.