-A +A
ماثيو نورمان
يبدو أن الاعتراف الاستثنائي والغريب من جانب «خالد شيخ محمد» المنظم الرئيسي لهجمات 11 سبتمبر 2001، ضد الولايات المتحدة يجب أن يُدرس بكثير من التأني والحذر.

إن «خالد» شخص ليس لديه ما يخسره، واقتصر استجوابه في سجن جوانتانامو على معرفة ما إذا كان يجب اعتباره فعلاً مقاتلاً معادياً، وفي كل الأحوال فإن بعض «اجتراراته» بشأن الطبيعة العامة للإرهاب، والتي تحدث عنها بلغة إنجليزية غير واضحة، وبعض التعابير العربية، تستحق الاستماع إليها، ليس فقط لأنها صادرة عن شخص يعرف خفايا عمله الإجرامي، بل لأنه من المريح بعض الشيء أن يسمع الناس من فم منظم أفظع هجوم إرهابي في العصر الحديث، عبارات مثل: «أنا لا أحب قتل الأطفال والصغار».

لقد شبّه خالد شيخ أسامة بن لادن بجورج واشنطن، عدو بريطانيا في حرب الثورة الأمريكية، قد لا يكون جورج واشنطن إرهابياً لكنه بالتأكيد، جرى تصنيفه «مقاتلاً معادياً» من قبل حكومة الملك البريطاني «جورج الثالث» وهو كان ليُشنق، لو ألقي القبض عليه، لكن أول رئيس أمريكي يعتبره معظم الأمريكيين اليوم، بطلاً ذا صفات أسطورية.

وأخيراً، لا ينسى «خالد» أن يطلب العفو والرحمة، ليس لنفسه، بل للعشرات من المعتقلين، الذين لم تصدر أية أحكام بعد بحقهم في سجن جوانتانامو.

واليوم، بعد مضي خمس سنوات، من المفيد القول إن هؤلاء الأشخاص البائسين، الذين كانت غلطتهم الأساسية أنهم تواجدوا في المكان الخطأ في الوقت الخطأ، لديهم بعض الذكاء والإنسانية، ولم يفت الأوان بعد، بالنسبة لإدارة بوش، لكي تأخذ في اعتبارها هذه الفكرة حتى ولو كان المعنيون بها من أشد وأشرس «المقاتلين المعادين» في التاريخ.

* كاتب في صحيفة «اندبندنت»

ترجمة: جوزيف حرب