-A +A
تركي الدخيل
من أعظم ما حث عليه الإسلام شعيرة «الزكاة» سواء الزكاة عن المال سنويا، أو بما يتعلق بزكاة الفطر. وهنا سأتحدث عن زكاة الفطر بحكم قرب إخراجها مع بدء هلال رمضان بالأفول بانتظار بزوغ هلال شوال. يتحدث كثر عن مدى إمكانية إخراج هذه الزكاة للمحتاجين في الخارج، وقد أصدر مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ بجواز ذلك وبخاصة للمتضررين من العدوان الإسرائيلي على غزة، لكن سأتجاوز الحدية التي تطرح اجتماعيا الآن، بين من يقول المحتاج في بلدي أولى، بينما البعض الآخر يقول إن السوري والفلسطيني يعاني من الجوع والمرض وشروخ الدم، بينما في الداخل قد يعاني الإنسان من الفقر لكن من دون الوصول إلى حال الموت من الجوع.
أظن أن الشعائر تنبع من الداخل، والفضل أو البذل يأتي عن حدس الإنسان وطمأنينته، وجزء من المعنى التعبدي في الشريعة هو «الحدس بالشعيرة» وهذا ما نص عليه الحديث النبوي: «الإثم ما حاك في نفسك» هذا الوخز هو شكل الحدس، حين تريد أن تقوم بشعيرة أو بعبادة إياك والتقليد. هناك حس روحي ذاتي يقودك إلى الأمر الذي تطمئن إليه، إن رأيت بهجتك وراحتك بإعطاء زكاتك وصدقتك إلى الخارج والمحتاج في مناطق الأزمات فقم بذلك، وإن كان في نفسك وخزة من ذلك ورأيت إعطاءها لجارك المحتاج أو قريبك الفقير أو السعودي المسكين فهذا أيضا وجه من وجوه البذل والخير.

لدينا أحيانا ثنائيات مغلقة تقوم على خيارين لا ثالث لهما: «إما-أو» بينما الطريق إلى الله بعدد أنفاس البشر كما يقول أهل التصوف.
إذا حدست أن راحتك بالبذل للمحتاج بالخارج فافعل ضمن القنوات الرسمية، وإن حدست ورأيت أن جذوة سعادتك وراحة بذلك للمحتاج في الداخل فافعل، وأعفونا من الثنائيات المغلقة المصمتة. وتقبل الله منا وإياكم الطاعات.